الرئيسية » آخر أخبار المرأة
المغربيات اللواتي تولين خياطة أزياء

الدار البيضاء- سعيد بونوار

ترتعد فرائص عدد من المهاجرين المغاربة الشرعيين وغير الشرعيين بمجرد رؤية دورية للشرطة الأسبانية التي باتت أكثر شراسة في سوء معاملة المهاجرين، فكثير من الأسبان يعتقدون أن أزمتهم الاقتصادية التي دفعت حكومتهم إلى التقشف ترجع إلى هذا التهافت على الإقامة فوق "أندلس" العرب الضائعة، وأصبحوا شبه مؤيدين لتجاوزات الشرطة تجاه المهاجرين بداعي ضمان الأمن، ومحاربة الهجرة غير الشرعية.
وتصنف شرطة أسبانيا ضمن أولى وحدات الشرطة التي ترتدي أزياء أنيقة، لكن الزي الأنيق لا يشفع للهراوة في ممارسة "إرهابها" على رؤوس مهاجرين ومهاجرات وصلوا إلى "الفردوس" بغية عيش كريم لكنهم اصطدموا بواقع أكثر مرارة.
ولكن من صدف القدر أن إحدى النساء اللواتي تعرضن للضرب في أسبانيا من طرف الشرطة، هي واحدة من آلاف المغربيات اللواتي تولين خياطة أزياء بذلات هؤلاء بمختلف رتبهم و"تلاوينهم"، المسكينة وجدت نفسها تحت رحمة "نياشين" أمضت مع زميلاتها ساعات الليل والنهار في حياكتها.
في حي مولاي رشيد بوسط الدار البيضاء، الحي الأكثر فقرا في المغرب، تنتصب وحدات صناعية تبدو وكأنها سجون، فتصميماتها الهندسية لا توحي بأن ما "يحاك" داخلها يباع بالملايين، أبواب ضيقة وتفتيش دقيق للعاملات البائسات القادمات من القرى هروبا من االحاجة، والخوف أن تسرب إحداهن "زيا أمنيا"، أو تسول لإحداهن نفسها سرقة زي لاعب فريق برشلونة ليونيل ميسي لاعب.
في هذه المصانع، تتولى أنامل مغربية فقيرة خياطة الأزياء الرياضية الخاصة بأشهر الأندية الرياضية في الجارة أسبانيا وكذا أشهر ماركات الملابس ، كما تتولى ذات المعامل حياكة بذلات الشرطة والعسكر ورجال الإطفاء الأسبان.
أمهات وشابات وقاصرات يعملن في مصانع النسيج المنتشرة في حي مولاي رشيد وفي منطقة عين السبع، في ظروف أقل ما يقال عنها إنها لا إنسانية، سب وقذف وضغوط وحرمان من التعويض عن ساعات العمل الإضافية، وإحساس بلا أمن، ذلك أن المعامل المذكورة لا تبعد كثيرا عن بؤر الإجرام المعروفة في المنطقة حيث يتربص عشرات الشباب بالعاملات ويسلبهن أموالهن.
تتحاشى السلطات المغربية محاسبة أرباب هذه المصانع، خوفا من نقلها إلى دول أخرى، وتنظر إلى جانب تشغيل الآلاف من البسطاء أكثر من نظرتها إلى ظروف العمل القاهرة وغياب أبسط الحقوق التي يضمنها قانون العمل للعمال ، وذات الاعتبار تحمله العاملات في مصانع النسيج المذكورة، فالأزمة العالمية امتدت أذرعها إلى المغرب وبات إيجاد عمل أصعب من علاج مرض السرطان.
ويستغل أرباب المعامل المذكورة الوضع لتشغيل القاصرات نظير أجرة أقل، وتراود كثير من المشتغلات في هذه المصانع فكرة سرقة زي أو بذلة رياضية وإعادة بيعها لكن شروط الحراسة الصارمة تجعل هذا الحلم مستحيلا.
ترى هل تدرك الشرطة الأسبانية والقوات المسلحة ورجال الإطفاء ولاعبي الأندية الشهيرة أن البذل التي يرتدونها إنما "حيكت" بأنامل الحزن والألم والفقر والاستغلال.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ابنة زوج كامالا هاريس شاركت في حملة تبرعات لأطفال…
جميع رؤساء الحزب الديمقراطي الـ50 يدعمُون كامالا هاريس لتكون…
بيلوسي تبلغ الديمقراطيين أن بايدن اقترب من التخلي عن…
رئيسة وزراء إيطاليا تُعرب عن تضامنها مع ترامب بعد…
رئيسة المفوضية الأوروبية تُدين حادث إطلاق النار على ترامب…

اخر الاخبار

استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك…
مجلس الحكومة المغربية يدرس مجموعة من الملفات التشريعية المهمة
المعارضة في المغرب تُطالب ببرنامج حكومي تعديلي وتنتقد اتفاقيات…
عمر هلال يعتبر أن تقييم دور الأمم المتحدة بشأن…

فن وموسيقى

سعد لمجرد يُعرب عن سعادته بتحقيق أغنيته «سقفة» أول…
أحمد السقا يكشف أسراراً من كواليس فيلم "السرب" ويتحدث…
يسرا تُعرب عن سعادتها بتواجدها في مهرجان الجونة وتُؤكد…
الموت يغيب الفنان القدير مصطفى فهمي عن عمر 82…

أخبار النجوم

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز في الكويت
درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
هاني سلامة يعود الى السينما بعد غياب امتد لأكثر…

رياضة

محمد صلاح يحتفل بصدارة الدوري الإنجليزي ورقمه القياسي ويوجه…
وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي
الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية
لاعبين مغاربة خارج المرشحين لجائزة الأفضل في إفريقيا

صحة وتغذية

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
عقار شائع للإجهاض قد يساهم في إطالة العمر ويشعل…
تناول الماغنيسيوم مع فيتامين D يُعزّز صحة العظام ووظيفة…

الأخبار الأكثر قراءة

سيلينا غوميز تُصبح رسمياً واحدةً من أصغر النساء في…