دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط
آخر تحديث GMT 17:25:09
المغرب اليوم -

دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط

اللغة العربية
الرباط-المغرب اليوم

ارتبط وصول اللغة العربية إلى المغرب خلال القرن الأول الهجري ارتباطا وثيقا بالدين الإسلامي، حيث دخلت تحت مظلة الإسلام، وكان البُعد الديني عاملا رئيسيا في دفع الأمازيغ إلى تعلم لغة الضاد، وبعد ذلك كتب الأمازيغ لغتهم بالحرف العربي، وراكموا تراثا مخطوطا معتبرا.

في ورقة أعدها الوافي نوحي، الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ونُشرت في العدد الأخير من مجلة “المناهل” التي تصدرها وزارة الثقافة، نقرأ أن وصول الإسلام إلى المغرب خلال القرن السابع الميلادي صاحبته اللغة العربية أيضا “بوصفها وعاء للدين الجديد وحاملا له”.

ويشير الباحث إلى أن انتشار اللغة العربية في المغرب كان تدريجيا وامتد على قرون عديدة، فتعايشت لغة الضاد مع اللغة الأمازيغية في توليفة جسّدتها بعض الكتابات التي أنتجت منذ النصف الأول من العصر الوسيط.

وتوقف نوحي عند الكتابة لدى الأمازيغ خلال ذلك العصر، مشيرا إلى أنها اتخذت أربعة مناحٍ، وهي: التأليف بالعربية، والتأليف بالأمازيغية، والترجمة من العربية إلى الأمازيغية، والمزاوجة بين اللغتين في التأليف.

الارتباط الوثيق للغة العربية بالإسلام، باعتبارها حاملا له، مهد لها الطريق للانتشار في المغرب، حيث كان لزاما على الأمازيغ، بعد إسلامهم، خلال النصف الثاني من القرن الأول الهجري، “معرفة أحكام الدين الجديد، فأقبلوا، خاصة نخبهم، على تعلم العربية”، كما يوضح الوافي نوحي.

وحسب المصدر نفسه، فإن الأمازيغ لما تمكنوا من إتقان اللغة العربية أقبلوا على التأليف فيها، وفي العلوم الدينية وفي غيرها، فساهموا في تعميق الإسلام في بلادهم، ونشر العلم والمعرفة به، مضيفا أنهم “ألّفوا وأبدعوا في التأليف، حتى نبغ فيهم اللغوي والمفسر والمحدّث والأصولي والطبيب والرياضي والفلكي”.

وتابع الباحث أن مساهمة الأمازيغ في تنشيط حركة التأليف وإنتاج الكتب في المغرب، منذ قرون، كان لبعض وُلاة الأمر دور مهم فيها، “لما اتخذوه من إجراءات في إطار تدبير المشهد اللغوي، بين العربية والأمازيغية، وتصريفه بشكل ييسر وصول الدعوة إلى الناس بلسانهم، وفي الوقت ذاته يضمن خصائص كل لغة ويحفظ لها وظائفها”.

ويشير نوحي إلى أن التآليف التي أنتجها الأمازيغ لم تكن ذات فوائد معنوية فقط، بل كانت لها أخرى مادية، إذ تم تزويد السوق المحلية والمراكز العلمية بالحواضر الكبرى بالكتب، وإغناء خزانات المساجد والمدارس العلمية والزوايا، وكانت الكتب تصدّر من المغرب إلى إفريقيا جنوب الصحراء، وإلى الشرق عن طريق الحجاز خلال مواسم الحج، وكان إنتاج الكتب وترويجها وصناعتها من أسباب العيش لمحترفيها.

وخلص الباحث إلى أن الدواعي التي كانت وراء التأليف عند الأمازيغي بالعربية تتراوح بين الدينية الدعوية التي ترمي إلى تقريب الدين من أذهان عموم الناس، وبين السياسة الدعائية التي كانت تروّج لأنظمة حكم وتيارات سياسية، لافتا إلى أن الغالب في التأليف في مراحله الأولى كان لأسباب دينية، واكتسى بعد ذلك صبغة سياسية.

قد يهمك ايضا

مجلس النواب المغربي يصادق على مشروع يقضي بإحداث “صندوق محمد السادس

"مجلس النواب المغربي يصادق على مشروع قانون خاص بـ "صندوق محمد السادس للاستثمار

   
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:59 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يواصل تقديم المفاجآت لجمهوره في حفلاته
المغرب اليوم - تامر حسني يواصل تقديم المفاجآت لجمهوره في حفلاته

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 08:31 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طلاب فلسطنيون يشيدون بدعم الملك محمد السادس للتعليم في غزة

GMT 08:00 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

GMT 07:38 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 04:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ملفات ساخنة على طاولة لجنة بطاقة الصحافة المهنية في المغرب

GMT 13:44 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib