الجزائر - ربيعة خريس
شهدت العشرات من المحافظات غرب وجنوب الجزائر، أخيرًا، احتجاجات ضد الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وزيادة فاتورة الكهرباء خلال فصل الصيف، مع ارتفاع الحرارة بشدة في هذه المناطق خاصة الجنوبية، والتي شهدت في الكثير من المرات تدخل القوات الأمنية الجزائرية، وخلال الأيام الأخيرة الماضية، سجلت محافظات عدة انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي على غرار محافظة بسكرة، التي تشهد التي انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي رغم تجاوز درجة الحرارة 40 درجة مئوية.
وحسب تصريحات سكان المنطقة لـ "المغرب اليوم" فيتم قطع التيار الكهربائي ابتداء من الساعة التاسعة صباحًا إلى الساعة الرابعة مساءً أو بداية من الساعة السادسة صباحًا إلى الساعة الثانية مساءَ وهو ما زاد من معاناة السكان الذين يلجؤون للبقاء في منازلهم واستعمال المكيفات الهوائية، وبالمقابل شهدت المحافظات الواقعة في أقصى الجنوب احتجاجات عارمة، بسبب ارتفاع فاتورة الكهرباء، رغم ما يعانيه سكان المنطقة بصفة عامة من ارتفاع درجة الحرارة والنقص والضعف الكبير المسجل في الطاقة الكهربائية خصوصًا في فصل الصيف.
وقال " رشيد . ج " من محافظة أدرار التي تقع جنوبًا في الصحراء الجزائرية، وهي ثاني محافظة في الجزائر بعد محافظة تمنراست من حيث المساحة في تصريحات لـ " العرب اليوم " إن تكاليف دفع فاتورة الكهرباء أصبحت تثقل كاهل سكان الجنوب نظرًا لارتفاعها، فهذه المرة تزامن دفع تكلفتها مع عيد الفطر المبارك، وهو ما أثار سخط واستياء المواطنين الذين طالبوا في العديد من المرات من الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز المملوكة للدولة الجزائرية، بإعادة النظر في السياسية التي تطبقها الشركة اتجاه ولايات الجنوب التي تشهد ارتفاعًا محسوسًا في درجة الحرارة خلال فصل الصيف، حيث قد تصل إلى 60 درجة مئوية، حسب قياسات شعبية لها من طرف بعض المواطنين، بعدادات سيارتهم، المزودة بعدادات لقياس درجة الحرارة، ويهدد المحتجون بتصعيد احتجاجهم في الأيام القادمة في حالة عدم استجابة السلطات في الدولة لمطالبهم.
وكشف المتحدث، أن عشرات المحتجين احتجوا في المنطقة أمام مقر البلدية لمطالبة السلطات المحلية بمراجعة الفواتير، وتساءل " كيف يجد سكان الجنوب الجزائري أنفسهم يدفعون الفواتير الباهضة في وقت تعتبر المناطق الجنوبية الممون الرئيسي للخزينة العمومية باعتبارها تمثل المصدر الأول للغاز والنفط.
وقال النائب عن الاتحاد من أجل النهضة والبناء والعدالة عن محافظة بسكرة جنوب الجزائر، مسعود لعمراوي، في تصريحات لـ " العرب اليوم " إن درجة الحرارة في الجنوب فاقت كل التوقعات وبلغت أقصى درجاتها، ومن المفروض وطبقا للمواصفات والمعايير الدولية يجب أن تعلن الجزائر حالة طوارئ واتخاذ إجراءات علنية بغية تحسين تزويد سكان المناطق الجنوبية بالكهرباء، مشيرًا إلى أن بعض المؤسسات العمومية تخلت عن المكيفات الهوائية بسبب قلة الكهرباء، واستدل بحالات الإغماء الكثيرة التي تم تسجيلها في المؤسسات التربوية خلال امتحانات شهادة البكالوريا التي تم تنظيمها في ظروف مأساوية للغاية، وقال إنه كان من المفروض على الحكومة الجزائرية استغلال الطاقة الشمسية التي تتوفر عليها المحافظات الجنوبية من أجل ضمان ظروف طبيعية لسكان هذه المناطق، مشيرا إلى أن درجة الحرارة في منطقة أدرار بلغت ستون درجة مئوية وهذه المنطقة ليست أشد حرا من مكة المكرمة، إلا أن السلطات المحلية وفروا كل الشروط اللازمة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
وأوضح لعمراوي أن السلطات الجزائرية تنقصها الإرادة السياسية، وبخصوص الاحتجاجات التي شهدتها عدد من مناطق الجنوب الجزائري، وبخصوص ارتفاع فواتير الكهرباء قال إن التخفيضات التي أقرتها السلطات أخيرا لا تطبق فعلا فالمكيفات الهوائية تشتغل ليلا ونهار وهو ما أثقل جيب المواطن الجزائري، داعيا السلطات الجزائرية إلى تخفيض فاتورة الكهرباء عنهم.
وشهدت الولايات الجنوبية، قبيل أشهر، احتجاجات عارمة بسبب ارتفاع فواتير الكهرباء بسبب الضرائب التي تضمنها قانوني الموزانة لعام 2016 و 2017، واضطرت آنذاك وزارة الداخلية الجزائرية إلى استحداث لجنة خاصة لدراسة تخفيض فاتورة الكهرباء في الجنوب.