دمشق - جورج الشامي
نقلت الهيئة العامة للثورة السورية عن ناشطين قولهم أن ميليشيا أبو الفضل العباس الشيعية اعتقلت أكثر من 1200 مدني صباح الأحد، لدى مرورهم على حاجز "علي الوحش" في يلدا هربا من الموت الجماعي جوعا في الجنوب الدمشقي، وحذروا من احتمال ارتكاب تلك الميليشيات مجزرة بحقهم، بعد انقطاع الاتصال معهم
بشكل كامل.
وكان حوالي 3 الاف مدني حاولوا الخروج من المعبر الاحد، سمحت عناصر الحاجز لعدد كبير منهم بالعبور وصورتهم قنوات إعلام النظام على أنهم بخير وعبروا إلى الأمان، ثم أغلقت قوات النظام المعبر وأطلقت النار على المتجمهرين فحصدت عشرة أرواح وأصيب عديد المدنيين بجروح بينهم نساء أطفال.
ويعد الناشطون عملية الاعتقال تلك بالأكبر منذ بدء الثورة السورية، التي تقوم بها ميليشيات شيعية موالية لنظام دمشق، وينقل الناشطون عن بعض المدنيين الذين عادوا من المعبر، أهوالا جرت مع المعتقلين، من اغتصاب مؤكد للنساء، وضرب وتنكيل للشباب والرجال قبل اعتقالهم.
ويضيف الناشطون أن قوات النظام والميليشيات العراقية، نهبت أموال الخارجين من المعبر، وكافة أوراقهم الشخصية، وأعادت من لم تعتقلهم إلى داخل البلدة، منكلا بهم، خالي الوفاض من أية أوراق ثبوتية.
كما قامت تلك الميليشيات بفصل أفراد العائلات عن بعضها البعض، فأخذت أطفال بعض العائلات خارج الحاجز وتركت ذويهم.
وكان الآلاف من أهالي الجنوب الدمشقي تجمعوا منذ فجر اليوم الحاجز، بعد أن سرت اشاعات قبل عدة أيام أن النظام سيفتح المعبر لخروج المدنيين.
محاولات المدنيين الخروج من المعبر لم تكن الاولى فخلال الأسبوعين الماضيين تمت عدة محاولات، نجح خلالها مئات منهم بالخروج، ولكن قوات النظام نقلتهم إلى قرية حرجلة في الريف الدمشقي، وفصلت النساء والأطفال في مدرسة على شكل إقامة جبرية، بينما اقتادت الشباب لفرع أمني بغية التحقيق معهم ..
من جهته حبيب همار مراسل شبكة سوريا مباشر أكّد الحادقة وقال أن قوات النظام المتمركزة على حاجز يلدا والمعروف بحاجز"علي الوحش" اعتقل الآلاف النازحين من سكان المنطقة الجنوبية.
حيث حاول الآلاف من سكان المنطقة صباح اليوم الاثنين التوجة خارج المنطقة من معبر يلدا ، بعد وعود من لجنة المصالحة بأنه سيفتح المعبر ليخرج المحاصرين وكان معظم المدنين الذين توجهوا الى الحاجز هم من المرضى المسنين والنساء والأطفال وأكد خبيب أن السبب الوحيد الذي دفع النازحين المغادرة لمنازلهم وبيوتهم هو الجوع والحصار الخانق على المنطقة منذ أكثر من سنة وقد نجح حوالي الألف مدني من هؤلاء العبور وتخطي الحاجز ولكن ميليشيات شيعية من لواء أبو الفضل العباس وقوات الأسد أطلقت الرصاص فوق رؤوس المدنيين لارهابهم ومنعهم من التحرك ثم قامت الميليشيات بفرز النساء والأطفال عن الرجال، وقد تعمدت قوات الحكومة ضرب الرجال وإهانتهم بأبشع العبارات و مصادرة جميع البطاقات الشخصية والأوراق الثبوتية واعتقال من هم فوق سن الثامن عشر، و إجبار النساء والأطفال والشيوخ على الرجوع إلى داخل الحصار بعد أن تم التنكيل ببعضهم وضرب بعض النساء بأدوات حادة وقد روت إحدى النساء عن قيام المليشات الطافية الشيعية وقوات الأسد بارتكاب فظاعات وإعدامات ميدانية رمياً بالرصاص بحق بعض الرجال الذين اعتقلوا بحسب ما قال خبيب عمار.
وفي السياق ذاته يصف الناشطون معبر بيرقدار بمعبر الموت حيث يقع هذا المعبر في بلدة يلدا الواقعة بريف دمشق والذي يفصل بين الأحياء الجنوبية المحاصرة من قبل قوات النظام والمناطق الخاضعة لسيطرته، والمعروف عن هذا المعبر أنّه تم إغلاقه منذ قرابة ستة أشهر من قبل النظام.
وعانى سكّان هذه البلدة من الجوع وقلة الموارد والأمراض التي نتجت عن انتشار الأوبئة وسوء التغذية، بعد حصار طويل نال من أرواح العديد من الأهالي.
يذكرأن يوم أمس الأحد قررت قوات النظام فتح معبر "بيرقدار"، ما جعل الأهالي يتزاحمون على هذا المعبر في محاولة لينزحوا من خطر الموت المهدد لهم في داخل هذه البلدة حسب الصور التي بثها نشطاء على مشارف المعبر من جهة البلدة، ولكن قامت قوات النظام في الجهة المقابلة بضرب أطراف المعبر بالقذائف ما أدى سقوط العديد من الجرحى بحسب ما نقلت الهيئة العامة للثورة السورية وعلى إثر ذلك تم إغلاق المعبر بوجه الأهالي.
ويعاني جنوب دمشق من حصار خانق ضمن سياسة الجوع أو الركوع التي يطبقها النظام منذ اكثر من عام على المنطقة، والتي أدت لمقتل عشرات المدنيين جوعا ومرضا في ظل انعدام مقومات استمرار الحياة كافة.
وكانت قوات النظام ارتكبت مجزرة بحق عشرات المدنيين الذين حاولوا قبل عدة أسابيع الخروج من بلدة بيت سحم في ريف دمشق المحاصر.