واشنطن _المغرب اليوم
جدّدت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، تحذيرها بأن تعميم اللقاحات "لا يعني اختفاء وباء كوفيد-19". وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن التقدم الذي تحقق في الآونة الأخيرة في مجال لقاحات الوقاية من كوفيد-19 إيجابي، لكن المنظمة قلقة من أن ذلك قد أدى إلى مفهوم آخذ في التزايد بأن الجائحة انتهت. وأضاف: "التقدم في اللقاحات يعطينا جميعا دفعة ويمكننا الآن أن نرى النور في نهاية النفق المظلم. لكن منظمة الصحة العالمية قلقة من الاعتقاد المتنامي بأن جائحة كوفيد-19 انتهت". وأوضح تيدروس أن الجائحة لا يزال أمامها طريق طويل، وأن القرارات التي يتخذها الأفراد والحكومات ستحدد مسارها على المدى القصير ومتى ستنتهي. وتابع: "نعلم أنها كانت سنة عصيبة، وأنها أرهقت الناس، لكن في المستشفيات
التي تعمل بطاقتها القصوى أو بما يفوق طاقتها الوضع أصعب ما يمكن أن يكون". من جانبه، قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة مايك راين، إن "اللقاحات لا تعني صفر كوفيد"، موضحا أنها وحدها "لا يمكنها القيام بالعمل المطلوب". من جهة أخرى قال ألبرت بورلا رئيس "فايزر" إن شركة الأدوية الأميركية العملاقة "ليست متأكدة" مما إذا كان لقاحها المضاد لكورونا يمنع نقل عدوى الفيروس التاجي من شخص تم تطعيمه إلى الآخرين. ولدى توجيه السؤال له، قال بورلا لمحطة "إن بي سي" التلفزيونية الأميركية: "هذا شيء يحتاج إلى فحص"، في حلقة خاصة عن تطوير لقاح "فايزر" الذي ينتظره العالم، بالشراكة مع شركة "بيونتك" الألمانية. وفي نوفمبر الماضي، أعلنت الشركتان أن لقاحهما حقق نجاحا يزيد على 90 بالمئة في
التجارب السريرية، وتقدمت "فايزر" مؤخرا للسلطات الأميركية بطلب الحصول على ترخيص. والأربعاء أصبحت بريطانيا أول دولة تصرح باستخدام اللقاح رسميا، ومن المتوقع أن تبدأ جولة التطعيمات الأولى خلال أيام قليلة. وتوجه المذيع المعروف ليستر هولت بسؤال إلى رئيس شركة "فايزر"، حيث قال له: "رغم أنني حصلت على اللقاح، هل يمكنني نقل الفيروس إلى أشخاص آخرين؟". وجاءت الإجابة من بورلا: "أعتقد أن هذا شيء يحتاج إلى فحص. نحن لسنا متأكدين من ذلك بما نعرفه الآن". ورغم أن اللقاح أظهر نتائج واعدة، فقد ظهرت تحديات تتعلق بنقله وتوزيعه، حيث يجب تخزينه في درجات حرارة تصل إلى 80 تحت الصفر، مما أدى إلى زيادة الطلب على الجليد الجاف. وبمجرد حفظ اللقاح في أجواء شديدة البرودة، يجب استخدامه في غضون 4
أو 5 أيام أو التخلص منه، علما أنه يتم تلقيه على جرعتين متباعدتين. وقال مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة إنه "إذا تمت الموافقة على اللقاح، فقد تكون الجولة الأولى من التطعيمات متاحة للعاملين في مجال الرعاية الصحية والأفراد المعرضين لمخاطر عالية قبل نهاية العام الجاري. من جانبها حذرت الشرطة الأوروبية "يوروبول"، الجمعة، من احتمال حدوث جرائم منظمة مرتبطة بلقاحات فيروس كورونا، وتشمل محاولة مجرمين محتملين بيع لقاحات مضادة خطيرة أو سرقة شحنات لقاحات حقيقية. وفي "إشعار بتحذير مبكر"، قالت يوروبول إن عصابات الجريمة تحركت بالفعل لانتهاز فرصة سنحت بسبب جائحة كورونا. وأوضح تحذير اليوروبول أنه "بمجرد دخول اللقاح الشرعي السوق، يتوقع انتشار نسخ مزيفة من اللقاح المحدد سريعا"، مشيرا إلى
لقاح مزيف اكتشفت منظمة الصحة العالمية وجوده في المكسيك في أكتوبر. وأضافت يوروبول: "مثل لقاح الإنفلونزا المزيف الذي وجد في المكسيك، ربما تمثل لقاحات كوفيد المزيفة تهديدا كبيرا على الصحة العامة إذا كانت غير فعالة في أفضل الأحوال أو سامة في أسوأها، بالنظر لإنتاجها في مختبرات سرية لا تراعى فيها اعتبارات النظافة. يمكن أن يكون للقاحات المزيفة أثر واسع النطاق إن ظهرت تفشيات جديدة في مجتمعات يفترض أنها تلقت اللقاح". كما حث التحذير على توخي دول الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى شديد الحذر بسبب "التورط المحتمل لمجرمين في عملية تطوير وتوزيع اللقاح". وقالت يوروبول كذلك إن "الوصول المتوقع للقاح كوفيد-19 الحقيقي ألهم بالفعل النشاطات الإجرامية وعلى الأرجح ستنشط بمجرد إتاحة اللقاحات".
وجاء البيان بعد موافقة بريطانيا بشكل طارئ الأربعاء على لقاح طورته الشركتان الأميركية "فايزر" والألمانية "بيونتيك"، مما يجعل بريطانيا أول دولة غربية ترخص اللقاح المضاد لكورونا. وأوضحت يوروبول، ومقرها في لاهاي بهولندا، أنها على علم بمجرمين نشروا إعلانات في أسواق الشبكة المظلمة "باستخدام علامات تجارية لشركات أدوية حقيقية هي بالفعل في المراحل النهائية من اختبارات اللقاح". وتابعت الوكالة أن شبكات إجرامية قد تستهدف أيضا موردي اللقاحات الحقيقية، من خلال ملء العبوات الفارغة إن لم يتم التخلص منها بشكل صحيح أو سرقة شاحنات تنقل اللقاحات. وحثت الدول الأعضاء في الكتلة على مشاركة "أي معلومات ذات صلة بشأن النشاطات الإجرامية المتعلقة بلقاحات كوفيد-19 أو الإنفلونزا" معها.
في سياق متّصل ناشدت السلطات الأميركية المواطنين بضرورة ارتداء الكمامات، وحذرت من أنها قد تضطر إلى إصدار المزيد من الأوامر الصارمة بالبقاء في المنازل، بعد تسجيل عدد يومي قياسي من حالات الوفاة بفيروس كورونا بواقع حالتين كل دقيقة. وسجلت الولايات المتحدة أمس الخميس 213 ألفا و830 حالة إصابة جديدة بالفيروس و2861 حالة وفاة، بحسب إحصاء لرويترز اعتمد على بيانات رسمية، كما يتنبأ خبراء بأن يتجاوز عدد حالات الوفاة 3000 حالة يوميا قريبا. ووعد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن باستراتيجية جديدة على مستوى البلاد تفرض ارتداء الكمامات بأوامر رسمية في بعض المواقع ومنها المباني الاتحادية وخلال السفر بين الولايات، وذلك عندما يتسلم السلطة في نهاية فترة رئاسة الرئيس دونالد ترامب يوم 20 يناير.
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، الخميس: "في اليوم الأول من تنصيبي... سأطلب من الناس ارتداء الكمامات مئة يوم، ارتداء الكمامات فقط مئة يوم، ليس إلى ما لا نهاية". ومضى قائلا: "أعتقد أننا سنرى انخفاضا كبيرا إذا فعلنا ذلك. مع اللقاحات وارتداء الكمامات، تنخفض الأعداد إلى حد كبير". وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، عضو فريق العمل المعني بفيروس كورونا في البيت الأبيض، الجمعة، إنه يتوقع حدوث قفزة أخرى في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا بعد أسبوعين أو ثلاثة من عطلة عيد الشكر الذي احتفل به الأميركيون يوم 26 نوفمبر. وسجلت دول العالم نحو 66 مليون إصابة بفيروس كورونا المستجد، من بينها نحو مليون و519 ألف حالة وفاة.
قد يهمك ايضا
تعرف على الدول العربية التي ضمنت حصتها مع قرب جاهزية لقاح "كورونا"