الدار البيضاء ــ جميلة البزيوي
دعا أحمد المنصوري، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للتعليم، إلى الإصلاح الشامل للمنظومة التربوية في المغرب، وذلك في افتتاحه للمؤتمر الثاني لنقابته، المنظم في مدينة مراكش، ومن جهته، شدد علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للعمل على البحث عن الأسئلة الحارقة، ذات الصلة بقطاع التمدرس في المغرب، مثيرًا الانتباه إلى أن جميع الفاعلين، وفي مختلف المجالات مدعوون إلى المساهمة في هذا الورش الوطني الكبير، الذي به تبنى الأوطان، وبغيابه تنعدم التنمية والتطور في أي مجتمع .
وبعد ترحيب بضيوف المنظمة الديمقراطية للتعليم، الذين حجوا إلى المغرب من بلدان عربية وأفريقية مختلفة، أجمعا على أن المنظومة التربوية في بلادنا باتت في أمس الحاجة إلى قرارات شجاعة، تقطع مع المقاربات السابقة، التي لم تمتلك الجرأة على النفاذ إلى لب المشكل، وباتت تلامس بين الحين والآخر، تمظهرات أزمة التعليم، من زوايا مختلفة.
من جهته، دعا عبد العزيز بنعزوز، ممثل المنظمة الديمقراطية للشغل في مجلس المستشارين، في مشاركته في حفل الافتتاح، إلى رد الاعتبار إلى رجل التعليم، قائلًا بأن عبارة "أستاذ" أصبحت سبة في المجتمع، وأضاف بنعزوز بأن إعادة الاعتبار لرجل التعليم، الذي كاد يكون رسولًا، هي مهمة ملقاة على الجميع، مشيرًا إلى أنه يجب محو القتل المادي والرمزي للأستاذ، أيًا كان، محملًا المسؤولية للحكومة الحالية والسابقة، التي يقودها حزب العدالة والتنمية.
ووقف ممثل المنظمة الديمقراطية للشغل في مجلس المستشارين كثيرًا عند التصريح الحكومي، المعلن عنه قبل أيام، مشيرًا إلى أنه بالمقارنة مع التصريح الحكومي لبنكيران عند توليه رئاسة الحكومة، يتبين أن البرنامجين الحكوميين متطابقين، وهو ما يفيد نتيجتين لا ثالث لهما، أولهما إقرار العثماني بفشل سياسة سلفه في قطاع التعليم، وثانيهما تذيل التعليم قائمة الاهتمامات الحكومية، إن حاليًا أو سابقًا، وهو ما يفضي بالنتيجة إلى خلاصة "قاتمة" تفيد بأن التعليم في طريقه إلى مزيد من الأزمات.
واستحضر بنعزوز عمله في رئاسة لجنة تقصي الحقائق بشأن الصندوق المغربي للتقاعد، قائلًا بأن لجنته وقفت عند فائض في مالية الصندوق المذكور بما يكفي لتغطيته إلى حين الإصلاح الشامل لنظام المعاشات ككل، ليختم حديثه في الموضوع بالقول أن "كل مواطن مغربي عنده الحق في التقاعد" وأنه يعمل رفقة زملاءه في مجلس المستشارين على التقدم بمقترح قانون يقضي بإلغاء جميع القوانين المجحفة للحكومة السابقة
وفي انتقاده للتصريح الحكومي الأخير، الذي يهمش قطاعات التعليم والصحة والشغل، تساءل بنعزوز عن مصير نحو 40 مليار درهم، تم توفيرها من صندوق المقاصة، وعن مصير أكثر من 7 مليار درهم، لم يتم صرفها من صندوق التماسك الاجتماعي، ليخلص إلى ضعف التبريرات التي تقدمها الحكومة وهي ترفع يدها عن غاز البوطان وغيره من المواد الأساسية، بزعم توفير الأموال لأغراض ما
ومن جهته، شخص أحمد التويزي، عضو مجلس المستشارين عن حزب الأصالة والمعاصرة، "شخص" واقع التعليم في المغرب، بالوقوف عند الدور المهم للمدرسة العمومية، الذي تخلت عنه في السنين الأخيرة، مستشهدًا بحادث حرق " الجواز" من قبل أحد المواطنين المغاربة في أوربًا، قائلًا بأنه لو نجحت المدرسة في غرس قيم المواطنة وحب الوطن، ما كان أحد ليقدر على القيام بهذا الأمر المشين مهما كان السبب .
وقال التويزي في معرض حديثه عن أزمة التعليم في المغرب بأنه منذ الحركات الاحتجاجية لرجال ونساء القطاع، نهاية سبعينات القرن الماضي، عكفت الحكومات المتتالية على تحجيم دور رجل التعليم، جزاءً له على دور القيادة في الدفاع عن حقوق الإنسان .