الرباط _ المغرب اليوم
يعيش ساكنو عدد من مناطق إقليم تازة، خصوصا القاطنين في الجبال والمناطق النائية هذه الأيام، معاناة حقيقية بسبب عودة الثلوج والصقيع والأمطار الغزيرة التي أعلنت عنها الأرصاد الجوية الأسبوع الماضي، وساكنو هذه المناطق الجبلية يعتبرون فص الشتاء من كل سنة موسم "عذاب" لديهم، حيث ينقطعون عن العالم الخارجي بسبب انقطاع الطرق وتساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة والعزلة التامة، ما يزيد من معاناة الفقراء الذين يفتقدون أبسط ضروريات الحياة، ويتجرعون مرارة العيش بعيدا عن أعين المسؤولين المنتخبين الغائبين فترة هذه الجائحة لمعالجة الوضع والعمل من أجل تخفيف آثار المعاناة التي تئن تحت وطأتها الساكنة الجبلية. بمجرد تساقط أولى الثلوج بالإقليم، تهز عدد من صور الأطفال والنساء والشيوخ صفحات مواقع التواصل
الاجتماعي، إذ تظهرهم وكأنهم يعيشون خارج التاريخ، وتنقل تفاصيل حياتهم الرثة في منازل مهددة بالسقوط في أي لحظة وأغطية مهترئة تتخبط ساكنتها في دوامة النسيان وفقر لا نهاية له، حتى سار السكان لا يعتبرون أنفسهم أحياء بل أمواتا في زمن يتنكر فيه الحاضر للماضي. الحياة القاسية لساكني أعالي الجبال في بويبلان لا تعرف المبررات الحكومية، فما يحصل هو حالة طوارئ فرضتها الطبيعية، ومن واجب الحكومة أن تتوفر على وسائل التعامل مع هذه الطوارئ بدل الاستسلام وتعليق العجز على غياب الإمكانيات. ولإنقاذ هؤلاء السكان، الذين منهم الأطفال والعجزة والمرضى وأصحاب الحالات الصحية الصعبة، على الحكومة التفكير في استخدام الطائرات المروحية لإيصال المعونات والمساعدات والمواد الغذائية إلى السكان المحاصرين لأن استمرار هذه المعاناة قد يؤدي إلى نتائج خطيرة، خصوصا إذا توالت التساقطات الثلجية واستمرت موجة الصقيع في ضرب هذه المناطق.
قد يهمك ايضا
استمرار موجة البرد وتساقطات مطرية منتظرة اليوم بعدد من مناطق المملكة