الدار البيضاء - جميلة عمر
أكد وزير "الداخلية" الإسباني فيرنانديث دياث مساء أمس الثلاثاء، أن المغرب أصبح حليفا وصديقا وشريكا فعليا وأساسيا في التنسيق مع بلاده لمحاربة كل أشكال التطرف والجريمة المنظمة، التي ماتزال تتربص بالبلدين الجارين، بل الأكثر من ذلك اعتبر المسؤول الأول عن الأمن في بلاده أن التنسيق بين مدريد والرباط هو أفضل نموذج لتنسيق يمكن أن يجمع بين دولتين ضد المخاطر المتطرفة وشبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود التي تجاوزت كل الحدود وأصبحت حالة عالمية تستوجب تنسيقا على مستوى أوسع.
وجاء هذا التصريح خلال الاجتماع الذي جمع على مدى يومين وزير الداخلية المغربي محمد حصاد، والوزير المنتدب في الوزارة نفسها الشرقي اضريس، والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف الوديي، ونظيريهما الإسبانيين، فيرنانديث دياث، وبيدرو مورينوس، والذي تم الاتفاق على عقده على عجل من أجل إعطاء سرعة جديدة ونفس أكبر للتعاون الإسباني المغربي الأمني والدفاعي.
وكان الهاجس الأمني حاضرا بقوة في اجتماع الثلاثاء، لاسيما بعد أن تصاعدت التهديدات المتطرفة وعمليات الاستقطاب والتجنيد في التنظيمات المتطرفة في البلدين، وخصوصًا في كل من سبتة ومليلية اللتان أصبحتا رهانا أمنيا مشتركا بين مدريد والرباط.
وأعاد البيان الذي أعقب الاجتماع، التأكيد بحكم موقع البلدين المطلين على ضفتي البحر الأبيض المتوسط على أن المحافظة على مناخ الأمن والاستقرار في منطقة غرب حوض البحر الأبيض المتوسط يشكل هدفا رئيسيا ومسؤولية مشتركة، تتطلب تعاونا فعالا في مجال الدفاع والتصدي للتهديدات والتحديات الأمنية، وأشار إلى أن التصدي الفعال لهذه الظاهرة لا يمكن إلا أن يكون ثمرة "عمل جماعي" بانخراط جميع البلدان، من خلال اعتماد "مقاربة شمولية ومنسجمة" تدمج الأبعاد الأمنية والإنسانية والهجرة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة
ولم يغفل البيان البعد الإقليمي للتعاون بين البلدين، وأكد على أن المغرب وإسبانيا باعتبارهما عضوين نشيطين في مبادرة (خمسة زائد خمسة)، يشاركان في عدد من المشاريع الجماعية، ولاسيما في مجال الأمن البحري، ونوه البلدان بنجاح هذه المبادرة التي تساهم في ضخ نفس جديد على مستوى الأمن الإقليمي