الدار البيضاء - سعيد بونوار
يتدفق مئات الآلاف من الشباب والأطفال والأسر على شاطئ النحلة في منطقة عين السبع في الدار البيضاء، فقرب الشاطئ من التجمعات السكنية في كل من سيدي البرنوصي والحي المحمدي والصخور السوداء وزناتة، وتوافد المئات من أحياء بعيدة بحكم توافر وسائل النقل العمومي، جعل من هذا الشاطئ قبلة المتعطشين للسباحة من الأعمار كلها بل ومن سياح
أجانب والذين يقضون ساعات مرح بين أمواجه.
ورغم عدم حلول فصل الصيف بعد، إلا أن الشاطئ المذكور يعرف يوميا توافد الكثيرين، إذ يصنف كثاني شاطئ يستقطب سكان الدار البيضاء والنواحي بعد شاطئ عين الذئاب.
هؤلاء المصطافون وبينهم صغار بالآلاف يجهلون أن السلطات المغربية وضعت شاطئ النحلة على رأس الشواطئ المغربية الأكثر تلوثاً، وصنفته هذه المرة ضمن شواطئ عشرة تمنع السباحة فيها لخطورتها على الصحة العامة بسبب النفايات التي ترميها المعامل والمصانع والسفن، إذ لا يبعد الشاطئ عن أكبر حي صناعي في المغرب إلا ببضع خطوات، وعن ميناء الدار البيضاء إلا بأمتار قليلة.
ورغم تحذيرات السلطات، إلا أن الشاطئ يستقطب إليه أعداداً جماهيرية كبيرة تحتفظ بذكريات جميلة بين أمواجه ورماله الوسخة، فالشاطئ كان يعرف توافد جل الأسر المغربية للاصطياف فيه عندما كانت السلطات الأمنية تسمح للأسر بالتخييم، وكان يشهد تنظيم سهرات ليلية شعبية.
نتائج تحليل المياه التي قامت بها الجهات المسؤولة جددت التأكيد أن السباحة في الشاطئ المذكورة خطيرة، وأنها تسبب أمراضاً جلدية معدية، ودعت إلى منع مرتاديه من السباحة حفاظاً على سلامتهم.
وليس شاطئ النحلة في عين السبع في الدار البيضاء الوحيد، فقد جرى تصنيف 10شواطئ أخرى مهمة وتستقطب سياحاً أجانب أيضاً، ومنها شاطئ طنجة الذي بات بدوره من بين الشواطئ التي يحظر فيها العوم، إلى جانب شاطئ المحمدية.
السلطات المغربية تنوي القيام بحملات توعية لدفع مرتادي الشواطئ للبحث عن وجهات أخرى أكثر سلامة وأمناً.
وهناك جائزة تمنح لأحسن شاطئ في المغرب، وهي باسم الأميرة لالة مريم شقيقة الملك محمد السادس، وذلك لتشجيع المرتادين والمسؤولين على الاهتمام بجمال وبيئة الشواطئ خلال فصل الصيف.