باريس-المغرب اليوم
من الأندلس إلى فرنسا، توزعت مناطق جغرافية على مساحة واسعة من القارة الأوروبية لتحتضن عائلة سيدة ستينية تسعى بقوة لأن تصبح أول رئيسة في تاريخ الجمهورية الفرنسية، بعد أن حازت منذ 2014 لقب أول أمرأة عمدة لـ"مدينة الأنوار" باريس.
حسب السيرة الذاتية للسيدة آن هيدالغو، فقد ولدت العمدة الباريسية في منطقة الأندلس بإسبانيا، وهربت عائلتها إلى فرنسا إبان الحرب الأهلية الإسبانية ثلاثينيات القرن الماضي.
وأعلنت السياسية الاشتراكية الأسبوع الجاري ترشيحها رسمياً، في أول محاولة منها للوصول إلى كرسي الرئاسة الفرنسية.
وأطلقت هيدالغو حملتها وسط مشهد سياسي مكتظ بمرشحين يراوحون بين أقصى اليسار والاشتراكيين مروراً بالمدافعين عن البيئة.
وتعد المرشحة البالغة 62 عاماً، الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الاشتراكي، لكن سيتعيّن عليها توسيع حضورها على الصعيد الوطني، وفق عدد من المحللين الفرنسيين.
وتدخل هيدالغو المعركة الانتخابية كشخصية تثير الاستقطاب، إذ أحدثت حملتها للتخفيف من تواجد السيارات في باريس وجعل المدينة صديقة أكثر للبيئة انقساماً في أوساط سكان العاصمة، فيما اختارت مدينة روان، التي يحكمها الاشتراكيون، لإعلان قرارها في محاولة لترك بصمتها خارج باريس.
وأشارت إلى أن نشأتها في عائلة متواضعة حيث كان والدها كهربائياً ووالدتها خياطة تعد شهادة على مدى قدرة فرنسا على مساعدة الأطفال على تجاوز «الأحكام المسبقة المرتبطة بالطبقية».
لكنها حذّرت من ازدياد عدم المساواة، مؤكدةً أن «نموذج الجمهورية يتفكك أمام أعيننا» وأضافت «أريد أن يحظى جميع الأطفال في فرنسا بذات الفرص التي كانت لدي».
وتظهر الاستطلاعات أن هيدالغو لن تحصل إلا على ما بين 7 و9% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان/ أبريل.
وشددت السياسية الفرنسية على «خبرتها» كرئيسة بلدية باريس وعلى سياستها في مكافحة التلوث الناتج من السيارات، مسلطة الضوء على البعد البيئي لحملتها.
وأعلنت «علينا أن ننجز التحول البيئي» واعدة بـ«خطة لخمس سنوات لإزالة الكربون من اقتصادنا»، وببدء مفاوضات لزيادة الأجور وتوسيع اللامركزية ومواضيع أخرى مثل الحق في الموت بكرامة.
ولم تكشف هيدالغو تفاصيل برنامجها الدولي، مكتفية بالقول إنها تريد «فرنسا أقوى، فرنسا أكثر ثقة بإمكانها إيصال صوتها الفريد مجدداً في أوروبا والعالم».
وهاجمت الناشطة السياسية الاشتراكية الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون الذي وصفته بـ«العجرفة».
وقالت هيدالغو إنها تريد «وضع حد للازدراء» مشددة على أهمية «الاحترام»، وأكدت أن انتخابات 2022 ستشكل «لقاء أول امرأة رئيسة للجمهورية مع الفرنسيات» واعدة بأن النساء سيحصلن «أخيراً على المساواة التامة والكاملة في الأجور كما في المسار المهني».
وإذا تم اعتماد هيدالغو من قبل الاشتراكيين، فإنها ما زالت تواجه معركة شاقة لإقناع الناخبين ببرنامجها بعد 5 سنوات، من قيادة ماكرون شهدت البلاد فيها مظاهرات واسعة فضلاً عن تداعيات جائحة فيروس كورونا.
وكانت مارين لوبان الزعيمة اليمينية الشعبوية قد قررت التنحي مؤقتاً عن منصبها كرئيسة لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف المعارض لإتاحة مزيد من الوقت لها للقيام بحملات انتخابية.
وتخوض لوبان انتخابات الرئاسة الفرنسية العام المقبل ضد منافسها الرئيسي إيمانويل ماكرون، وكانت قد خسرت بالفعل مرة واحدة أمام ماكرون في عام 2017.
قد يهمك ايضًا:
زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبن تطلق حملتها للانتخابات الرئاسيّة في فرنسا
تنسيق أمني بين المغرب وفرنسا وإسبانيا يقود إلى حجز 26 طنا من المخدرات