الرباط- عمار شيخي
راسلت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أول أمس الإثنين، كلًا من وزير الداخلية المغربي محمد حصاد، والمدير العام للأمن الوطني، بوشعيب الرميل، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وذلك بشأن ما تعرض إليه الصحافي في القناة الثانية المغربية، الصديق بنزينة، الذي يشغل منصب مدير مكتب القناة المغربية في مراكش.
وجاء في الرسالة التي حصل "المغرب اليوم" على نسخة منها "يشرفنا السيد الوزير إن نخاطبكم في شأن الاعتداء الشنيع الذي تعرض له زميل صحافي من طرف عميد أمن بمدينة مراكش، وهو الاعتداء الذي احترنا في تفسيره"، وأوضحت الرسالة أنّ "الصديق بنزينة، مدير مكتب القناة الثانية بمدينة مراكش، تعرض إلى اعتداء مثير وغريب، حيث و بسبب نزاع بين الأطفال، تفاجأ يوم الأربعاء الماضي بهجوم عميد أمن عليه بمنزله وهو جاره بالعمارة، و أشبعه سبا وشتما وإهانة، بل لم يكتف عميد الأمن بذلك، بل قام باستدعاء مجموعة كبيرة من قوات الأمن التي حضرت في الحال بحوالي 12 فردا، وباشرت باعتقال الزميل واقتدته إلى مركز الأمن"، وهو ما اعتبرته النقابة الوطنية للصحافة المغربية، "سلوك خلف استياء وتذمرا من طرف الجيران، بيد أنه تسبب في هلع أسرة الزميل خصوصا أبناءه الصغار وزوجته".
وأجرى "المغرب اليوم"، أول أمس الإثنين، اتصالًا مع ولاية الأمن في جهة مراكش، وتحدث مسؤول في الولاية للموقع عبر الهاتف، ورفض تقديم التوضيحات اللازمة في الحين، وقال "سنبحث في الموضوع، ونعيد الاتصال بكم لتقديم وجهة نظرة الجهاز الأمني"، وهو الاتصال الذي لم يتم بعد 48 ساعة عن إجراء المكالمة الهاتفية.
وبالعودة للرسالة الموجهة إلى المسؤولين المغاربة، أفاد المصدر بأن عميد الأمن المذكور سلب الضحية هاتفه المحمول، ومنع أفراد أسرته من الاتصال به، تضيف الوثيقة، "ولم يحتمل الضحية هذا الاحتقار والتعدي وتجاوز القانون، وأصيب نتيجة ذلك بمركز الأمن بانهيار عصبي، نقل على إثره على وجه السرعة إلى المستعجلات الطبية لتلقي العلاج".
واستغربت النقابة لما اعتبرته "السلوك الطائش الذي اعتمده العميد في تصفية حسابات شخصية، واستعمل ما قدره مناسبا من شطط في استعمال السلطة، والهجوم على بيت الغير دون سند قانوني، والسب والقدف والضرب في حق الضحية" تضيف الرسالة، "إننا نستغرب أكثر كيف نجح هذا المسؤول الأمني في تسخير قوات عمومية وضعت نفسها رهن إشارته في خرق القوانين، وما حدث يكتسي خطورة بالغة جدا، ونحن على يقين أنكم لن تقبلوا به، و لن تتأخروا لحظة واحدة في الأمر بفتح تحقيق مستقل ونزيه".
وأخبرت النقابة وزير الداخلية بقرارها اتخاذ كل المساطر القانونية لإعادة الاعتبار للصحافي، وترتيب الجزاء ضد المسؤول المعتدي.