واشنطن ـ عادل سلامة
كان لإعادة إدخال الذئاب إلى حديقة يلوستون الوطنية في الولايات المتحدة فائدة غير متوقعة، فعزز النظام الغذائي للحيوان المفترس، ووجد العلماء أن كمية محصول التوت التي حصدت زادت قبل حلول فصل الشتاء بشكل كبير منذ إعادة الذئاب بغية السيطرة على أعداد الأيائل التي زاد عددها على مدى العقود القليلة الماضية، ما يعنى أن الذئاب لم تخفض فقط أعداد الأيائل ولكن خلقت
ما يسميه علماء البيئة "التوازن البيئى" والتي تحافظ على الأيائل بعيدا عن المساحات المفتوحة والسماح لنمو الشجيرات والتوت المتاحة.
ووجدت الدراسة أن عدد التوت المتاحة إلى الدببة في أغسطس قد تضاعف في السنوات الأخيرة، وقال بروفيسور من جامعة ولاية أوريغون، والمؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت في مجلة علم البيئة الحيواني ويدعى ويليام تموج أن " التوت من الفاكهة البرية التي تعتبر جزءا مهم من النظام الغذائي للدببة، وبخاصة في أواخر الصيف عندما تحاول كسب الوزن بأسرع ما يمكن قبل البيات الشتوي".
وقال أستاذ تموج "التوت هو أحد مصادر الغذاء المتنوعة التي تساعد على البقاء والتكاثر وفي أوقات معينة من السنة يمكن أن يكون أكثر من نصف وجباتهم في العديد من الأماكن في أمريكا الشمالية"، وتم اصطياد الذئاب المعرضة للانقراض في يلوستون والمنطقة المحيطة بها في 1900، وعلى مدى القرن الماضي، تغير الغطاء النباتي بشكل ملحوظ نتيجة للرعي الجائر من قبل الأيائل وقد أدى إعادة إدخال الذئاب التي بدأت في عام 1995 إلى عودة أسبن الشباب ويلوتريز جنبا إلى جنب مع الشجيرات المنتجة للتوت طويل القامة والنباتات العشبية، ووجد العلماء يلوستون وهي منطقة ذات جمال طبيعي، لديها مجموعة واسعة من التوت مغذية، مثل سيرفيس بري ، وشوك شري، وبفالوبرى، وتوين برى ، والتي تضاعفت في الكمية على مدى العقدين الماضيين.
وهناك من الدببة التي لها القدرة على أكل اللحوم وكذلك النباتات حيث في الربيع فإنها تقوم باصطياد الأيائل الصغيرة ولكن هذه الوفرة من التوت التي توجد في أواخر الصيف يمكن أن تكون عاملا حاسما في تمكينهم من البقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء القاسي.