الرباط – سناء بنصالح
أصدر رؤساء الدول والوفود المجتمعون في المدينة الحمراء "إعلان مراكش" للعمل من أجل المناخ والتنمية المستدامة، للتعبير عن نقلة نحو مرحلة جديدة من التنفيذ والعمل من أجل المناخ والتنمية المستدامة.
وأكد الإعلان على أن درجة حرارة المناخ آخذة في الارتفاع بوتيرة مقلقة وغير مسبوقة ويتعيّن علينا اتخاذ تدابير آنية لمواجهته، كما عبّروا عن ترحيبهم باتفاق باريس، الذي تم تبنيه في إطار الاتفاقية، كما رحّبوا بدخوله حيز التنفيذ في ظرف وجيز وبأهدافه الطموحة وشموليته بالإضافة إلى أخذه العدالة في عين الاعتبار بتكريسه مبدأ المسؤولية المشتركة بين الدول، وإن كانت متفاوتة وبقدرات متباينة، بالنظر إلى وجود ظروف وطنية مختلفة، كما نعبر عن عزمنا على التنزيل الكامل لهذا الاتفاق.
وأوضح الموقّعون عن الإعلان أنهم شهدوا خلال هذا العام زخما عالميا منقطع النظير تجاه التغيُّر المناخي في العديد من المنتديات المتعددة الأطراف، وأن هذا الزخم لارجعة فيه حيث لم تساهم فيه الحكومات فقط، بل ساهم فيه كذلك العلم والأعمال والعمل العالمي في مختلف الأصعدة، كما أن مهمتهم الآن تتمثل في اغتنام هذا الزخم بشكل جماعي للمضي قدما نحو خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتعزيز جهود التكيف، لذلك، ينبغي الاستفادة ودعم خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
ودعا الإعلان إلى التزام سياسي على أعلى مستوى لمواجهة التغيُّر المناخي، باعتباره أولوية عاجلة، كما دعا إلى تضامن أكبر مع الدول الأكثر عرضة لآثار التغير المناخي وشدّد على ضرورة دعم الجهود الرامية إلى تعزيز قدراتها على التكيف وتعزيز قدراتها على الصمود وخفض هشاشتها. ودعا الرؤساء والوفود المشاركة في "كوب 22" جميع الأطراف إلى تعزيز جهود القضاء على الفقر وضمان الأمن الغذائي واتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة التحديات التي يطرحها التغير المناخي على الفلاحة.
كما دعو إلى العمل العاجل ورفع الطموحات وتعزيز التعاون بيننا من أجل ردم الهوة بين مسارات الانبعاثات الحالية والطريق الضروري لتحقيق الأهداف المناخية الطويلة الأمد لاتفاق باريس، وإلى الرفع من حجم وتدفق وولوج التمويل الخاص بالمشاريع المناخية بالإضافة إلى تعزيز القدرات والتكنولوجيا بما في ذلك نقلها من الدول المتقدمة إلى الدول النامية.
وجددوا التأكيد كدول متقدمة الأطراف على هدف تعبئة 100 مليار دولار، و دعو إلى المزيد من العمل المناخي قبل حلول 2020، مع الأخذ في عين الاعتبار الاحتياجات والظروف الخاصة للدول النامية، والدول الأقل نموا بخاصة تلك الأكثر عرضة للآثار الكارثية للتغير المناخي، كما شجعوا كأطراف في بروتوكول كيوتو، التصديق على اتفاق الدوحة، ودعو بشكل جماعي جميع الفاعلين غير الدوليين إلى الانضمام إلينا من أجل عمل وتعبئة آنية وطموحة، والاستفادة من المنجزات المهمة، بما في ذلك العديد من المبادرات ومنها شراكة مراكش من أجل العمل المناخي الشامل، التي أُطلقت في مراكش.
"إعلان مراكش" شدّد أيضا على التحوُّل المطلوب في الاقتصاد من أجل تحقيق أهداف اتفاق باريس والذي يعطي فرصة إيجابية جدا لتعزيز الرفاهية والتنمية المستدامة، وأبرز أن مؤتمر مراكش يشكّل نقطة تحوُّل مهمة في توحيد المجتمع الدولي لمواجهة أكبر تحديات عصرنا، وأكدوا أيضا أنهم يتجهون نحو التنفيذ والأجراء، ويجددون التأكيد على على الرفع من التضامن، والأمل والفرص من أجل الأجيال الحالية واللاحقة