الجزائر - نورالدين رحماني
شرع رئيس الوزراء عبد المالك سلال، صباح اليوم الخميس، في زيارة عمل إلى ولاية الشلف غرب الجزائر، لمعاينة مدى تنفيذ برنامج الرئيس بوتفليقة، وتأتي الزيارة في إطار سلسلة الزيارات التي يقوم بها الوزير الأول الجزائري إلى الولايات الجزائرية، والتي فاق عددها 30 ولاية من مجموع 48 ولاية لحد الساعة، منذ تنصيبه شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، فيما اعتبرت النخبة السياسية الجزائرية تلك الزيارات حملة انتخابية مسبقة لبوتفليقة، وَوَزَّع خلالها سلال أكثر من 15 مليار دولار. ووزَّعَ سلال من خلالها ما يقارب 15 مليار دولار كبرامج تنمية إضافية، حسب المعطيات المتوفرة لـ "المغرب اليوم"،
تضاف الى الغلاف المالي المرصود، في إطار ما يُعرَف بالبرنامج الخماسي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة 2010-2014 الذي رُصِد له غلاف مالي يُقدَّر 286 مليار دولار.
والزيارات التي يقول عنها سلال إنها لتنفيذ برنامج الرئيس بوتفليقة ودفع التنمية في الولايات الجزائرية وتصفها المعارضة بأنها حملة انتخابية مسبقة، إما للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أو لسلال نفسه إذا ما تأكد ما يتردد في صالونات السياسيين عن ترشحه لخلافة بوتفليقة إذا لم تسعف هذا الأخير حالتُه الصحية.
وفي هذا الصدد، اعتبر الأمين العام لحركة "النهضة" فاتح ربيعي، في تصريحات نُقِلت عنه أن الزيارات الميدانية التي يقوم بها رئيس الوزراء عبد المالك سلال إلى الولايات الجزائرية هي حملات انتخابية مسبقة لدعم العهدة الرابعة للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، وأوضح "هي حملات انتخابية وفلكلور انتخابي يوحي بفرض شخص على الشعب، ويوحي بأن الانتخابات مغلقة".
وحَذَّرَ رئيس حزب "جيل جديد" الجيلالي سفيان في تصريح إلى "المغرب اليوم": "لا نجد تفسيًرا لذلك سوى أنها حملات انتخابية في الولايات للرئيس بوتفليقة، أضف إلى ذلك أنها توزيع للأموال على الولايات خارج الإطار القانوني، في ظل وجود مؤشرات عدة توحي بانهيار الاقتصاد الوطني، منها ان خُمس الإنفاق عبارة عن تحويلات اجتماعية أي 20 في المائة"، وأعلن "هو شراء للسلم الاجتماعي في ظل انهيار الدينار الجزائري، وارتفاع معدلات التضخم، والتي ساهمت كلها وما زالت تساهم في تدنِّي القدرة الشرائية للمواطن الجزائري".
وبدوره، اعتبر رئيس حزب "عهد 54" علي فوزي رباعين في تصريحات صحافية بهذا الخصوص، أن الزيارات التي يقوم بها رئيس الوزراء عبد المالك سلال للولايات "ما هي إلا دعاية وإشهار وحملة انتخابية مسبقة للرئيس الحالي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المزمع تنظيمها شهر نسيان/ ابريل المقبل".
وأوضح فوزي رباعين "اختيار هذا الظرف لإجراء مثل هذه الزيارات هو أمر واضح ومُبيَّت، الهدف منه الترويج لمرشح معين، وأشار إلى أن الطريقة التي يستعملها رئيس الوزراء الحالي عبد المالك سلال ليست جديدة، وإنما طبقت قبل رئاسيات 2004 و2009، مبيِّنًا بالقول "أظن أن هذه السياسة لن تنجح هذه السنة، وكفانا من الترويج لمرشح معيَّن بأموال الشعب الجزائري".
وأعلن رئيس "عهد 54" أن "البرامج والمخططات التي برمجت في عهدات رئيس الجمهورية في السنوات الماضية العديد منها لم يُجسَّد على أرض الواقع، والمواطن ما زال يتخبط في العديد من المشاكل على غرار البطالة، ومشكل السكن والصحة والتعليم، ناهيك عن التضييق على الحريات، مشيرًا إلى أن مشاكل أي قطاع لا تحل بتغير الوزير، بل بتغير السياسة المنتهجة".
ومن جهة أخرى، أكَّد الخبير الاقتصادي الجزائري مالك سراي أن ما يقدم كموازنات إضافية للولايات في الزيارات الميدانية لسلال ليس هو الحل، فالأموال موجودة إلا أن المشاريع معطلة، ويُقصد منه بعث رسالة للخارج والداخل في الوقت ذاته، وهو تحضير لانتخابات مقبلة، وحتى لا تكون هناك زوابع شعبية، موضحًا بأن المشكل أسبق من سلال والمرض قديم، ولن يتم القضاء عليه إلا بثورة ثقافية وبشرية تنهي البيروقراطية التي تتحكم في الإدارة الجزائرية، وتمنع إطلاق تنمية حقيقية رغم الأغلفة المالية الكبيرة المرصودة.