الدار البيضاء ـ جميلة عمر
تمكنت عناصر الأمن من حل لغز الشكوى التي تقدمت بها شابة تبلغ من العمر (22 عامًا)، ادّعت أنها تعرضها للاختطاف والاحتجاز من طرف متطرفين.
كانت الفتاة، أثناء الاستماع إلى أقوالها في القضية من طرف عناصر الأمن، أنها "تلقت وهي في مقر عملها اتصالًا هاتفيًا، حوالي الساعة الثانية، الاثنين، يخبرها من خلالها شخص مجهول، أنّ والدتها تعرضت إلى وعكة صحية، نقلت على إثرها إلى المستشفى، وأن المتصل عرض عليها اصطحابها لرؤية أمها، وهو ما استجابت له فورًا من دون أن تساورها أية شكوك حول الشخص الذي كان في انتظارها، لتفاجئ أنها ركبت مع المتصل في سيارة رمادية اللون؛ فوجدت بداخلها امرأة منقبة بلباس أفغاني، وانطلقت الأخيرة في طمأنتها على صحة والدتها، قبل أن تفاجئها بوضع قطعة قماش على أنفها؛ لتفقد وعيها مباشرة".
وأضافت الضحية المزعومة أنها "حين استفاقت؛ وجدت نفسها داخل منزل مكبلة اليدين، ووضع لها لصاق على الفم، واستمر احتجازها لليلة كاملة من دون أن تستوعب سبب ذلك، إلى أن جرى إخلاء سبيلها صباح اليوم التالي، حيث أعادها المختطفان على متن السيارة نفسها إلى مدارة شيميكولور بعد إبلاغها بأنها اختطفت عن طريق الخطأ.
وتكلفت فرقة الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن أنفا، بناءً على تصريحاتها، ونظرًا لخطورة القضية؛ باستكمال البحث والتحري حول ادعاءات هذه الفتاة.
ودخلت عناصر فرقة "محاربة العنف ضد النساء" على خط الأبحاث؛ لتتبع خيوط عملية الاختطاف منذ بدايتها، وهو الأمر الذي جعل العناصر الأمنية تقف على مجموعة من التناقضات من طرف الضحية.
وبمواجهة الضحية ومحاصرتها بتناقضاتها من طرف الشرطة، أثناء عملية البحث المعمق، وأيضًا بنتائج البحث في هاتفها المحمول؛ اعترفت أنّ القضية مجرد "سيناريو" من خيالها، حبكته بعدما قضت الليلة رفقة خليلها، في مسكنه.
وبالاستماع إلى الخليل وهو شاب (28 عامًا) متزوج وأب لطفلين ويعمل مع الفتاة، في علمه السابق في نسج هذه القصة، وبيّن للعناصر الأمنية "أنّها قضت الليلة رفقته من دون أن تكون بينهما أية علاقة جنسية"، مشيرًا إلى أنّ "الغاية من ذلك هو اتفاقهما على الزواج مباشرة بعد إتمامه لإجراءات الطلاق من زوجته".