مراكش - محمد الهزيم
شهد حي بوعكاز في منطقة المحاميد في مراكش، مقتل طفل جراء تأثره بمضاعفات عضة كلب مسعور، لايزال يجوب أحياء وأزقة الحي ضمن مجموعة من الكلاب الضالة التي تستوطن المنطقة. وذكرت مصادر مطلعة، أن الطفل البالغ من العمر 11 عاما لفظ أنفاسه الأخيرة الجمعة الماضي، في منزل أسرته بعد يوم واحد من تعرضه لعضة الكلب المسعور، مضيفة أن التحريات الأولية التي قامت بها قوات الأمن كشفت أن وفاة الضحية كان بسبب العضة التي تعرض لها. الحادث الذي خلف استياء في أوساط السكان الذين عبروا عن انزعاجهم من استفحال ظاهرة الكلاب الضالة في مختلف أحياء المدينة، دفع بأسرة الضحية بحسب المصادر ذاتها، إلى توجيه رسالة إلى الوكيل العام في محكمة الاستئناف في مراكش، تطالب فيها بإخضاع جثة طفلها لتشريح الطب الشرعي للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة. ويعرف عدد من الأحياء في مدينة مراكش، تزايد أعداد الحيوانات الضالة ولاسيما الكلاب التي أضحت تشكل خطرا حقيقيا على أمن وسلامة سكان المدينة والسياح الأجانب، إذ بات منظر البغال التائهة والكلاب وهي تجوب شوارع وأزقة مجموعة من الأحياء في المدينة الأولى سياحيا في المغرب أمرا مألوفا. وتحظى الأحياء الشعبية مثل حي أكيوض، الكدية بولغرايب المتاخم لحي جليز الراقي بنصيب الأسد من الظاهرة، حيث تتعايش البغال التي تقتات من حاويات القمامة إلى جانب بسطاء هذا الحي الذي يشكل أحد أوجه المفارقات الطبقية في المدينة الحمراء. ويشار إلى أن سكان مراكش لا زالوا يحتفظون في ذاكرتهم بقصص أليمة تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والوطنية عن افتراس الكلاب الضالة لمجموعة من الأشخاص في عدد من المناطق، بينها قصة شاب في الثلاتينات من عمره عثر رعاة في جماعة لمحرة إقليم الرحامنة شمال مراكش تموز/يوليو الماضي، على جثته بعد أن نهشتها الكلاب الضالة لدرجة تعذّر معها التعرف على هويته. وكانت جماعة سيدي الزوين الواقعة إلى الغرب مدينة مراكش، شهدت نهاية يونيو/ حزيران المنصرم عملية إبادة غير مسبوقة للكلاب الضالة استعمل فيها المسؤولون المحليون الرصاص الحي، شارك فيها أشخاصا معظمهم يمارسون القنص بشكل سري مما أثار جدلا كبيرا وردود أفعال متباينة في أوساط سكان الجماعة، الذين عاشوا حالة من الرعب والهلع، بعدما تحول معها المركز الحضري للجماعة على مدى أكثر من أربع ساعات إلى ما يشبه ساحة حرب، يلاحق فيها القناصة الكلاب وسط الأحياء المأهولة بالسكان. العملية التي تحولت إلى ما يشبه استعراضا في مهارات الرماية بعدد من الأحياء، أثارت حينها استياء في أوساط الساكنة التي تساءلت عن الجهات التي رخصت للمسؤولين المحليين باستعمال الرصاص للقضاء على آفة الكلاب الضالة، عوض تكليف المصالح البيطرية المختصة التي تلجأ عادة إلى قتل الكلاب باستعمال مواد سامة بعيدا عن أزيز ولعلعة الرصاص الحي.