الرئيسية » تحقيقات وأخبار
اللغة العربية

الرباط-المغرب اليوم

ارتبط وصول اللغة العربية إلى المغرب خلال القرن الأول الهجري ارتباطا وثيقا بالدين الإسلامي، حيث دخلت تحت مظلة الإسلام، وكان البُعد الديني عاملا رئيسيا في دفع الأمازيغ إلى تعلم لغة الضاد، وبعد ذلك كتب الأمازيغ لغتهم بالحرف العربي، وراكموا تراثا مخطوطا معتبرا.

في ورقة أعدها الوافي نوحي، الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ونُشرت في العدد الأخير من مجلة “المناهل” التي تصدرها وزارة الثقافة، نقرأ أن وصول الإسلام إلى المغرب خلال القرن السابع الميلادي صاحبته اللغة العربية أيضا “بوصفها وعاء للدين الجديد وحاملا له”.

ويشير الباحث إلى أن انتشار اللغة العربية في المغرب كان تدريجيا وامتد على قرون عديدة، فتعايشت لغة الضاد مع اللغة الأمازيغية في توليفة جسّدتها بعض الكتابات التي أنتجت منذ النصف الأول من العصر الوسيط.

وتوقف نوحي عند الكتابة لدى الأمازيغ خلال ذلك العصر، مشيرا إلى أنها اتخذت أربعة مناحٍ، وهي: التأليف بالعربية، والتأليف بالأمازيغية، والترجمة من العربية إلى الأمازيغية، والمزاوجة بين اللغتين في التأليف.

الارتباط الوثيق للغة العربية بالإسلام، باعتبارها حاملا له، مهد لها الطريق للانتشار في المغرب، حيث كان لزاما على الأمازيغ، بعد إسلامهم، خلال النصف الثاني من القرن الأول الهجري، “معرفة أحكام الدين الجديد، فأقبلوا، خاصة نخبهم، على تعلم العربية”، كما يوضح الوافي نوحي.

وحسب المصدر نفسه، فإن الأمازيغ لما تمكنوا من إتقان اللغة العربية أقبلوا على التأليف فيها، وفي العلوم الدينية وفي غيرها، فساهموا في تعميق الإسلام في بلادهم، ونشر العلم والمعرفة به، مضيفا أنهم “ألّفوا وأبدعوا في التأليف، حتى نبغ فيهم اللغوي والمفسر والمحدّث والأصولي والطبيب والرياضي والفلكي”.

وتابع الباحث أن مساهمة الأمازيغ في تنشيط حركة التأليف وإنتاج الكتب في المغرب، منذ قرون، كان لبعض وُلاة الأمر دور مهم فيها، “لما اتخذوه من إجراءات في إطار تدبير المشهد اللغوي، بين العربية والأمازيغية، وتصريفه بشكل ييسر وصول الدعوة إلى الناس بلسانهم، وفي الوقت ذاته يضمن خصائص كل لغة ويحفظ لها وظائفها”.

ويشير نوحي إلى أن التآليف التي أنتجها الأمازيغ لم تكن ذات فوائد معنوية فقط، بل كانت لها أخرى مادية، إذ تم تزويد السوق المحلية والمراكز العلمية بالحواضر الكبرى بالكتب، وإغناء خزانات المساجد والمدارس العلمية والزوايا، وكانت الكتب تصدّر من المغرب إلى إفريقيا جنوب الصحراء، وإلى الشرق عن طريق الحجاز خلال مواسم الحج، وكان إنتاج الكتب وترويجها وصناعتها من أسباب العيش لمحترفيها.

وخلص الباحث إلى أن الدواعي التي كانت وراء التأليف عند الأمازيغي بالعربية تتراوح بين الدينية الدعوية التي ترمي إلى تقريب الدين من أذهان عموم الناس، وبين السياسة الدعائية التي كانت تروّج لأنظمة حكم وتيارات سياسية، لافتا إلى أن الغالب في التأليف في مراحله الأولى كان لأسباب دينية، واكتسى بعد ذلك صبغة سياسية.

قد يهمك ايضا

مجلس النواب المغربي يصادق على مشروع يقضي بإحداث “صندوق محمد السادس

"مجلس النواب المغربي يصادق على مشروع قانون خاص بـ "صندوق محمد السادس للاستثمار

   
View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أكثر من 600 ألف طالب يُحرَمون من التعليم في…
بنموسى يحث على تشجيع الطلاب على ممارسة رياضة الغولف…
أطفال غزة بلا مدارس مع بدء العام الدراسي الجديد…
وزارة التعليم العالي في المغرب تكشف نسب متدنية للمشاركة…
بنموسى يتفقد تطور برنامج تأهيل المؤسسات التعليمية المتضررة من…

اخر الاخبار

إسرائيل تقطع علاقاتها مع الأونروا وتحذيرات من تداعيات كارثية…
قلق عراقي من بنك الأهداف الإسرائيلي ومخاوف من استهداف…
إيران تتوعد برد حازم على الهجمات الإسرائيلية بعد الانتخابات…
غياب الرئيس الأميركي جو بايدن عن حملة هاريس يُثير…

فن وموسيقى

أحمد السقا يكشف أسراراً من كواليس فيلم "السرب" ويتحدث…
يسرا تُعرب عن سعادتها بتواجدها في مهرجان الجونة وتُؤكد…
الموت يغيب الفنان القدير مصطفى فهمي عن عمر 82…
رحيل الفنان حَسَن يُوسِف عن عمرٍ ناهز التِّسعين عامًا…

أخبار النجوم

تامر حسني يواصل تقديم المفاجآت لجمهوره في حفلاته
مي عمر تتسبب في تأجيل تصوير مسلسل عمرو سعد…
عمرو يوسف يكشف تفاصيل فيلمه الجديد درويش
ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

رياضة

محمد صلاح يحتفل بصدارة الدوري الإنجليزي ورقمه القياسي ويوجه…
وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي
الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية
لاعبين مغاربة خارج المرشحين لجائزة الأفضل في إفريقيا

صحة وتغذية

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
عقار شائع للإجهاض قد يساهم في إطالة العمر ويشعل…
تناول الماغنيسيوم مع فيتامين D يُعزّز صحة العظام ووظيفة…
تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام…

الأخبار الأكثر قراءة

وزير التعليم العالي المغربي يُؤكد أن حوالي 11 ألف…
الجامعات البريطانية تدعو إلى زيادة الأقساط بما يتماشى مع…
سبعة من حملة جائزة نوبل ينضمون لحملة حماية حرية…
تعليق مؤقت للدراسة في ألمانيا بسبب رسائل تهديد مرتبطة…
أكثر من 600 ألف طالب يُحرَمون من التعليم في…