الدار البيضاء - جميلة عمر
تنظم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ندوة بعنوان "النضال النسائي في المغرب، المكاسب والتحديات"، وذلك تخليدًا لليوم الوطني للمرأة المناضلة الموافق 11 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، والذي يصادف إحياء ذكرى استشهاد المناضلة سعيدة المنبهي عام 1977، أثناء إضرابها عن الطعام دفاعًا عن حقوق الإنسان.
وتشهد في هذه الندوة، التي ستعقد الجمعة 26 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، فعاليات فكرية وحقوقية وسياسية ونقابية ونسائية.
وتعتبر سعيدة المنبهي رمزًا للتضحية والصمود في ذاكرة الطلاب المغاربة زمنًا طويلًا ولا تزال، كما تُعد ملهمة لنضال الطلاب ونشطاء اليسار المغربي، وهي أول امرأة عربية استشهدت في إضراب عن الطعام دفاعًا عن حقوق الإنسان في معتقل درب مولاي الشريف، ونعتها الشاعر عبد الله زريقة بـ "امرأة أحبت الضوء".
ولدت سعيدة المنبهي في أيلول/ سبتمبر 1952، وبعد حصولها على الباكالوريا التحقت بشعبة الأدب الإنجليزي في كلية الآداب في الرباط، وناضلت في صفوف "الاتحاد الوطني" لطلبة المغرب "أوط م" وتزامنت هذه الفترة من 1972إلى 1973 مع الحظر التعسفي للمنظمة الطلابية.
واختطفت سعيدة المنبهي في 16 كانون الثاني/ يناير 1976 بمعية ثلاث مناضلات أخريات،و قضت 3 أشهر في المركز السري درب مولاي الشريف الشهير باحتضان أخطر جرائم التعذيب، حيث كانت تتعرض لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، ثم نقلت في شهر آذار/ مارس إلى السجن المدني في الدار البيضاء.
حكمت بالسجن خمسة أعوام نافذة بتهم متعددة من ضمنها المس بأمن الدولة، بالإضافة إلى عامين "لإهانة القضاء" وفرض عليها مع رفيقتيها فاطمة عكاشة وربيعة لفتوح العزلة في السجن المدني في الدار البيضاء.
وخاضت سعيدة المنبهي وعدد من المعتقلين والمعتقلات مجموعة من الإضرابات عن الطعام توجت بالإضراب اللامحدود عن الطعام وذلك لسن قانون المعتقل السياسي وفك العزلة عن الرفيقات وعن المناضل إبراهيم السرفاتي، وهو الإضراب الذي دام 34 يومًا نقلت بعدها إلى المستشفى، ومنع عنها تناول الماء والسكر، لتفارق وبسبب الإهمال الحياة في 11 كانون الأول/ ديسمبر 1977 في مستشفى ابن رشد في الدار البيضاء بعد ما ينيف عن أربعين يومًا إضرابا عن الطعام وهي ابنة الـ25 ربيعًا.