الرباط - كمال العلمي
دقت العديد من الفعاليات المدنية ناقوس الخطر بشأن استغلال الأطفال المغاربة في التسول بالمقابر الجماعية، داعية السلطات العمومية إلى محاربة هذه الظاهرة التي طفت على السطح من جديد في مجموعة من المدن.ولاحظت الفعاليات عينها انتشار عدد مهم من الأطفال أمام أبواب المقابر، ما أثار استياء الأسر التي تزورها خلال أيام الأسبوع، مؤكدة أن ظاهرة تسول الأطفال امتدت إلى فضاءات عديدة خلال السنوات الماضية.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أن هذه الشريحة من الأطفال تعيش على التسول بالمقابر، خاصة بالمدن الكبرى للمملكة، مشيرة إلى المخاطر الاجتماعية لتسول الأطفال في البلاد.ووضعت الحكومة مجموعة من البرامج والخطط لمحاربة استغلال الأطفال في التسول بالمغرب، لكنها تواجه العديد من الصعوبات الميدانية؛ ذلك أن 90 في المائة من الأطفال يتم استغلالهم من طرف أمهاتهم، ما يطرح مجموعة من التحديات على الوزارة الوصية على القطاع.
ووفقا للبحث الوطني حول التشغيل الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط فقد تراجعت نسبة تشغيل الأطفال بحوالي 26 في المائة سنة 2022 مقارنة مع سنة 2019.وانتقد الفريق الاشتراكي بالبرلمان، من خلال مقترح قانون تقدم به بمجلس النواب، طريقة صياغة الفصل 330 من مدونة القانون الجنائي، معتبرا أن مجموعة من الثغرات تعتريه، حيث يخرج عن نطاق التجريم والعقاب استغلال الأطفال في التسول من قبل الأصول.
نجية أديب، ناشطة حقوقية رئيسة جمعية “ما تقيش أولادي”، قالت إن “برامج الدولة لم تنجح في القضاء على ظاهرة تسول الأطفال رغم الجهود المبذولة”، موضحة أن “الظاهرة تنتشر بشكل واسع خلال شهر رمضان، اعتباراً للطقوس الدينية التي ترافقه”.وأضافت أديب، في تصريح ، أن “تسول الأطفال لم يعد يقتصر على المساجد فقط، وإنما امتد إلى المقابر”، مطالبة السلطات الأمنية بـ”تشديد المراقبة على أماكن التسول لتفكيك الشبكات التي تتاجر بالأطفال”.واستطردت المتحدثة بأن “العديد من الشبكات الإجرامية تستغل الأطفال الأبرياء لمراكمة الأرباح، إذ يتم اكتراء الأطفال الصغار من طرف ممتهني التسول بصفة يومية، فيما يصل مبلغ اكتراء الرضع إلى مائة درهم في اليوم الواحد”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الداخلية المغربية تلجأ إلى كاميرات المراقبة لمحاربة ظاهرة التسول في الشوارع
تقرير رسمي يكشف أن الاستغلال الجنسي و التسول أبرز صور الاتجار في البشر في المغرب