واشنطن - المغرب اليوم
كشفت دراسة علمية حديثة أن أسماك القرش "القاتلة" يمكنها أن تنشئ شبكات اجتماعية "معقدة مثل المجتمعات البشرية.وأوضح تقرير منشور في وكالة "رويترز" أن أسماك القرش يمكنها بناء حياة اجتماعية أكثر تعقيدا مما كان يعتقد، مع بعضها البعض، وتكون روابط تستمر لسنوات وعقود.ركز البحث على السلوك الاجتماعي لـ 41 سمكة قرش مرجانية حول جزيرة بالميرا المرجانية، في المحيط الهادئ، على بعد حوالي 1000 ميل (1600 كيلومتر) جنوب غرب هاواي، باستخدام أجهزة إرسال صوتية لتتبعها وعلامات الكاميرا للحصول على مزيد من الوضوح في تفاعلاتها.
وبعيدًا عن كونها كائنات منعزلة، شكلت أسماك القرش مجتمعات اجتماعية ظلت مستقرة إلى حد ما بمرور الوقت، مع بقاء بعض الأفراد معًا خلال السنوات الأربع التي استمرت فيها الدراسة.ووثق الباحثون نمطًا يوميًا، حيث تقضي أسماك القرش الصباح معًا في مجموعات من ما يقرب من 20 فردًا في بعض الأحيان في نفس الجزء من الشعاب المرجانية، وتشتت طوال النهار والليل، ثم تجتمع مرة أخرى في صباح اليوم التالي.
قال يانيس باباستاماتيو، عالم الأحياء البحرية بجامعة فلوريدا الدولية، المؤلف الرئيسي للبحث الذي نُشر هذا الأسبوع: "أسماك القرش حيوانات لا تصدق، ولا يزال يُساء فهمها تمامًا".
وأضف باباستاماتيو: "أحب أن أتحدث عن حياتهم الاجتماعية السرية، ليس لأنهم يريدون أن تكون سرًا، ولكن لأننا مؤخرًا فقط طورنا الأدوات لبدء رؤية وفهم حياتهم الاجتماعية".
وتابع بقوله "ليست كل أسماك القرش اجتماعية وبعضها من المحتمل أن يكون منعزلاً".
القرش المرجاني متوسط الحجم، يصل طوله إلى حوالي 6 أقدام (2 متر). يحمل طابع الاجتماعي أوجه تشابه من حيث الاستقرار مع مرور الوقت لبعض الطيور والثدييات.
يشتبه الباحثون في أن أسماك القرش تتسكع معًا لأنها قد تساعد في ضمان عثور الأفراد المختلفين على فريسة.
قال عالم الأحياء البحرية والمؤلف المشارك في الدراسة ديفيد جاكوبي من معهد علم الحيوان في لندن: "لقد عرفنا لبعض الوقت أن أسماك القرش قادرة على التعرف على زملائها في مجموعة معينة ولديها تفضيلات اجتماعية".
وأضاف جاكوبي بقوله "كشفت دراستنا لأول مرة أنهم قادرون بالفعل على الحفاظ على شركاء اجتماعيين لعدة سنوات. علاوة على ذلك، نقدم آلية محتملة لمثل هذا الهيكل الاجتماعي طويل الأجل - أي أن المجموعات الاجتماعية تعمل على الأرجح كمراكز معلومات يمكن للأفراد من خلالها متابعة بعضهم البعض إلى مناطق التغذية الخارجية ".
قد يهمك أيضَا :