الرباط- المغرب اليوم
دعت جمعية أوكسجين للبيئة والصحة الجهات الوصية للوقوف على الوضع الكارثي لاجتثاث الأشجار بمدينة القنيطرة في الآونة الأخيرة. وحسب الأنشطة الاعتيادية المرتبطة بعمليات الرصد والتتبع للحالة البيئية فقد وثقت الجمعية عمليات اقتلاع الأشجار المعمرة متواجدة بحدائق عمومية، معبرة عن استيائها من المجازر التي تجري في حق الأشجار التي تعتبر ثروة بيئية وجمالية للمدينة تعود لعشرات السنين والتي تدل على العمق الحضاري للمدينة وجزءا من هويتها.
ويشهد مدخل مدينة القنيطرة أكبر عملية في تاريخها وهي قطع غابة بكاملها من شجر «الكاليبتوس» بعد تفويت قطعة أرضية مساحتها 45 هكتارا تعود للجماعة السلالية للوبيات العقار، حيث من المنتظر أن يتم تحويلها إلى تجزئات سكنية بعدما كانت مخصصة لفضاء أخضر بناء على المخطط الاستراتيجي للتنمية المندمجة والمستدامة الذي أعطى انطلاقته ملك البلاد قبل أن يتم تقليص هذه المساحة إلى خمسة هكتارات وتحويل المشروع من مكانه الذي كان سيكون على مساحة 17 هكتارا في عهد المجلس السابق لفتح المجال للزحف الإسمنتي في صفقة لا زالت تطرح العديد من الاستفهامات.
وأفادت مصادر الجريدة بأن هذه القطعة الأرضية التي هي عبارة عن غابة من «الكاليبتوس» محاذية للطريق الرئيسية المؤدية لمدينة الرباط تحتل موقعا متميزا فوتت بثمن زهيد للمتر المربع.وأكد فاعلون في مجال البيئة أن تقطيع واجتثاث أشجار المدينة المعروفة باخضرارها كان بمبررات، تارة الرغبة بتوسعة الشوارع وتارة بكونها مريضة، بين مدى درجة البعد «العدواني» للممتلكات العمومية، في حين اعتبر مهتمون بذاكرة المدينة أن قطع الأشجار هو اعتداء على الرأس المال اللامادي، وتغيير معالم المدينة وهويتها الجمالية ، ناهيك أن اجتثاث الأشجار لم يخضع لأية معايير علمية، وهو ما سيكون له انعكاس خطير على مستوى البيئة، خاصة وأن مدينة القنيطرة تعرف تدهورا على مستوى جودة الهواء بسبب انتشار الغبار الأسود الذي أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية والحساسية.وكشفت مصادر مطلعة أن الأشجار التي تم قطعها سبق أن تم اختيارها بعناية فائقة بعد دراسة علمية على وضعية المناخ وموقع مدينة القنيطرة جغرافيا، حيث تم جلب هذا النوع من الأشجار من بلدان أجنبية ذات مناخ رطب حتى تتلاءم مع جو المدينة
قد يهمك ايضًا:
تغطية أكبر شجرة في العالم ببطانية ضخمة فيما حرائق كاليفورنيا تستعر