واشنطن - رولا عيسى
أذيع أن أرملة بيضاء متطرفة تدعى سامنثا لويسثويت كانت وراء الهجوم على محطة شرطة كينية قامت بها جماعة ارهابية من النساء. حيث اقتحمت ثلاث سيدات مقرّ الشرطة الرئيسي في مومباسا الأحد الماضي وقاموا بالهجوم بالسكاكين قبل ان يقتلا بالرصاص. وهناك اداعاءات أن الهاربة البريطانية لويثويت أرملة الإرهابي الذي قام بتفجيرات لندن جيرماين لندساي وأحد أهم المشتبه بهم المطلوبين في هذا الحادث الارهابي.
ووفقا لصحيفة "ذا ستار " الكينية فإن اجهزة الكمبيوتر المحمولة والرسائل الالكترونية التي عثر عليها في منازل المهاجمات الثلاثة اشارت الى انهن كانوا على اتصال بسامنثا (32 عاما). وابلغ مصدر الصحيفة أن وحدة مكافحة الجرائم الالكترونية ستنتهي من التحقيقات قريبا ولكن النتائج المبدأية تشير إلى أن لويثويت قد تكون متورطة في الحادث. وقد تم العثور على اجهزة الكمبيوتر واشياء اخرى داخل المنزل التي عاشت فيه السيدات الثلاثة.
وكانت لويثويت وهي ام لاربعة اطفال واحد اهم المجرمين المطلوبين دوليا، قد هربت من منزلها في باكنغهام شاير بعد ضلوع زوجها في هجوم لندن عام 2005.
ومنذ ذلك الحين تم ربط اسمها بسلسلة من جرائم تنظيم الشباب، وانها الرأس المدبر لمقتل 400 شخص. هذه الهجمات تتضمن الهجوم على احد المولات التجارية في نيروبي عام 2013 والذي راح ضحيته 67 شخص، ومذبحة جامعة جاريسا في ابريل/نيسان العام الماضي والذي راح ضحيته 148 شخص.
وقالت مصادر لموقع ميل لاين ان لويثويت كانت منضمة لوحدة الاستخبارات بمنظمة الشباب الارهابية. ومن المتوقع انها ترأس جيش من 200 جهادية قامت بتدريبهن على زعزعة الحكومات والقيام بعمليات انتحارية. كما انهم يطلقون عليها لقب "ام الحرب المقدسة".
كما أنها مطلوبة من قبل السلطات الكينية بتهم تتعلّق بحيازة متفجرات والتآمر للقيام بجناية هذا بالاضافة الي صدور مذكرة حمراء بحقها من الانتربول. وعلى الرغم من صلاتها بتنظيم الشباب الا ان السيدات اللاتي قمن بهجوم ممباسا قد اعلن مبايعتهم لتنظيم "داعش" عبر رسالة خطية قاموا يقال انها كتبت قبل الهجوم.
وقد واجهت كينيا موجة من هجمات الميليشيات الإسلامية خلال الاعوام القليلة الماضية، ولكن اغلبها اعلن عن المسؤولية فيها تنظيم الشباب، ولكن الاعتداء على مركز الشرطة بمدينة بومباسا الساحلية اعلنت "داعش" المسؤولية عنه.
وهناك بالفعل تأثير لـ"داعش" التي تحتل مناطق في سورية والعراق على جماعات ارهابية اخرى في الشرق الاوسط وافريقيا. ويقول الخبراء ان المتهمين أقرّوا بصلاتهم مع "داعش"، ولكنهم عاشوا بعيدا عن مناطق نفوذها ومن الممكن ان يكونوا متعاطفين معها اكثر من كونهم اعضاء داعمين لها بالفعل.
ووفقا للبيعة التي كتبتها المهاجمات الثلاثة كتب فيها "نحن ندين بالولاء لخليفة المسلمين، امير المؤمنين ابو بكر البغدادي". وقد رأى مراسل رويترز هذه الورقة عن طريق احد المصادر رفض الافصاح عن اسمه حيث انه غير مخوّل بالحديث علنا عن التحقيق.
وقال المصدر إن هذه الوثيقة وجدوها في المنزل الذي كن يعشن فيه، وأطلقن على انفسهم "ام ميسرة، ام معبد، ام سعد" ويُعتقد ان هذه هي الاسماء الحركية لهن. وقلن أيضا في هذه الوثيقة "اعلموا ان جنود الدولة الاسلامية في كل مكان ايتها الحكومة الكينية القذرة، لا تعتقدوا اننا نسينا كيف قتلتوا اخواننا دون رحمة، ونعدكم ان نرمّل نسائكم ونيتم اطفالكم.
كما اعلنت وكالة اعماق الموالية لـ"داعش" الثلاثاء ان مؤيدين للتنظيم نفذوا هجوم مومباسا والتي قامت ثلاث نساء باخفاء الاسلحة تحت ملابسهم ودخلن الي مقر الشرطة وقمن بطعن احد رجال الشرطة وألقين قنبلة. ويعد هذا هو الحادث الأول في كينيا تعلن فيه "داعش" عن مسؤوليتها على الرغم من ان الشرطة أعلنت مايو/ايار الماضي انها قبضت على بعض العناصر المرتبطة بالتنظيم.
وتقوم السلطات الكينية بحملة على من يروّجون للافكار الجهادية ويخططون لهجمات وخصوصا في المنطقة الساحلية حيث الاغلبية المسيحية.
واتهم بعض الناشطين المسلمين الحكومة الكينية باتخاذ اجراءات متعسفة والمغالاة في الحكم بالاعدام مما يُثير المتشددين، وهو ما نفته الحكومة وقالت إنها ببساطة تواجه الإرهاب.