الرئيسية » آخر أخبار المرأة
التحرش

لندن - كاتيا حداد

دفع مقطع فيديو يعرض صورًا لسيدة تتعرض لصافرات الشباب لأكثر من مائة مرة أثناء تجولها في المدينة في يوم واحد، إلى مجموعة من المحادثات المهمة بشأن التحرش في الشوارع، ولكن كما هو الحال في أي نقاش يُنظر للردود على أنها مجرد إطراء.

وذكر أحد مذيعي قناة "فوكس نيوز" أنه "لا يوجد شئ غير لائق بالفيديو"، مضيفًا أن معظم التعليقات كانت "إطراء" في حين أضاف زميله أن أحد التعليقات كانت "يالا الهول أنتى يا عزيزتي جزء من امرأة، في حين ألقى أحد النقاد اللوم على النساء أنفسهن على عدم تعاملهن مع التحرش بالشوارع بالفعل.

وجاءت الكثير من الردود -التي نشرتها صحيفة "الجارديان" في تقرير مطول- مفادها "كنت أحب لو أن امرأة صاحت في الشارع على جسدي"، مما يكشف القصور الشديد في فهم تجربة التعرض للتحرش، فيما يتعلق بكل من تكراره المثير للاضطراب وكذلك عدوانه التهديدي، ولكن أكثر الردود إحباطًا كانت تلك التعليقات التي تسبط الضوء على ضبط ردود فعل المرأة.

وعرض المعلّق ستيف سانتاغاتي، مقترحًا أن على المرأة ألا تتجول في شوارع المدينة إن كانت لا ترغب في التحرش، وقال بحكمته "إن لم يروق لك هذا كامرأة، فاستديري واصرخي ودافعي عن نفسك، كوني امرأة قوية في عام 2014".

وأشارت الكوميدية أماندا سيلز، التي ظهرت في نفس الفقرة على شبكة "سي إن إن" الأميركية، قائلة أن هذه النصيحة غير مجدية على حد كبير في عالم تشهد فيه المرأة التحرش المتكرر بازدياد فاتسم المجتمع بالعنف، مضيفةً وقد تتعرض لهجمات مميتة عند المحاولة في الاحتجاج على ما تتعرض له من تحرش، ومن الجلي أنه يتوجب علينا التركيز على مصدر المشكلة بدلًا من ردود أفعال النساء، حتى أنه لا يجب التفوه به، بل إن الإصرارعلى انتقاد ردود أفعال النساء للتحرش وسوء المعاملة مستمر بلا انقطاع.

ووجد بعض المعلقين عبر وسائل الإعلام الاجتماعية ردودًا تتسم بشئ من الارتياح في مناقشة التحرش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشارت الردود إلى تجنب النظر في الإنترنت بدلًا من مواجهة التعليقات السافرة الكريهة، فيما نصح آخرون بأن على النساء غلق حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عند تلقيها تهديدات بالاغتصاب أو القتل، كما لو أن منع المرأة من الحديث على الساحة العنكوبوتية هو الطريقة الجهنمية للتعامل مع المشكلة.

 

هناك الكثير من الوسائل المختلفة للتعامل مع التحرش عبر الإنترنت وفي العالم الواقعي معًا، فبعض النساء لا ترهق ذهنها وتقرر أخذ قسط من الراحة والابتعاد عن الإنترنت، في حين غيرها تكافح هذا التحرش؛ مما يمنحها الشعور بالقوة والسيطرة سواء بالرد عليهم على طريقة ماري بيرد - وهي فضح الشخص على الملأ بتغريدة موجهة إليه باسمه- أو بإرسال الكثير من الصور لقطة جميلة مثل ستيلا كريسي.

 وكان ممثل المنظمة غير الربحية "لا للتحرش بالشوارع" قد طرح ردودًا على متحرشي الشوارع ومنها التوصية بذكر السلوك ووصف المتحرش ("أيها الرجل الذي ترتدي قميصًا أصفر اللون، توقف عن التحرش بي") فينتقل بذلك الاحساس بالعار والخجل من الضحية إلى الجاني؛ مما يعطي المارة الفرصة إلى الوقوف بجوار الضحية  ومناصرتها، ومن لم تشعر بالأمان عند الرد على الفور واللحظة، أن تسرد الواقعة لاحقًا للشرطة أو إلى رب عمل الجاني.

ولقد ذكر العديد من النساء اللاتي شاركن مواقفهن مع مشروع "إفري داي ساكسيسم "أي التحيز اليومي ضد المرأة" أن هناك ردود فعل إيجابية من الشركات التي أخذت شكوى التحرش بالشوارع على محمل الجد وعملت على حل المشكلة، فيما وجدت نساء أخريات وسائلهن الابتكارية في التصدي للمتحرشين "تمكنت من إيقاف صافرات مجموعة رجال بيض البشرة بسيارة وذلك بإظهار علبة بدرة كبيرة ووضعها في الفم والابتسامة الكبيرة بعدها مما جعلهم يتوقفون على الفور عن التحرش"، ولكن ليس في الغالب أن يكون من الآمن الرد؛ فالخوف والرجفة كفيلتان بتجميد الضحية والفيصل هنا هو أنه لا يتوجب عليهن التعامل مع الموقف من أول مرة.

ولكننا لن نجد حلاً للمشكلة إذا جادلنا ما يتوجب على الضحية فعله بدلًا من تناول المشكلة من جذورها، فهل إغلاق النساء لحساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي عند تعرضهن للتهديدات هو الحل،  وإجمالًا؛ فالتهديد بالقتل أمر غير قانوني فيتوجب مثول الجناة أمام العدالة، وليس من الموضوعية تمامًا أن تتعرض المرأة للمضايقة في الطرقات وأن تتوقف وترد عن نفسها أو أن تواصل السير؛ ولكن بيت القصيد هو أنه لا يجب على أحد التحرش بها في المقام الأول، فليس هناك طريقة تناسب الجميع لإساءة المعاملة القائمة على كره النساء، إلا بالتعامل مع الجناة ووقاية النساء من التعرض لهذه الأفعال في المقام الأول.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

سيلينا غوميز تُصبح رسمياً واحدةً من أصغر النساء في…
كامالا هاريس ستجلب خبرة أكبر في السياسة الخارجية مقارنة…
ابنة زوج كامالا هاريس شاركت في حملة تبرعات لأطفال…
جميع رؤساء الحزب الديمقراطي الـ50 يدعمُون كامالا هاريس لتكون…
بيلوسي تبلغ الديمقراطيين أن بايدن اقترب من التخلي عن…

اخر الاخبار

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
السفير الإيراني السابق في بيروت يكشف عن اتصال نصرالله…
تعيين المغربي عمر هلال رئيساً مشاركاً لمنتدى المجلس الاقتصادي…
عبد اللطيف لوديي يُبرز طموح المملكة المغربية في إرساء…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
أشرف عبدالباقي يعود للسينما بفيلم «مين يصدق» من إخراج…
أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…

الأخبار الأكثر قراءة