واشنطن - عادل سلامة
واشنطن - عادل سلامة
صدر، الثلاثاء، كتاب جديد لوزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رامسفيلد بشأن الزعامة بعنوان (نصائح رامسفيلد)، والمعروف عن الكتب التي تتحدث عن الزعامة وأصول القيادة أنها دائمًا ما تكون مملة ومليئة بالحكم والأقوال المأثورة.
وعلى الرغم من كتاب رامسفيلد الذي صدر، الثلاثاء، لا يختلف كثيرًا عن هذا النوع من الكتب
إلا أنه يتضمن خبرات رجل في الثمانين من عمره كان يومًا ما عضوًا في الكونغرس ورئيس موظفي البيت الأبيض ومدير تنفيذي في شركة أدوية ضخمة، بالإضافة إلى منصب وزير الدفاع على مدى فترتي رئاسة.
ويقول رامسفيلد في إحدى النصائح التي وردت في الكتاب "عندما تقوم بالتفاوض لا ينبغي أن تشعر بأنك الطرف الذي يتوجب عليه كسر كل لحظة صمت"، كما يقول "لا يمكننا ضمان النجاح ولكننا نستحقه".
ويثير السخرية أن هذه النصائح تصدر عن رجل أصبح اسمه في الأوساط العسكرية أصبح مرادفًا لعبارة "الفشل الملحمي"، كما يصفه البعض بأنه أعظم وحش في التاريخ.
واعتاد رامسفيلد أن يجمع في صباه الأقوال المأثورة التي عفا عليها الزمن وظل يحتفظ بها داخل كرتونة، وقد طلب منه الرئيس جيرالد فورد أن يقوم بتوزيعها على كبار الموظفين في البيت الأبيض.
واعتاد الصحافيون والمحللون أن يشيروا إلى نصائح رامسفيلد كلما عاود الظهور إعلاميًا لأي سبب من الأسباب.
وجمعها رامسفيلد جميعًا في كتاب تستطيع أن تصحبه معك على شاطئ البحر ولكن من دون الحاجة إلى إجهاد الذهن بها.
وكتب رامسفيلد أيضًا يقول "إن هؤلاء الذين عملوا معي في البنتاغون اكتسبوا مهارة كبرى في معرفة متى يسألونني النصيحة ومتى يتعاملون مع الأمور بوحي من أنفسهم من دون الرجوع إلي، ولأنهم وعوا جيدًا آرائي، فقد عرفوا أنهم مفوضون بتمرير توجيهاتي إلى كبار القيادات العسكرية والمدنية".
ويحاول البعض استغلال ذلك في الإشارة إلى ما حدث العام 2003 عندما قام قائد معتقل غوانتانامو بنقل أساليب الاستجواب التعذيبية إلى قيادة الحرب في العراق لتطبيقها في سجن أبو غريب.
وينصح رامسفيلد أثناء التعامل مع الصحافة بعدم الإدلاء بمعلومات مضللة ويقول "في عهد بوش كان اهتمامنا يركز على تقديم معلومات دقيقة وصحيحة"، ولكن هذه العبارة تتناقض تمامًا مع المعلومات التي كانت تقول إن صدام حسين كان على علاقة مع تنظيم "القاعدة" أو إنه على وشك إنتاج قنبلة نووية، أو إنه يمتلك مخزونًا من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، أو الزعم بمعرفة مكان أسلحة الدمار الشامل.
وكما يتوقع من مثل هذا الكتاب فإنه يحتوي على الكثير من الأفكار المبتذلة أو ما يسمى بالكلاشيهات، كما أنه يحتوي على فصل في كيفية التفاوض، كما خصص فصلاً كاملاً للدفاع عن الرأسمالية والنظام الرأسمالي.