رام الله - غازي محمد
بعد منافسة شديدة حصلت المعلمة الفلسطينية حنان الحروب على جائزة أفضل معلمة في العالم لتثبت الحضور الفلسطيني أمام العالم بأجمعه بالرغم من كافة الصعوبات التي تواجهها العملية التعليمية في فلسطين من جانبها عبرت المعلمة حنان الحروب عن فرحتها الشديدة بجائزة أفضل معلم في العالم والذي حققتها على حساب آلاف المعلمين المنافسين لها خلال حفل أقيم في مدينة دبي مساء الأحد .
وأكّدت المعلمة الحروب في تصريحات مقتضبة لـ "المغرب اليوم" أنه لولا الدعم الفلسطيني لما تمكنت من تحقيق هذا الانتصار والاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية والحق الفلسطيني، مشدّدة على أن الجائزة تعتبر اعترافاً حقيقاً بالقضية الفلسطينية .
وعبرّت الحروب اثناء حديثنا معها عقب اتصالنا في السفير الفلسطيني في الامارات السيد عصام مصالحة عن سعادتها الشديدة بعد فوزها معتبرة انها رفعت اسم فلسطين عاليًا مؤكّدة استمرارها في أداء رسالتها التربوية .
وفي كلمة لها عقب فوزها الإثنين أكدت الحروب أن "نريد لأطفالنا العيش بحرية وسلام كباقي أطفال العالم"، داعية لأن يكون هذا العام عام المعلم الفلسطيني، مضيفة : "أن معلمي فلسطين يزرعون الأمل في نفوس أطفالنا، واستذكرت كلمات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”".
من جانبه علّق السفير الفلسطيني بالإمارات عصام مصالحة في اتصال خاص مع "العرب اليوم" على الجائزة مؤكّدًا إن هذه الجائزة لم تكن تأتي إلا بدور التضحيات التي قدمها الشهداء والأسرى والجرحي الفلسطينيين خلال انتفاضات الشعب المتتالية وأكد على أن جامعة القدس التي تخرجت منها الحروب أحد المشاريع المهمة لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي مكنت الفلسطينيين من الدراسة وعدم تركهم للمجهول في مختلف مناطق تواجدهم.
وشدد في حديثه الهاتفي على أن القيادة الفلسطينية وحضورها يعتبر أحد أهم العوامل المهمة للنجاح الفلسطيني، موجهًا الشكر للقيادة الفلسطينية على تقديم البنية التحتية الكافية في المجالات المختلفة، مبيّنًا أن الانجاز الذي حققته المعلمة للحروب هو انتصار للشعب الفلسطيني وليس مقتصراً عليها في ظل الوضع الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني بفعل الاحتلال وغيره.
وأعلنت مؤسسة “فاركي” التعليمية الخيرية، الأحد، في حفل خاص في دبي، فوز المعلمة الحروب بجائزة أفضل مُعلم في العالم، وقيمتها مليون دولار.
واختيرت المربية الحروب، التي ترعرعت في مخيم الدهيشة للاجئين في مدينة بيت لحم، في 17 فبراير/شباط المنصرم، ضمن أفضل عشرة مشاركين في المرحلة النهائية لجائزة أفضل معلم في العالم، حيث تُمنح هذه الجائزة، التي تقيمها مؤسسة فاركي في المملكة المتحدة، كل عام لمعلم متميز قدم مساهمة بارزة في مهنة التعليم، فهي جائزة تسعى للاعتراف والاحتفاء بجهود المعلمين حول العالم وبالأثر الذي يحدثونه على تلاميذهم ومجتمعاتهم.
ونافست المعلمة حنان الحروب التي تُدرّس في مدرسة ابتدائية في مدينة رام الله، للفوز في جائزة أفضل مُعلم في العالم، من بين عشرة معلمين وصلوا للقائمة النهائية بعد تصفية 8 آلاف مرشح من 148 دولة، ونشأت الحروب في مخيم للاجئين قرب بيت لحم، وتركّز في تعليم تلاميذها على التسامح والحدّ من العنف وتثبيت الأخلاق والاحترام في نفوسهم، مؤكّدة إنها لا تعمل كمعلمة فقط، وإنما تعمل أيضًا كمرشد تربوي وأخصائي نفسي، كي تستطيع تغيير السلوكيات.
وتابع حفل تتويج حنان الحروب مئات الفلسطينيين عبر شاشة عرض ضخمة، نصبتها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في دوار"الشهيد ياسر عرفات" وسط رام الله، حضرته "العرب اليوم" وتابعت مشاهد الفرحة والسرور على وجوه الحاضرين بعد الاعلان عن فوز الحروب
وأشار الرئيس أبو مازن في حديث له الاثنين، إلى أن المعلمة الحروب"هي معلمة فلسطينية في مدرسة تحت الاحتلال، تذهب عبر الحواجز، ومع ذلك هي الأولى في العالم، وهذا يؤكد أن الشعب الفلسطيني قادر أن يكون الاول في العالم اذا استمر بهذه العزيمة وهذه الإرادة، وإن "الله معنا وسينصرنا بإذنه تعالى لنبني دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.
وأكد رئيس الوزراء رامي الحمدلله الذي تواجد في الحفل أن المعلمة الحروب "أمدتنا ليس فقط بالتفاؤل والأمل، بل بكل أسباب الفخر والاعتزاز، وهي تنتزع لقب أفضل معلم في العالم. أنقل لكم اعتزاز سيادة الرئيس الأخ محمود عباس بحنان الحروب وكل معلمات ومعلمي فلسطين، وهم يصنعون نهضتها ويحيكون بمسؤولية مستقبل أبنائها وبناتها ويتحدون الاحتلال الاسرائيلي وممارساته."
واضاف رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمدلله "إننا نثبت للعالم يوميا، إن شعب فلسطين، وإن كان محاطا بالجدار ومحاصرا بالاستيطان، ومستهدفا في حياته ومقدراته ومقدساته، هو شعب مبدع طموح وخلاق، لا يكسره اليأس أو تعرف الهزيمة طريقا إليه، بل يصنع غده ودولته، بسواعد وعقول وخبرات أبنائه وبناته. وكلما تجاوزنا التحديات، وراكمنا النجاحات، نكون أكثر قدرة وفاعلية على نقل روايتنا ومعاناتنا إلى العالم، ونصبح أقرب إلى تحقيق أهدافنا الوطنية في الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد دولة فلسطين على كامل الأراضي المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس.
وأشاد المفوض العام للأونروا بيير كرينبول "بالإنجاز الفريد من نوعه" الذي حققته حنان الحروب، بحصولها على جائزة المعلم العالمي، والمعروفة باسم "جائزة لتعليم العالمي" لعملها مع الأطفال المصابين بصدمات نفسية في الضفة الغربية، مضيفًا: "إن عملها مع الأطفال المصابين بصدمات نفسية "منارة للأمل ومصدر إلهام للجيل القادم، حنان، أنا أحيي شجاعتك وعزمك على مواصلة مهمة التعليم واسمحي لي أن أقدم لك خالص الثناء والإعجاب نيابة عن عائلة الأونروا بأكملها."
وكان رئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من بين الذين حضروا الحفل، كما أرسل كل من ولي العهد البريطاني الأمير وليام و قداسة البابا فرنسيس رسائل تحية الى حنان تم بثها خلال الحفل.
وفي وقت لاحق اعتبر عضوا اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول، مفوض التعبئة والتنظيم، وتوفيق الطيراوي مفوض المنظمات الشعبية، فوز المعلمة حنان الحروب بجائزة أفضل معلم في العالم فخر للفلسطينين، وتكريم للوطن وبرهان ابداع الشعب الفلسطيني، ومكانة المعلم الفلسطيني العالمية.
وأكّد العالول أن فوز الحروب هو بمثابة رسالة اطمئنان على أجيال فلسطين القادمة في المدارس، وقال:"هذا الفوز برهان على أن المعلمين الفلسطينيين لديهم القدرة على الإبداع والتميز على المستوى العالمي، مضيفًا : "إن انجاز المعلمة الحروب العالمي قد أدخل السعادة على قلوب الفلسطينين، وأتى بحصاد للشعب الفلسطيني عموماً وللمعلمين خصوصا"، معربًا عن ثقته في قدرة المعلم الفلسطيني على تخطي العقبات.
وبارك اللواء الطيراوي مهنئًا فلسطين ومعلمي ومعلمات الوطن بانجاز المربية حنان الحروب العالمي وعملها الرائع ، مشيرًا إلى أن :" المربية الحروب إحدى مدرسات فلسطين، كرمت اسم وطنها وشعبها ومهنتها، بتتويجها لقب المعلمة الأولى في العالم، مضيفاً:" هذا دليل على إبداع الشعب الفلسطيني وارادته برفع علم بلاده في كل مكان، مضيفًا : "أبارك للمربية الحروب ولزوجها الأخ المناضل عمر الحروب واهنئهما على هذا الانجاز، وأقول للشعب الفلسطينني:" يجب أن نكون مبدعين دائما في كل المهن ، وعلى مستوى كل الشرائح"، مثمنًا بذات الوقت عودة المعلمين للتدريس والطلبة لمقاعدهم الدراسية، معتبرًا العودة بمثابة إنقاذ للعام الدراسي ومستقبل الطلبة.
وأعرب وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، عن بالغ تقديره وشكره باسمه وباسم الأسرة التربوية كافة، لكل من أسهم في دعم وإسناد المربية حنان الحروب التي نالت جائزة أفضل معلم في العالم، مشيداً بكل الجهود التي تضافرت في سبيل إنجاح هذا الحدث الذي برهن على تميز وتألق المعلمات والمعلمين وقدرة الفلسطيني على إثبات جدارته في كافة المحافل الإقليمية والعالمية على الرغم من التحديات والظروف الصعبة التي يواجهونها.
ووجه صيدم رسالة توجّه فيها بعظيم الشكر والامتنان لكل من الهيئات والمؤسسات والجهات التي ساندتنا في هذا الحدث العالمي وعلى رأسهم سيادة الرئيس محمود عباس ودولة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله ولمؤسسة فاركي ولسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والسفارة الفلسطينية وأبناء الجالية الفلسطينية في الإمارات وبنك فلسطين ووسائل الإعلام الوطنية والعالمية وأبناء شعبنا كافة في الوطن والشتات على كل ما بذلوه من جهود من أجل رسالة التعليم والمعرفة".
وجدد صيدم اعتزازه بهذا الانجاز النوعي الذي حققته المربية الحروب وتمكنها من وضع اسم فلسطين عالياً على خارطة المعرفة، مؤكدًا أن الوزارة ستواصل دعم المعلمين عبر تشجيعهم على الانخراط والمشاركة في المسابقات العالمية والإقليمية وإيصال صوتهم إلى العالمية.
وأوضح صيدم أن الوزارة ستنظم حفل استقبال وتكريم للمعلمة الحروب تقديراً وعرفاناً لهذا الانجاز المشّرف الذي لامس مشاعر الفلسطينيين وقلوبهم في بلدان العالم، لافتًا إلى أن الاحتفاء بالمربية يجسد معنى الوفاء لكل من يبدع ويتميز تربويًا.