الرباط -المغرب اليوم
عرفت تربية طائر السمان، خلال السنوات الأخيرة، إقبالا متزايدا من طرف الراغبين في ضمان مورد رزق قار يعيلون به أفراد أسرهم، حيث لجأ عدد من الشبان إلى الانتظام في جمعيات بمناطق مختلفة، وحصروا أنشطتهم التجارية في تربية بعض أنواع طائر السمان، من أجل تسويق لحومها وبيضها والانتفاع بعائداتها المالية طيلة فصول سنة.
مبادرة شبابية وغير مكلفة
على الرغم من كون تربية السمان غير مكلفة مقارنة مع غيرها من الأنشطة المشابهة التي تحتاج إلى اعتمادات مالية مهمة ومساحات شاسعة، إلا أن تربية هذا النوع من الطيور ما تزال تعاني من إكراهات تختلف من منطقة إلى أخرى، ومن موسم إلى آخر، فيما ازدادت حدة الصعوبات في الآونة الأخيرة مع ارتفاع الأعلاف وضعف التسويق بسبب جائحة كورونا.على بعد 39 كيلومترا من مدينة الفقيه بن صالح، 36 كيلومترا منها عبر الطريق الجهوية رقم 309، و3 كيلومترات عبر الطريق الوطنية رقم 8، توجد مدينة أولاد عياد التابعة لإقليم الفقيه بن صالح، حيث اختار عدد من الشبان، قبل حوالي 5 سنوات، إعطاء الانطلاقة لمشروعهم الخاص بتربية طائر السمان.
مشروع مدر للدخل
عمر شاشي، واحد من أولئك الشبان الذين خاضوا غمار تربية طائر السمان وشرعوا في تسويقه محليا في بداية المشروع قبل أن ينفتحوا على المدن والمناطق المجاورة، من أجل توسيع دائرة اشتغالهم والتغلب على المشاكل التي يعاني منها القطاع بما توفر لديهم من موارد قليلة وعزيمة كبيرة.عمر شاشي قال في تصريح لهسبريس إن “تربية طائر السمان من المشاريع المدرة للدخل، ويمكن لشباب اليوم أن يستعينوا بها لتوفير دخل مادي يعيشون به، لكن الأمر يحتاج إلى بذل مجهودات كبيرة للتعريف بالمشروع، من خلال استغلال جميع الطرق والوسائل لإيصال المعلومة إلى المستهلكين بمختلف فئاتهم، وتقريبهم من فوائد بيض ولحم هذا النوع من الطيور”.
ضعف التسويق وغلاء الأعلاف
المتحدث ذاته أكد أن “تربية طائر السمان تواجه إكراهات ومشاكل على غرار باقي أنشطة قطاع الدواجن، خاصة ما يرتبط بالتسويق، وذلك بسبب غياب جمعيات مهيكلة على شاكلة الجمعيات التي يضمها قطاع تربية الدجاج مثلا، مما يجعل تربية السمان محدودة بين من يمكن اعتبارهم هواة”.
وأضاف شاشي أن المشكل الثاني يتعلق بـ”الأعلاف التي عرفت أسعارها في الآونة الأخيرة ارتفاعا باهضا”، مبرزا أن “ما يزيد الأمر صعوبة كون السمان لا يستهلك سوى الأعلاف المركبة التي تتنوع حسب مراحل حياة الطائر، ولا يسهلك في المقابل أي أعلاف أخرى قد تساعد المربين على تخفيض كلفة الإنتاج”.
فشل وصمود.. في انتظار الانفراج
ودفع ارتفاع أسعار الأعلاف العديد من المربين، بحسب عمر شاشي، إلى “التخلي عن تربية طائر السمان، وبيع جميع الطيور والمعدات، وإعلان الفشل النهائي لمشاريعهم، فيما بقي في السوق ذوو التجارب الطويلة نسبيا، الذين ما يزالون صابرين وصامدين أمام هذه الصدمات التي تزداد يوما بعد يوم، في انتظار أن تنفرج الأمور وتتحسن الأوضاع”.وعن الأوضاع التجارية خلال شهر رمضان، قال عمر شاشي إن “بيض طائر السمان يعرف إقبالا ملحوظا خلال هذا الشهر الفضيل، مقارنة مع لحوم السمان، غير أن ذلك لا يصل إلى الدرجة التي تجعل المربين في وضعية مريحة”، داعيا، في هذا الإطار، كل من له القدرة إلى “الإقبال على استهلاك لحوم وبيض طائر السمان، لما لهما من فوائد صحية للكبار والصغار”.
حاضنات خاصة وأثمنة متباينة
لإنتاج كتكوت السمان، يحتاج بيض طائر السمان إلى البقاء داخل حاضنات خاصة مدة 17 يوما تقريبا، تحت درجة حرارة مضبوطة حسب كل مرحلة، مع تحريك البيض بين الفينة والأخرى بطريقة آلية لكي يصل إلى مرحلة التفقيص، قبل أن يتم وضع صغار السمان في أقفاص خاصة يتسع الواحد منها لحوالي 200 طائر.
وتعيش أغلب أنواع طائر السمان حوالي 6 سنوات، فيما تعيش أنواع أخرى 10 سنوات، ويحرص المربون على بيعه للمستهلكين حين يتراوح وزنه بين 150 غراما و250 غراما، ويبدأ ثمنه من 10 دراهم للطائر الواحد، ويرتفع كلما زاد الوزن واختلف النوع، فيما لا يتعدى ثمن علبة تضم 18 بيضة 13 درهمايشار إلى أن متخصصين في المجال ما فتئوا يعددون فوائد بيض طائر السمان، مشددين على أنه يحتوي على فيتامين “A” و”B1″ وهرمون “B”، وكميات مهمة من الحديد والبوتاسيوم، ومضادات الأكسدة “أوميغا 3” و”أوميغا 6″، وعناصر مضادة للالتهاب، والأحماض الأمينية، وتركيز البروتين…
قد يهمك ايضا:
نمر سيبيري يثير الرعب في قرية صغيرة أقصى شمال شرقي الصين
حملة نظافة لتطهير «وادي الجنة» من النفايات الصلبة بضواحي عاصمة سوس