فاس - حميد بنعبد الله
فاس - حميد بنعبد الله أفرج وكيل الملك في المحكمة الابتدائية في مدينة الناظور المغربية، صباح الاثنين، عن 3 تلاميذ مراهقين، اعتقلوا قبل أسبوع، على خلفية نشر صورة فوتوغرافية لاثنين منهم، وهما يتبادلان القبل في حميمية في الشارع العام، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بعدما أثار اعتقالهم جدلاً سياسيًا، وصل إلى تنظيم وقفات احتجاجية، تضامنًا معهم، لاسيما في مدينتي الدار البيضاء والناظور.وأعلن المسؤول القضائي، في بيان عممته وزارة العدل والحريات على وسائل الإعلام المغربية، عن أن قاضي التحقيق في المحكمة ذاتها، قرر تسليم المراهقين الثلاثة الذين يعرفون بـ"معتقلي القبلة"، إلى أولياء أمورهم، مؤكدًا أن هذا القرار جاء بعدما طلب المراهقون الثلاثة، تغيير مكان الإيداع، عقب صدور قرار سابق بإيداعهم في مراكز للإصلاح والتهذيب.وكان وكيل الملك قد أمر بوضع تلميذ وزميلته، الظاهران في الصورة، ويبلغان من العمر 15 عامًا، ومراهق ثالث صورهما، رهن تدابير الاعتقال الاحتياطي، عقب إحالتهم إليه، الأربعاء الماضي، بعد إنهائهم مدة الحراسة النظرية، إثر توقيفهم من قبل شرطة الناظور، بناء على شكاية تقدمت بها منظمة حقوقية في المدينة.وظهر في هذه الصورة المراهقان يتبادلان القبل أمام مؤسسة تعليمية في مدينة الناظور، وشكلت مادة دسمة لمختلف الصحف والجرائد المغربية، ما أثار ضجة بين الرأي العام الوطني والمحلي، الذي لم يتقبل اعتقال المراهقين، اللذين لم يدريا خطورة الفعل الذي أقدما عليه، في لحظة انتشاء.وأدت هذه "القبلة الطائشة" إلى انتشار صور قبلات عديدة على موقع "فيس بوك"، تضامنًا مع موقعيها في الشارع العام، وقضية اعتقال المراهقين الثلاثة، مشكلة مادة لخطباء الجمعة في مدينة الناظور، الذين شددوا على فظاعتها، وأهمية تدخل الآباء للحيلولة دون تكرار مثل هذا السلوك المخل بالآداب والأخلاق العامة، وسط المراهقين، داعية إياهم إلى مراقبة أبنائهم.وقال وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، في تصريحات إذاعية، أنه لم يكن على علم باعتقال ومتابعة المراهقين الثلاثة على خلفية هذه القبلة، مؤكدًا أنه لم يعلم بذلك إلا بعدما اتصل به صحافي سائلاً إياه عن موقف وزارته من هذا الاعتقال، معتبرًا موقف النيابة العامة، "مجانبًا للصواب، والوزارة ستتحمل مسؤوليتها وسنطلب تصحيح الموقف".