الرئيسية » تحقيقات وأخبار
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري الطيب بوزيد

الجزائر - المغرب اليوم

تتجه الجزائر إلى تعزيز استخدام اللغة الإنكليزية كلغة للبحث العلمي في الجامعات، كخطوة أولى تستهدف استبعاد اللغة الفرنسية التي تسيطر في الوقت الحالي في جامعات البلاد. وكشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري الطيب بوزيد أنّ 94.4 في المائة من المشاركين في استفتاء أجراه عبر حسابه على "فيسبوك"، أيدوا تعزيز حضور اللغة الإنكليزية في الجامعات، علماً أنّ 90 ألف شخص شاركوا في الاستفتاء، منذ إطلاقه في الخامس من يوليو/ تموز الجاري، ويستمر حتى الخامس من أغسطس/ آب المقبل.

وعمم بوزيد في مراسلة رسمية وجهها إلى رؤساء مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي تشدد على استعمال اللغة الإنكليزية، وجاء في التعميم: "في إطار سياسة تشجيع وتعزيز استخدام اللغة الإنكليزية، ومن أجل مرتبة أمثل للنشاطات التعليمية والعلمية على مستوى قطاعنا، أطلب منكم استعمال اللغتين العربية والإنكليزية في رؤوس جميع الوثائق الإدارية والرسمية". كذلك، وضعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، منصة رقمية لإدلاء الأساتذة والطلاب والباحثين والمواطنين برأيهم في المسألة، وذلك عبر الموقع الإلكتروني للوزارة ومواقع مؤسسات التعليم العالي وصفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي.

يسود في الجزائر توجه سياسي وشعبي وطلابي، بدعم هذا المسعى، لتعزيز الإنكليزية على حساب اللغة الفرنسية المستخدمة حالياً إلى جانب اللغة العربية. ويتساءل كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الهدف من الاستفتاءات، وهل يعني ذلك إلغاء اللغة الفرنسية، وتعويضها باللغة الإنكليزية أم لا، إذ يتضح من خلال تصريحات بوزيد في أكثر من مناسبة رسمية أنّه استعمل عبارة "تعزيز اللغة الإنكليزية في الجامعات والبحوث" ولم يذكر بتاتاً إلغاء اللغة الفرنسية وتعويضها باللغة الإنكليزية.

ويرتبط هذا المسعى الجديد في الجزائر باعتبارات سياسية وتاريخية، إذ تطالب النخب الأكاديمية والسياسية بتطوير التعليم والانخراط في العولمة التي تسود فيها اللغة الإنكليزية على حساب اللغة الفرنسية. ويعتقد الباحث عبد النور سراي في حديث إلى "العربي الجديد" أنّ "تعزيز اللغة الإنكليزية من شأنه أن يعطي لأطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير بعداً عالمياً وانتشاراً كبيراً، بدلاً من بقائها في المكتبات الجامعية. وفي هذه النقطة بالذات، تظل البحوث الجامعية التي تنتجها المختبرات على مستوى الجامعات والمعاهد، حبيسة الأدراج، إلاّ تلك التي جرت ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية وجرى توزيعها عبر كليات خارجية".
لكن، هناك من يطرح إشكالية أخرى تتعلق بكون هذا التغيير يحتاج إلى قرار سياسي أولاً، ثم عمل جبار وعظيم على عدة مستويات ثانياً، وهو ما يكلف الجزائر مبالغ مالية ضخمة، إذ ستبدأ من الأقسام الابتدائية في المدارس وصولاً إلى الجامعات. يقول أستاذ الخطاب الأدبي، زين الدين بلعابد، لـ"العربي الجديد" إنّ هذه الاستراتيجية تحتاج إلى هيئة متخصصة لطرح الموضوع ودراسته من كلّ الجوانب. يشير إلى أنّ إجراء الاستفتاءات لا يحلّ مشكلة البحث العلمي في الجزائر: "أعتقد أنّ المسألة ليست استبدال لغة بلغة، فتعزيز اللغة الإنكليزية في البحث والتعليم والاستخدام العلمي، يستدعي وضع خطة بيداغوجية لتكثيف الدروس وتعليمها في مختلف المراحل الدراسية، لا سيما أنّ الجزائر تأخرت كثيراً حتى بدأت تعليم الإنكليزية، وليس فيها عدد كاف من الأساتذة والطلاب القادرين على فهم الإنكليزية والتحدث بها".

ثمة أيضاً حساسية تاريخية تتعلق بظروف الماضي الاستعماري في الجزائر، ورغبة كثيرين في التخلص من عقدة اللغة الفرنسية. ويرى البعض في اللغة الفرنسية لغة "ماضٍ وأرشيف" بالنظر إلى العلاقة التاريخية بين الجزائر وفرنسا إذ كانت الجزائر مستعمرة فرنسية من 1830 حتى الاستقلال عام 1962. يقول الناشط الحقوقي سليم عماري لـ"العربي الجديد" إنّ فرنسا لن تتخلى عن مستعمراتها لغوياً: "لكنّ ذلك لا يعني أن نتخذ السياسة الشعبوية في التعامل مع الأمر كأنّه سهل بمكان استبدال لغة بلغة بطريقة عشوائية. هذا الاستبدال سيحدث فجوة أخرى في التعليم العالي".

من جهته، يعتقد الباحث رياض حاوي في حديث إلى "العربي الجديد" أنّه حتى اليوم "هناك 26 دولة في أفريقيا تستخدم الإنكليزية، من بينها ثلاث دول فرنكفونية قررت إدخال الإنكليزية كلغة ثانية في التعليم، وهي رواندا وبوروندي والسيشل". يضيف أنّ "الجزائر يجب أن تسارع الى تغيير نمط التعليم إلى اللغة الإنكليزية التي تهيمن على الاقتصاد والسياسة والمعرفة، وهي لغة المنظمات العالمية بنسبة 85 في المائة، ولغة الإنترنت بنسبة متقدمة جداً بالمقارنة مع الفرنسية".

تجدر الإشارة إلى أنّ السفارة البريطانية في الجزائر، ساعدت العام الماضي، في تدريب 1500 أستاذ متخصص في اللغة الإنكليزية، و80 مفتشاً للغة الإنكليزية في المدارس

قد يهمك أيضاً :

تفاصيل قرار تدريس اللغة الفرنسية بسنوات التعليم الابتدائي الأولى في المغرب

تدريس اللغة الفرنسية في الصف الأول الإبتدائي رسميًا

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أكثر من 600 ألف طالب يُحرَمون من التعليم في…
بنموسى يحث على تشجيع الطلاب على ممارسة رياضة الغولف…
أطفال غزة بلا مدارس مع بدء العام الدراسي الجديد…
وزارة التعليم العالي في المغرب تكشف نسب متدنية للمشاركة…
بنموسى يتفقد تطور برنامج تأهيل المؤسسات التعليمية المتضررة من…

اخر الاخبار

مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…
المغرب والسعودية يتفقان على تسهيل عملية ترحيل المحكوم عليهم…
أخنوش يعرض تجربة المغرب في التكيف مع التغيرات المناخية…
الحكومة المغربية تؤكد التعامل الإيجابي مع الرقابة البرلمانية وقبول…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…
وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…

صحة وتغذية

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

الأخبار الأكثر قراءة

وزير التعليم العالي المغربي يُؤكد أن حوالي 11 ألف…
الجامعات البريطانية تدعو إلى زيادة الأقساط بما يتماشى مع…
سبعة من حملة جائزة نوبل ينضمون لحملة حماية حرية…
تعليق مؤقت للدراسة في ألمانيا بسبب رسائل تهديد مرتبطة…
أكثر من 600 ألف طالب يُحرَمون من التعليم في…