فقيرات يخطن أزياء الشرطة الأسبانية و بذلات الأندية الشهيرة
آخر تحديث GMT 20:00:14
المغرب اليوم -

محرومات من حقوقهن وإبداعات أناملهن تباع بالملايين

فقيرات يخطن أزياء الشرطة الأسبانية و بذلات الأندية الشهيرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فقيرات يخطن أزياء الشرطة الأسبانية و بذلات الأندية الشهيرة

المغربيات اللواتي تولين خياطة أزياء
الدار البيضاء- سعيد بونوار

ترتعد فرائص عدد من المهاجرين المغاربة الشرعيين وغير الشرعيين بمجرد رؤية دورية للشرطة الأسبانية التي باتت أكثر شراسة في سوء معاملة المهاجرين، فكثير من الأسبان يعتقدون أن أزمتهم الاقتصادية التي دفعت حكومتهم إلى التقشف ترجع إلى هذا التهافت على الإقامة فوق "أندلس" العرب الضائعة، وأصبحوا شبه مؤيدين لتجاوزات الشرطة تجاه المهاجرين بداعي ضمان الأمن، ومحاربة الهجرة غير الشرعية.
وتصنف شرطة أسبانيا ضمن أولى وحدات الشرطة التي ترتدي أزياء أنيقة، لكن الزي الأنيق لا يشفع للهراوة في ممارسة "إرهابها" على رؤوس مهاجرين ومهاجرات وصلوا إلى "الفردوس" بغية عيش كريم لكنهم اصطدموا بواقع أكثر مرارة.
ولكن من صدف القدر أن إحدى النساء اللواتي تعرضن للضرب في أسبانيا من طرف الشرطة، هي واحدة من آلاف المغربيات اللواتي تولين خياطة أزياء بذلات هؤلاء بمختلف رتبهم و"تلاوينهم"، المسكينة وجدت نفسها تحت رحمة "نياشين" أمضت مع زميلاتها ساعات الليل والنهار في حياكتها.
في حي مولاي رشيد بوسط الدار البيضاء، الحي الأكثر فقرا في المغرب، تنتصب وحدات صناعية تبدو وكأنها سجون، فتصميماتها الهندسية لا توحي بأن ما "يحاك" داخلها يباع بالملايين، أبواب ضيقة وتفتيش دقيق للعاملات البائسات القادمات من القرى هروبا من االحاجة، والخوف أن تسرب إحداهن "زيا أمنيا"، أو تسول لإحداهن نفسها سرقة زي لاعب فريق برشلونة ليونيل ميسي لاعب.
في هذه المصانع، تتولى أنامل مغربية فقيرة خياطة الأزياء الرياضية الخاصة بأشهر الأندية الرياضية في الجارة أسبانيا وكذا أشهر ماركات الملابس ، كما تتولى ذات المعامل حياكة بذلات الشرطة والعسكر ورجال الإطفاء الأسبان.
أمهات وشابات وقاصرات يعملن في مصانع النسيج المنتشرة في حي مولاي رشيد وفي منطقة عين السبع، في ظروف أقل ما يقال عنها إنها لا إنسانية، سب وقذف وضغوط وحرمان من التعويض عن ساعات العمل الإضافية، وإحساس بلا أمن، ذلك أن المعامل المذكورة لا تبعد كثيرا عن بؤر الإجرام المعروفة في المنطقة حيث يتربص عشرات الشباب بالعاملات ويسلبهن أموالهن.
تتحاشى السلطات المغربية محاسبة أرباب هذه المصانع، خوفا من نقلها إلى دول أخرى، وتنظر إلى جانب تشغيل الآلاف من البسطاء أكثر من نظرتها إلى ظروف العمل القاهرة وغياب أبسط الحقوق التي يضمنها قانون العمل للعمال ، وذات الاعتبار تحمله العاملات في مصانع النسيج المذكورة، فالأزمة العالمية امتدت أذرعها إلى المغرب وبات إيجاد عمل أصعب من علاج مرض السرطان.
ويستغل أرباب المعامل المذكورة الوضع لتشغيل القاصرات نظير أجرة أقل، وتراود كثير من المشتغلات في هذه المصانع فكرة سرقة زي أو بذلة رياضية وإعادة بيعها لكن شروط الحراسة الصارمة تجعل هذا الحلم مستحيلا.
ترى هل تدرك الشرطة الأسبانية والقوات المسلحة ورجال الإطفاء ولاعبي الأندية الشهيرة أن البذل التي يرتدونها إنما "حيكت" بأنامل الحزن والألم والفقر والاستغلال.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فقيرات يخطن أزياء الشرطة الأسبانية و بذلات الأندية الشهيرة فقيرات يخطن أزياء الشرطة الأسبانية و بذلات الأندية الشهيرة



GMT 16:29 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

كامالا هاريس تنتقد ترامب بعد نشرها تقريرا يكشف وضعها الصحي

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة
المغرب اليوم - حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:49 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

المغربية عزيزة جلال تعود للغناء بعد توقف دام 30 عامًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib