دبي - المغرب اليوم
اعتادت «الاتحاد» على التواجد دائمًا فوق منصات التتويج، وحجزت مكانها في سجلات الذهب بجائزة الصحافة العربية، في سباق الإبداع والتميز والمهنية، وهذا النجاح لم تصنعه الصدفة ولكنه حصاد العمل والتخطيط والرؤية وروح الفريق الواحد والطموح، تلك هي الخلطة السرية التي دائمًا ما تصنع الفارق، وهي أيضًا التي وضعت زميلنا مراد المصري، الأربعاء، على منصة التتويج ليتسلم جائزة الصحافة العربية في نسختها الـ 17 لفئة الرياضة، عن تحقيق بعنوان «أبطال بلا أوطان»، ليضيء سماء «الاتحاد» بالنجمة السادسة، في ألبوم النجاح والتألق للملحق الرياضي محليًا وعربيًا، ليواصل «الملحق الذهبي» مسيرته بكل إبداع ومهنية ويحتفظ بموقعه الدائم في القمة.
وينضم مراد المصري إلى قائمة الزملاء الذين سبق لهم الفوز بالجائزة في مقدمته أكرم يوسف وأسامة الشيخ ومعتز الشامي وأمين الدوبلي ورضا سليم، ولا زلنا نتطلع إلى نجوم جديدة في مسيرة الاتحاد تتلألأ على منصات التتويج.
لم تكن جائزة الصحافة العربية هي الهدف، رغم أن الجائزة لها ثقلها الكبير في الوطن العربي وشهرتها تتجاوز الحدود إلا أننا أيضًا نسعى دائمًا إلى معالجة كل القضايا الرياضية ونحن نرفع شعار المهنية والمصداقية، ونؤدي رسالتنا الإعلامية بالشكل الذي يخدم مجتمعنا بشكل عام والمجتمع الرياضي بشكل خاص، ولم يكن يومًا هدفنا الإثارة، ولا طرح القضايا بدون حلول بل دائمًا ما نطرح القضية ومعها الحلول المقترحة التي تساهم في معالجة قضايا المجتمع.
ولأننا ندرك أننا جزء من الوطن العربي الكبير، فقد تناولنا العديد من القضايا الرياضية العربية ووصلنا إلى حلول على أرض الواقع من خلال متابعتنا، وهو تأكيد على أن وجودنا على منصة التتويج أمر طبيعي، ليس عمل واحد بل بعملين، ضمن 3 أعمال ترشحت للنهائيات، وكان عمل الزميل راشد الزعابي تحت عنوان: «إلهام القضية 5021.. زلزال الدم وجدران الصمت»، ولم يشغلنا من يفوز بالجائزة من فريق عمل الاتحاد، لأن لدينا قناعة أن الفريق يعمل في منظومة متكاملة ونركز جميعًا على وضع اسم «الاتحاد الرياضي» في المقدمة بصرف النظر عن الأسماء ومن يفوز ومن يصعد لمنصات التتويج بل أننا ننتظر مثل هذه اللحظات كي نصعد جميعًا إلى منصة التتويج لنحتفل بإنجازنا لأنه ليس إنجازًا شخصيًا بل نتاج عمل المنظومة التي منحت كل هؤلاء الفرصة للصعود لمنصات التتويج.
قدم «الاتحاد الرياضي» في تحقيقه الفائز بعنوان «أبطال بلا أوطان» الدور السامي للرياضة بوصفها أداة مهمة لمنح اللاجئين العرب الأمل لتحقيق الأحلام التي تبدو مستحيلة في ظل ظروفهم الحالية، لكنها شكلت بوابة لهم لإبراز قدراتهم من خلال مشاركة فريق من اللاجئين في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو، حيث تم استعراض تجربة هؤلاء الرياضيين من فريق اللاجئين.
وتم عقد زيارة ميدانية لمخيم اللاجئين السوريين في الأردن الذي أقامه الهلال الأحمر الإماراتي، للوقوف على الخدمات المقدمة للاجئين فيه بوصفه نموذجًا رائدًا في تشجيع اللاجئين على ممارسة الرياضة وتحفيزهم من خلال الملاعب التي تم إنشاؤها وإقامة المسابقات لهم على مدار العام.
واستعرض التحقيق الخطوات التي قامت بها الدول الأوروبية في استثمار مواهب اللاجئين على الصعيد الرياضي، وصعود نجوم حاليين كانوا يومًا من الأيام في هذا النوع من المخيمات جراء الحروب، وشهد التحقيق تفاعلًا وتحديدًا مع النداء الذي أطلقناه من أجل تحويل الملعب الترابي إلى ملعب عشبي لممارسة كرة القدم، بعدما تبرع أحد رجال الأعمال الذي كان لاعبًا سابقًا لكرة القدم بالمبلغ المطلوب، بانتظار أن يرى هذا الملعب النور حيث سيخدم نحو 7000 لاجئ في المخيم.
وأكد محمد الحمادي، المدير التنفيذي للتحرير والنشر في «أبوظبي للإعلام»، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد أن حصول «الاتحاد الرياضي» على جائزة الصحافة العربية فئة الصحافة الرياضية لعام 2018 هو تجسيد لاضطلاع الصحيفة بمهمتها في تقديم رسالة إعلامية هادفة تركز على الجوانب الإنسانية والاجتماعية المتعلقة بالرياضة وليس مجرد تغطية منافسات رياضية فقط.
وقال الحمادي "الرياضة بالنسبة لنا في الاتحاد رسالة نقدمها للمجتمع، صحيح أننا نحرص على تغطية جميع الرياضات المختلفة والمنافسات المتنوعة، لكننا في الوقت ذاته نركز على القضايا المحورية المهمة، ونهتم بالجوانب الأخرى المتعلقة بالرياضة مثل القضايا الإنسانية والأبطال المنسيين وغيرها من موضوعات تظهر القيمة الحقيقية للرياضة وليس فقط الجوانب التنافسية".
وأضاف الحمادي «الاتحاد» لديها كفاءات صحافية محترفة قادرة على البحث عن القضايا المتميزة لتسلط عليها الضوء وتقدمها للمجتمع بما يحقق الهدف الحقيقي من دور الصحافة نحو مجتمعها، مشيرًا إلى أن العصر الراهن يمثل مرحلة التنافسية في الإعلام، خاصة مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وسهولة تناقل الخبر والمعلومة، وتوغلها في العمل الصحافي والإعلامي بشكل كبير، وبالتالي إذا لم يكن لدينا المحتوى المتميز ستكون لدينا مشكلة في عدم القدرة على مواكبة هذا التطور والمحتوى الموجود حاليًا.
وتابع الحمادي "لابد أن نتطلع إلى آفاق جديدة ونتطرق لقضايا غير مطروحة من قبل، خاصة أننا نقدم صحافة «محترفة» تعتمد على صحافيين محترفين ولسنا هواة لدينا القدرة على البحث عن القضية وتسليط الضوء عليها وإيصالها للمجتمع، وهو ما يسهم في الوصول إلى مثل هذه الإنجازات التي تقيم قدر الجهد والعمل المبذول".
واعترف الحمادي أن الصحافة المطبوعة تتراجع بما لا شك فيه، في ظل وجود أزمة حقيقة للورق في العالم ككل، وبات المحتوى والمضمون هو الأهم، وما تقدمه الاتحاد يؤكد على أننا قادرون على أن نظل متواجدين ومحافظين على تواجدنا مهما تغيرت القوالب التي تقدم للرأي العام.
ووجه الحمادي جزيل شكره وتقديره إلى «أبوظبي للإعلام» على دعمها ومساندتها لـ «الاتحاد» وهو ما يسهل من مهمة الصحيفة في القيام بمهمتها، وتقديم رسالتها الهادفة، مشيدًا بدعم نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، رئيس مجلس إدارة الشركة، وإلى الدكتور علي بن تميم مدير عام الشركة، وحرصهما على تذليل أي صعوبات ووضع الصحيفة في موضع الريادة على المستوى العربي والإقليمي.