موسكو - المغرب اليوم
في فعالية تهدف إلى إلقاء الضوء على دور المرأة بشكل عام، والمرأة الإنغوشية بشكل خاص، في مختلف مراحل التاريخ الروسي، ولا سيما المرحلة الممتدة منذ ما قبل الثورة الشيوعية في روسيا عام 1917، مروراً بالحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا، نظمت وزارة الثقافة في جمهورية إنغوشيا الواقعة في منطقة القوقاز، معرضاً بعنوان «نساء إنغوشيا الشهيرات»، يروي بالصور والوثائق أدواراً مميزة لعبتها، وإنجازات خلفتها للتاريخ مجموعة من المواطنات الإنغوشيات. واختار المنظمون واحدة من صالات مجمع ذكرى القمع الستاليني، لإقامة هذا المعرض. ومن غير الواضح ما إذا كانوا اختاروا هذا المجمع عن قصد أم لا، لكن مع ذلك تحمل إقامة المعرض فيه دلالة خاصة؛ نظراً للقمع الذي تعرضت له شعوب القوقاز في فترة حكم الزعيم السوفياتي ستالين، حين قام بترحيل الملايين من أبناء تلك المنطقة، إلى سيبيريا وصحراء كازاخستان، ومناطق أخرى ضمن أراضي الاتحاد السوفياتي حينها.
ويقول منظمو المعرض، إنه يشكل فرصة مناسبة لأبناء إنغوشيا وزوارها، للتعرف على مجموعة كبيرة من الوثائق والصور، التي تعكس حياة ونشاط شخصيات عظيمة من «ممثلات الجنس اللطيف» منذ ما قبل الثورة البلشفية وحتى أيامنا هذه. ويركز المعرض على توثيق حياة المواطنات الإنغوشيات في أكثر من مرحلة تاريخية. وتم عرض مجموعة كبيرة من الصور التي توثق مساهمة المواطنات الإنغوشيات ودورهن خلال الحرب العالمية الثانية، وبينهن على سبيل المثال المواطنة الإنغوشية أسيات توتايفا، التي كانت تعمل في أحد المشافي على جبهات الحرب العالمية الثانية، ووقعت أسيرة بأيدي القوات النازية، وفارقت الحياة في معسكر الأسر. وتخليداً لذكراها أطلقت السلطات اسمها على معهد للطب. وكانت هناك مجموعة صور تروي بطولات مواطنة أخرى اسمها ليلى أوجاخوفا، وكانت خلال الحرب العالمية الثانية، قائد وحدة صاروخية للدفاع الجوي، شاركت في المعارك الضارية التي دارت على مشارف موسكو السوفياتية، ولقاء شجاعتها في المعارك حصلت بجدارة على وسام «الحرب الوطنية العظمى»، ومن ثم «وسام النصر على ألمانيا في حرب 1941 - 1945».
وكان هناك قسم آخر في المعرض مكرس لإنجازات المواطنات في مراحل أخرى من تاريخ المنطقة، بينهن المواطنة مريم أرابخانوفا، التي كانت تعمل مربية في واحدة من دور الحضانة في منطقة سونجينسك في إنغوشيا، وأظهرت شجاعة فائقة في الكشف عن، والتصدي لمجموعة من المسلحين خريف عام 2002، وحصلت لقاء ذلك على وسام «بطل روسيا الاتحادية». ويستمر المعرض في عرض حكايات المواطنات، لكن «في أيام السلم»، وذلك في قسم يركز على مساهماتهن في الإنتاج والتعليم والطبابة ومختلف مجالات الحياة، مثل المواطنة ليمكا باراخويفا، السيدة الإنغوشية الوحيدة التي حصلت على وسام «بطل الإنتاج» في الحقبة السوفياتية، وإلى جانبها صور ووثائق تروي حياة البطلة الرياضية الإنغوشية ليلى سلطانوفنا البوغاتشييفا، متسلقة الجبال الروسية الشهيرة، التي كانت تعمل أيضاً مدرسة للغة الروسية والأدب، ومعروف عنها أنها المرأة الروسية الوحيدة التي تمكنت من تسلق قمة جبل إلبروس مرتين، وتسلقت الجبل 12 مرة، قبل أن تتوفى في حادث مأساوي خريف عام 2014، أثناء محاولة جديد لتسلق قمة الجبل.
قد يهمك أيضَا :
"ديلي ميل" تبرز تحدّي ميغان ماركل للملكة إليزابيث وتكشف أن الحرب ما زالت قائمة