الرباط - المغرب اليوم
وسط الجدل الذي أثاره مشروع مقهى خاص بالنساء، على صفحات التواصل الاجتماعي، افتتحت صاحبة أول مبادرة من هذا النوع في المغرب فضاء "فلاورس كوفي" كمقهى بصيغة أنثوية، بمدينة تطوان، يخصص قدرا مهما من الخصوصية والحرية لرواده من النساء، عبر خدمات متنوعة، بفضاءات للطبخ والموسيقى وجلسات "الكاريوكي" في عطل نهاية الأسبوع، إلى جانب فضاء خصص لمشروع مكتبة.
وحسب بعض المصادر المطلعة على تفاصيل المشروع فإن صاحبته "تطمح إلى جعله فضاء ثقافيا يستقطب النخب النسائية بالمدينة لمناقشة جوانب من الحياة العامة، ومواضيع نسائية، بعيدا عن صخب المقاهي المختلطة"، مضيفة أن "فكرة المقهى تنبني على إحياء تقليد نسائي قديم، أيام كانت تجتمع النساء كل مساء ببيت إحداهن لتبادل الأحاديث".
واعتبرت ثريا البراج، رئيسة "جمعية المرأة المناضلة"، في ، أن فكرة المقهى "تدخل في إطار الحريات الفردية، والحق في الاختلاف"، وزادت: "غير أن الديكور الذي اعتمد في المقهى، والألوان المختارة، تعيد في الحقيقة تكريس الصورة النمطية للنساء"، معربة عن أملها في أن يكون فعلا "فضاء لتبادل النقاشات والأفكار والتجارب الداعمة للنساء".
في المقابل أبدت الناشطة الحقوقية نصيرة الخمليشي تحفظها على فكرة مقهى نسائي خاص، بمبرر أنها "قد تفتح الباب أمام فكر التطرف الداعي إلى عزل النساء عن الرجال في الفضاءات العامة، ما يجعل النساء الرافضات للانعزال عرضة للاتهام بالفساد والتفسخ الخلقي".
وفي سياق متصل، اتجهت سهام، وهي طالبة جامعية، إلى الاعتقاد أن "هذا النوع من المقاهي يكرس ثقافة البذخ والترف، تحت مسميات متجذرة، فيما أصحابها لا يستحضرون غير الجانب الربحي"، وفق تعبيرها، مشيرة إلى أن "تطوان ليست في حاجة إلى مزيد من المقاهي، لأن العاطلين ليسوا قطعا من مرتاديها".
من جانب آخر، ترى فوزية، وهي عاملة بسيطة، أن "مقهى للنساء لن يشجع سوى على تنامي النميمة، التي ترافق جل جلسات النساء، إضافة إلى أنه سيصبح فضاء للتباهي واستعراض الحلي والملابس، كما هو الشأن في المناسبات النسائية"، مضيفة: "مثل هذه الأماكن تكون غالية، ولها طبقتها التي تستمتع ببذل المال فيها، بينما نحن نكد ونشقى لتوفير لقمة عيش، وبالكاد ندخر بعض المال لأوقات الشدة".
تجدر الإشارة إلى أن يوم الأربعاء المقبل سيعرف افتتاح سيدة أخرى مقهى خاصا بالنساء بتطوان، في وقت سبق لها أن كشفت عن مشروعها الرامي إلى "خلق متنفس خاص بالسيدات اللواتي يرغبن في فضاء مريح، وغير مختلط بالرجال".
قد يهمك ايضا :
شركة "أبل" تستعين بطبيبة توليد لدعم جهودها في مجال صحة المرأة