موسكو - حسن عمارة
صرَّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنَّ التدخل العسكري الروسي في سورية يثبت أن موسكو تستطيع مواجهة "أية تهديدات"، مؤكدًا أن "العملية تؤكد أن روسيا مستعدة للرد بشكل كاف وفعال على أية تهديدات متطرفة أو غيرها من التهديدات التي تواجه بلادنا".وأوضح بوتين في كلمة ألقاها أما قادة الجيش والاستخبارات في الكرملين، أنه "يجب أن نواصل التحرك بنفس القوة والفعالية، من المهم للغاية كشف العلاقات بين المسلحين الروس والجماعات المتطرفة الدولية ومن يدعمها".وأشار إلى أنَّ قوات الأمن الروسية، التي تواجه تمردا إسلاميا في شمال القوقاز، أحبطت 20 عملا متطرفا وقتلت 112 مسلحا واعتقلت 560 آخرين خلال العام الماضي.
وأعلن في موسكو الاثنين، عن تحضيرات لعقد لقاء يجمع وزراء الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير لاختبار استعداد روسيا للبحث عن حل سياسي بعد أكثر من 20 يومًا على بدء تدخلها العسكري، بالتزامن مع تلقي روسيا اقتراحًا أميركيًا لعقد لقاء دولي- إقليمي لا يشمل إيران للبحث عن حل للأزمة السورية.
وصرَّح كيري الاثنين في مدريد بأن الولايات المتحدة ستجري محادثات مع روسيا وحلفائها في المنطقة في محاولة لـ "تجنب الدمار الشامل لسورية"، في وقت استمرت المعارك العنيفة جنوب حلب بدعم جوي روسي للقوات النظامية السورية وحلفائها.
وجدد الجبير في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، التأكيد على أنه يتعين تنحي الرئيس بشار الأسد، قائلًا: "السؤال: ماذا يجب على إيران أن تفعله لتكون جزءًا من الحل في سورية؟ والرد بسيط جدًا: عليها الانسحاب من سورية وعدم توريد السلاح لنظام بشار الأسد وسحب الميليشيات الشيعية التي أرسلتها، وبالتالي تستطيع أن يكون لها دور"، مضيفًا أن إيران هي حاليًا محتل لأرض عربية في سورية . وتابع الجبير: "إن السعودية تعتقد أنه يجب على الأسد أن يتنحى ما إن تتشكل هيئة انتقالية بما يتفق مع بيان جنيف للسلام عام 2012". وقال: "بعد تشكيل هذه الهيئة على الرئيس الأسد أن يتنحى. لو كانت أشهر أو شهرين أو ثلاثة أو أقل هذا ليس مهمًا، لكن لا دور للأسد في مستقبل سورية". وأضاف: "قيل من ناحية أخرى إن بشار يجب أن يبقى حتى تقام الانتخابات ويشارك في الانتخابات (ولكن) لا مستقبل لمثل هذه الخيارات".
وفي مدريد، ذكر كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، أن واشنطن لديها مسؤولية "محاولة تجنب التدمير الشامل والكامل لسورية وتداعياته السلبية" وخصوصًا موجة المهاجرين. وأضاف: "لدينا مصلحة أخلاقية في البحث عن وسيلة لتجنب أن تتفاقم الكارثة الحالية"، لافتًا إلى أن هناك أساسًا ثلاثة أرباع السوريين، أي 12 مليون شخص، نزحوا داخل البلاد أو لجأوا إلى الخارج. وعبر كيري عن مخاوف من أن تكون روسيا تسعى، عبر تدخلها العسكري في النزاع "إلى مجرد إبقاء" الأسد في مكانه، ما لا يمكن أن يؤدي سوى إلى "اجتذاب مزيد من المتطرفين وزيادة عدد اللاجئين". وأضاف: "في المقابل، إذا كانت روسيا هناك لمساعدتنا في إيجاد طريق نحو حل سياسي وفي الوقت نفسه محاربة داعش، فهناك احتمال لاستطلاع طريق مختلف تمامًا. علينا أن نجلس معا ونتباحث لاستطلاع مثل هذا النوع من الفرص".
وأكدت وزارتا الخارجية الروسية والتركية عزم البلدين على مواصلة الحوار المكثف بينهما حول قضايا الشرق الأوسط، وبالدرجة الأولى الأزمة السورية، ذلك في بيان أصدرته الخارجية الروسية أمس تعليقًا على لقاء عقده ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي مع نظيره التركي أميد يالتشين في إسطنبول. وأفاد الكرملين بأن الرئيس فلاديمير بوتين سيعقد، الثلاثاء، اجتماعًا مع كبار القادة العسكريين، وكشف رئيس ديوان الرئاسة الروسية سيرغي إيفانوف جانبًا من تفاصيل اتخاذ القرار بالتدخل العسكري في سورية، ووصفه بأنه "لم يكن عفويًا أو متسرعًا"، موضحًا أن "كل التحركات خضعت مسبقًا لنقاشات وحسابات دقيقة للسلبيات والإيجابيات في اجتماعات لبوتين مع قادة عسكريين وديبلوماسيين". وقال إن القرار النهائي اتخذ في جلسة حاسمة عقدت ليل 29 أيلول/ سبتمبر، وهي الليلة التي سبقت حصول بوتين على تفويض برلماني باستخدام القوة في سورية وانطلقت العملية العسكرية في اليوم نفسه.
وأكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن القوات الحكومية تقدمت مجددًا في ريف حلب بدعم من الغارات الروسية، فيما قال مقاتلو المعارضة إنهم حصلوا على إمدادات جديدة من صواريخ أميركية الصنع مضادة للدبابات من دول تعارض الرئيس الأسد منذ بدأت القوات الحكومية هجومًا كبيرًا هناك الجمعة. وأشار المرصد إلى أنَّ مقاتلي المعارضة أصابوا 11 مركبة عسكرية على الأقل بصواريخ موجهة مضادة للدبابات قرب حلب منذ الجمعة.
وبدأ حلف شمال الاطلسي "ناتوط أمس في البحر المتوسط في جنوب ايطاليا وقبالة الشواطئ السورية، أضخم مناورات له منذ عقد. ويشارك في المناورات التي تستمر خمسة أسابيع، 36 ألف جندي و230 وحدة عسكرية و140 طائرة وأكثر من 60 سفينة. ووصل بعض من كبار المسؤولين في الحلف إلى قاعدة جوية في جنوب إيطاليا لحضور استعراض بالطائرات وطائرات مروحية.