الجزائر تتجه إلى تعزيز استخدام الإنجليزية للبحث العلمي في الجامعات
آخر تحديث GMT 08:21:47
المغرب اليوم -

كخطوة أولى تستهدف استبعاد "الفرنسية" التي تسيطر في الوقت الحالي

الجزائر تتجه إلى تعزيز استخدام "الإنجليزية" للبحث العلمي في الجامعات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الجزائر تتجه إلى تعزيز استخدام

وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري الطيب بوزيد
الجزائر - المغرب اليوم

تتجه الجزائر إلى تعزيز استخدام اللغة الإنكليزية كلغة للبحث العلمي في الجامعات، كخطوة أولى تستهدف استبعاد اللغة الفرنسية التي تسيطر في الوقت الحالي في جامعات البلاد. وكشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري الطيب بوزيد أنّ 94.4 في المائة من المشاركين في استفتاء أجراه عبر حسابه على "فيسبوك"، أيدوا تعزيز حضور اللغة الإنكليزية في الجامعات، علماً أنّ 90 ألف شخص شاركوا في الاستفتاء، منذ إطلاقه في الخامس من يوليو/ تموز الجاري، ويستمر حتى الخامس من أغسطس/ آب المقبل.

وعمم بوزيد في مراسلة رسمية وجهها إلى رؤساء مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي تشدد على استعمال اللغة الإنكليزية، وجاء في التعميم: "في إطار سياسة تشجيع وتعزيز استخدام اللغة الإنكليزية، ومن أجل مرتبة أمثل للنشاطات التعليمية والعلمية على مستوى قطاعنا، أطلب منكم استعمال اللغتين العربية والإنكليزية في رؤوس جميع الوثائق الإدارية والرسمية". كذلك، وضعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، منصة رقمية لإدلاء الأساتذة والطلاب والباحثين والمواطنين برأيهم في المسألة، وذلك عبر الموقع الإلكتروني للوزارة ومواقع مؤسسات التعليم العالي وصفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي.

يسود في الجزائر توجه سياسي وشعبي وطلابي، بدعم هذا المسعى، لتعزيز الإنكليزية على حساب اللغة الفرنسية المستخدمة حالياً إلى جانب اللغة العربية. ويتساءل كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الهدف من الاستفتاءات، وهل يعني ذلك إلغاء اللغة الفرنسية، وتعويضها باللغة الإنكليزية أم لا، إذ يتضح من خلال تصريحات بوزيد في أكثر من مناسبة رسمية أنّه استعمل عبارة "تعزيز اللغة الإنكليزية في الجامعات والبحوث" ولم يذكر بتاتاً إلغاء اللغة الفرنسية وتعويضها باللغة الإنكليزية.

ويرتبط هذا المسعى الجديد في الجزائر باعتبارات سياسية وتاريخية، إذ تطالب النخب الأكاديمية والسياسية بتطوير التعليم والانخراط في العولمة التي تسود فيها اللغة الإنكليزية على حساب اللغة الفرنسية. ويعتقد الباحث عبد النور سراي في حديث إلى "العربي الجديد" أنّ "تعزيز اللغة الإنكليزية من شأنه أن يعطي لأطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير بعداً عالمياً وانتشاراً كبيراً، بدلاً من بقائها في المكتبات الجامعية. وفي هذه النقطة بالذات، تظل البحوث الجامعية التي تنتجها المختبرات على مستوى الجامعات والمعاهد، حبيسة الأدراج، إلاّ تلك التي جرت ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية وجرى توزيعها عبر كليات خارجية".
لكن، هناك من يطرح إشكالية أخرى تتعلق بكون هذا التغيير يحتاج إلى قرار سياسي أولاً، ثم عمل جبار وعظيم على عدة مستويات ثانياً، وهو ما يكلف الجزائر مبالغ مالية ضخمة، إذ ستبدأ من الأقسام الابتدائية في المدارس وصولاً إلى الجامعات. يقول أستاذ الخطاب الأدبي، زين الدين بلعابد، لـ"العربي الجديد" إنّ هذه الاستراتيجية تحتاج إلى هيئة متخصصة لطرح الموضوع ودراسته من كلّ الجوانب. يشير إلى أنّ إجراء الاستفتاءات لا يحلّ مشكلة البحث العلمي في الجزائر: "أعتقد أنّ المسألة ليست استبدال لغة بلغة، فتعزيز اللغة الإنكليزية في البحث والتعليم والاستخدام العلمي، يستدعي وضع خطة بيداغوجية لتكثيف الدروس وتعليمها في مختلف المراحل الدراسية، لا سيما أنّ الجزائر تأخرت كثيراً حتى بدأت تعليم الإنكليزية، وليس فيها عدد كاف من الأساتذة والطلاب القادرين على فهم الإنكليزية والتحدث بها".

ثمة أيضاً حساسية تاريخية تتعلق بظروف الماضي الاستعماري في الجزائر، ورغبة كثيرين في التخلص من عقدة اللغة الفرنسية. ويرى البعض في اللغة الفرنسية لغة "ماضٍ وأرشيف" بالنظر إلى العلاقة التاريخية بين الجزائر وفرنسا إذ كانت الجزائر مستعمرة فرنسية من 1830 حتى الاستقلال عام 1962. يقول الناشط الحقوقي سليم عماري لـ"العربي الجديد" إنّ فرنسا لن تتخلى عن مستعمراتها لغوياً: "لكنّ ذلك لا يعني أن نتخذ السياسة الشعبوية في التعامل مع الأمر كأنّه سهل بمكان استبدال لغة بلغة بطريقة عشوائية. هذا الاستبدال سيحدث فجوة أخرى في التعليم العالي".

من جهته، يعتقد الباحث رياض حاوي في حديث إلى "العربي الجديد" أنّه حتى اليوم "هناك 26 دولة في أفريقيا تستخدم الإنكليزية، من بينها ثلاث دول فرنكفونية قررت إدخال الإنكليزية كلغة ثانية في التعليم، وهي رواندا وبوروندي والسيشل". يضيف أنّ "الجزائر يجب أن تسارع الى تغيير نمط التعليم إلى اللغة الإنكليزية التي تهيمن على الاقتصاد والسياسة والمعرفة، وهي لغة المنظمات العالمية بنسبة 85 في المائة، ولغة الإنترنت بنسبة متقدمة جداً بالمقارنة مع الفرنسية".

تجدر الإشارة إلى أنّ السفارة البريطانية في الجزائر، ساعدت العام الماضي، في تدريب 1500 أستاذ متخصص في اللغة الإنكليزية، و80 مفتشاً للغة الإنكليزية في المدارس

قد يهمك أيضاً :

تفاصيل قرار تدريس اللغة الفرنسية بسنوات التعليم الابتدائي الأولى في المغرب

تدريس اللغة الفرنسية في الصف الأول الإبتدائي رسميًا

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر تتجه إلى تعزيز استخدام الإنجليزية للبحث العلمي في الجامعات الجزائر تتجه إلى تعزيز استخدام الإنجليزية للبحث العلمي في الجامعات



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib