باريس ـ مارينا منصف
في سابقة هي الأولى من نوعها، أرسل تنظيم "داعش" الإرهابي الى أم تونسية شهادة وفاة ابنها الذي التحق بالتنظيم في سورية مرفقة بفيديو لجنازته ودفنه هناك. وبذلك تكون التونسية عزيزة السايح، البالغة من العمر 50 عامًا، "أول أم في العالم" يرسل إليها "داعش" شهادة وفاة ابنها، الذي هو أحد عناصره، كما ذكرت الوالدة خلال مقابلة مع صحيفة "الشارع المغاربي" التونسية، اليوم الاثنين.
وشاركت السايح، بداية الأسبوع الماضي، في مؤتمر في تونس، نظمه الائتلاف العالمي "FATE"، الذي يضم جمعيات غير حكومية من عدة دول، تعمل على "مكافحة التطرف قبل أن يصبح إرهابا".
وحسب الصحيفة، فإن لدى "الوالدة المنكوبة" القاطنة في فرنسا، 3 بنات وابن واحد اسمه سامي، مات وعمره 20 عامًا بحادث سير يوم 9 مارس/آذار 2015 في منطقة الشدادي في سورية. وقد أرسل اليها التنظيم الإرهابي مؤخرا شهادة وفاته وفيديو لعملية دفنه عبر الإنترنت.
وتقول السايح: "كان ابني شابًا عاديًا يحب الموسيقى والغناء، لم تكن لنا مشاكل مادية وكان ابن العائلة المدلل، لم يكن يصلي وعندما بدأ يصلي فجأة، نبهته من خطر أن يستدرجه متطرفون فأجابني اطمئني يا أمي فهؤلاء الناس مجانين ولا يمكن أن أنساق إليهم".
وفي وقت لاحق، أعلم الشاب والدته بأنه سيسافر إلى المملكة العربية السعودية لأداء العمرة بعد أن اشترى تذكرة للتمويه، ليرحل يوم 28 أبريل/نيسان 2014 إلى تركيا ثم إلى سورية دون رجعة.
وأبلغت الأم السلطات الفرنسية واتصلت بسفارة باريس في تركيا وطلبت منها إيقافه "لكنها لم تستطع شيئا" وفق رواية عزيزة السايح، التي اكتشفت لاحقا أن ابنها تعرض لعملية غسيل دماغ من قبل زميل له في العمل من أصل مغاربي.
وتقول "الوالدة المنكوبة" إن عائلتها تعاني الأمرين، خسارة ابنها الوحيد ونظرة المجتمع الفرنسي لعائلتها باعتبارها "عائلة إرهابيين"، معتبرة أن: "فرنسا مسؤولة عما حصل لأبنائنا لأنها لم تمنعهم من الذهاب إلى بؤر التوتر" حسب الصحيفة.