واشنطن ـ المغرب اليوم
كشفت دراسة أجراها باحثون في معهد برمنغهام لأبحاث الغابات (BIFoR)، أن زراعة الأشجار لوحدها ليست كافية لإنقاذ البشر من الاحتباس الحراري، نظرًا للارتفاع المستمر لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. ووجدت الدراسة أن الأشجار الصغيرة يمكنها امتصاص الانبعاثات بشكل أفضل من الغابات المطيرة المدارية إلا أنه لا توجد مساحة كافية على الأرض لزرع كمية الأشجار التي ستكون ضرورية لتحقيق انحراف حقيقي في انبعاثات الكربون على كوكبنا.
ومن خلال الحسابات التي أجراها العلماء، فإن 1.7 مليار فدان من الأشجار، بإمكانها إزالة 3 مليارات طن من الكربون في الغلاف الجوي سنويا، بحسب ما ذكره موقع بزنس إنسايدر. وهذا ما يشكل نحو 10% من الانبعاثات التي ينتجها البشر سنويا، والتي يمكن أن يصل مجموعها إلى 40 مليار طن.
ونظر العلماء إلى الأشجار كحل محتمل لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، أثناء عملية التمثيل الضوئي، حيث يتم استخدامها لتشكيل الكربوهيدرات التي تستخدم في بنية النبات ووظيفته. وتقوم الأشجار أيضا بإطلاق الأوكسجين مرة أخرى في الغلاف الجوي كنتيجة ثانوية لهذا التمثيل.
لكن الدراسة تشير إلى أن 1.7 مليار فدان من الأشجار ستكون مساحة تعادل الولايات المتحدة بأكملها، كما أن زراعة الأشجار ستغطي نصف الأراضي المستخدمة في زراعة المحاصيل في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى الأرض التي سنحتاج إليها في نهاية المطاف مع استمرار نمو السكان.
وهكذا، فإن هذا الحل قد يؤدي إلى تجويع البشر، وبهذا لن يكون غرس الأشجار الحل الوحيد لمجابهة ظاهرة الاحتباس الحراري، لكنه ما يزال عاملا مساهما في حل هذه المشكلة. واكتشف الباحثون في جامعة برمنغهام مؤخرا أن الأشجار التي يقل عمرها عن 140 عاما، هي المسؤولة عن تطهير الأرض لأكثر من النصف من ثاني أكسيد الكربون في الجو.
وقال معد الدراسة، الدكتور توم بوغ، من إن غابة صغيرة يمكنها امتصاص ما يصل إلى 25% من الكربون أكثر، مقارنة بالغابات القديمة. ويسلط البحث الضوء على مقدار ثاني أكسيد الكربون الذي يمكن امتصاصه عن طريق زراعة الغابات في المستقبل.
قد يهمك ايضا :