فاس - حميد بنعبد الله
دشن وزير التعليم المغربي رشيد بن المختار، مركز البطحاء للتربية غير النظامية في مدينة فاس، أو ما يعرف بمدرسة الفرصة
الثانية (الجيل الجديد)، في حفل التأم لمناسبة انعقاد أشغال المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس بولمان.
وقدم أطفال هذا المركز الذي يستفيد من خدماته العشرات من الأطفال المنتمين إلى أسر فقيرة ويشرف عليهم ثلة من الأطر المدبرة
والعاملة في هذا المشروع الاجتماعي، نشيدا حول أهمية التمدرس ومحاربة الأمية عند الأطفال، ترحيبًا بالوزير الذي كان مرفوقًا
بمدير الأكاديمية ووفد رسمي هام.
ووزع الوزير بالمناسبة محافظ ولوازم مدرسية على الأطفال المستفيدين من خدمات هذا المركز الذي يضم جناحين مخصصين
للذكور والإناث وورشتي الاستئناس الحرفي، لاسيما في الخزف والرسم على الزجاج وفضاء مخصص للإطعام، في بادرة إنسانية
واجتماعية متميزة.
ويعتبر هذا المركز الذي وقع الوزير في دفتره الذهبي ويحتضن 60 من الأطفال المنقطعين أو غير الممدرسـين من بين الطبقة
الهشة، أول تجربة سوسيوتربوية رائدة، تدخل في اطار شراكة ثلاتية بين مديرية التربية غير النظامية وأكاديمية فاس بولمان
وجمعية زلاغ للعمل البيئي والثقافي.
ويستفيد 23 طفلة و37 طفلًا تتراوح أعمارهم ما بين 9 و16 عامًا، من الدراسة الاستئناس الحرفي والإطعام والإيواء في فضاءات
للدراسة والاستئناس الحرفي والأنشطة الموزاية وقاعة متعددة الاختصاصات وفضاء للإطعام وجناحين للنوم خاصين للذكور
والإناث، وكذلك فضاء للتسيير الإداري.
ويستفيد أطفال المركز، الذي تعهد مدير الأكاديمية بالعمل على إرساء قسمين مهنيين للتعليم الأبتدائي خلال الموسم الدراسي
2015-2016، من زيارة طبية أسبوعية، وخدمات مساعدة اجتماعية رسمية وثلاث مساعدات اجتماعيات متطوعات، كما يتم تنظيم
خرجات ثقافية وترفيهية، وأنشطة رياضية وفنية.
ويصب المشروع في خدمة هؤلاء الأطفال وتنشئتهم تنشئة مواطنة صالحة، وذلك عبر إدماجهم في أسلاك الدراسة النظامية، أو
الانخراط في ورشات التكوين المهني مع إمكانية الرجوع إلى المسالك الدراسية لاجتياز المستويات الإشهادية وأيضًا الإدماج
الاجتماعي، وذلك وفق تطلعاتهم واختياراتهم.
ويحتضن المركز أطفالًا من كل أنحاء الجهة، لكن يتوجب إرساء هذا النموذج في باقي النيابات، لتقريب الخدمات التربوية التكوينية
من الناشئة والحد من ظاهرتي التسرب والانقطاع عن الدراسة، وتمكين الأجيال الصاعدة من حق اختيار مسارهم الدراسي والمهني
والتمتع بفرصة النجاح في حياتهم.