الرباط - رشيدة لملاحي
يترقب مسؤولو وزارة التربية الوطنية، نتائج تقويمين دوليين شهيرين، هما "تيمس Timss " الخاص بتقويم مستوى تحكم التلاميذ في العلوم، و "بيرل Pirl "، الخاص بتقويم مستوى التلاميذ في قراءة النصوص باللغة الأم واللغات الحية، والتي ستظهر يوم 29 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وأكدت المصادر في تصريحات خاصة إلى "المغرب اليوم"، أن وجود توتر حقيقي عند المسؤولين المغاربة، لكون هذين التصنيفين الدوليين، سيأتيان في توقيت غاية في الحساسية، لكونهما سيكشفان مستوى التلاميذ المغاربة في السنة الثانية، للبدء في تطبيق مشروع إصلاحي تبناه المجلس الأعلى للتربية والتكوين عام 2015.
وأوضحت المصادر نفسها أن التقويمين، سيكشفان مدى تحكم التلميذ المغربي، في قراءة النصوص دون أخطاء لغوية وفهمها، علمًا أن آخر تقويم من نوعه خضع له التعليم المغربي، كشف بأن التلميذ المغربي لا يستطيع قراءة خمسة أسطر دون خطأ، وذلك ضمن اختبار دولي يشمل خمس صفحات.
وأضافت المصادر ذاتها، أن التقويم الخاص بالعلوم، سيكشف مدى نجاعة وفعالية التوجهات التي اخترتها الحكومة السابقة، لتشجيع التمدرس في العلوم، لا سيما الرياضيات والعلوم الفيزيائية، علمًا بأن آخر تقويم والذي صدر عام 2012، كشف بأن التلميذ المغربي لا يستطيع حل مشكلات رياضية بسيطة، عبارة عن عمليات حسابية، الأمر الذي جعل تصنيف التعليم المغربي في مستوى متدني عالميًا، بحيث تم تصنيفه خلف بلدان تعاني الحروب والمجاعات في أفريقيا كزيمبابوي، وساحل العاج، والكونغو.
وقارنت المصادر بين تفاعل وزارة التعليم المغربية بنظيرتها في دول عربية أخرى، وأكدت أن الوزارة المغربية لم تكن تتعامل بجدية في السابق مع هذه الدراسات، في حين أن دولًا عربية كثيرة، وعلى رأسها الأردن وقطر عملت منذ أعوام على تكييف برامجها التعليمية مع نتائج هذين التقويمين الدوليين، الأمر الذي يفسر المراتب المتقدمة التي يحتلونها، في حين لم تكن الوزارة المغربية تأخذ بعين الاعتبار هذه النتائج.
وأشارت المصادر المذكورة، إلى أنه منذ عام 2015، تم اتخاذ قرار بالتفاعل الإيجابي مع نتائج التقويمين الدوليين، والعمل على تغيير البرامج الدراسية وفقًا لنتائجها، لذلك تؤكد مصادرنا، بأن مسؤولي البرامج والمناهج والحياة المدرسية والامتحانات، ينتظرون بتوتر نتائج هذه التقويمات، لإعادة النظر بشكل جذري في البرامج التعليمية، خاصة في السلكين الابتدائي والإعدادي.
وكان آخر نتائج هذين التقويمين، صنفت التعليم المغربي في الرتبة 44 من بين 45 دولة، في اختبار القراءة، والرتبة 40 من بين 45 في تعلم العلوم.