القاهرة - المغرب اليوم
توالت ردود الفعل المتباينة العربية والدولية على الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، للسلام في الشرق الأوسط، حيث كشف الرئيس الأميركي عن خطته على أساس حلّ "بدولتين"، لكن يتضمن تنازلات عديدة لصالح إسرائيل، وقد أعلن الفلسطينيون رسمياً رفضهم لها.
فعلى المستوى العربي، واعتبرت الجامعة العربية أن خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الثلاثاء، فيها انتقاص من حقوق الفلسطينيين، وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الأربعاء، "إن القراءة الأولية للخطة تشير إلى إهدار كبير لحقوق الفلسطينيين المشروعة"، وقال "إننا نعكف على دراسة الرؤية الأميركية بشكل مدقق، ونحن منفتحون على أي جهدٍ جاد يُبذل من أجل تحقيق السلام".
السعودية إلى جانب الفلسطينيين
وأجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود اتصالًا هاتفيًا، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأكد خلاله، "موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى اليوم، ووقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمها لخياراته وما يحقق آماله وتطلعاته".
وعبّر عباس عن تقديره لخادم الحرمين الشريفين على حرصه واهتمامه بالقضية الفلسطينية، وللمملكة العربية السعودية على مواقفها الثابتة والداعمة تجاه فلسطين وشعبها، كما جددت السعودية تأكيدها على دعم كافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وأكدت الرياض في بيان صدر عن وزارة الخارجية السعودية، تقديرها لجهود إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لتطوير خطة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وشجّعت السعودية على البدء في ومفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية واشنطن، وجاء في البيان، "اطلعت وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية على إعلان الإدارة الأميركية عن خطتها للسلام بعنوان رؤية السلام والازدهار ومستقبل أكثر إشراقاً، وفي ضوء ما تم الإعلان عنه فإن المملكة تجدد التأكيد على دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية".
وذكّرت الخارجية بأن المملكة بذلت منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "جهوداً كبيرة رائدة في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق والوقوف إلى جانبه في كافة المحافل الدولية لنيل حقوقه المشروعة، وقد كان من بين تلك الجهود تقديمها لمبادرة السلام العربية عام 2002، وقد أكدت المبادرة ـ بوضوح ـ أن الحل العسكري للنزاع لم يحقق السلام أو الأمن لأي من الأطراف، وأن السلام العادل والشامل هو خيار استراتيجي".
وتابع البيان، "تقدر المملكة الجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس ترمب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتشجع البدء في ومفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة الأميركية، ومعالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة من خلال المفاوضات، وذلك من أجل الدفع بعملية السلام قدماً للوصول إلى اتفاق يحقق الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة".
مصر تدعو لمفاوضات
ودعت مصر، الثلاثاء، إلى مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، برعاية أميركية، للتباحث حول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام، وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن "مصر تقدر الجهود المتواصلة التي تبذلها الإدارة الأميركية من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يُسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهي الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي".
وذكرت أن "مصر ترى أهمية النظر لمبادرة الإدارة الأميركية من منطلق أهمية التوصل لتسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها".
ودعت مصر الطرفين المعنييّن بـ"الدراسة المتأنية للرؤية الأميركية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أميركية، لطرح رؤية الطرفيّن الفلسطيني والإسرائيلي إزاءها، من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات وآمال الشعبيّن في تحقيق السلام الشامل والعادل فيما بينهما، ويؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
الإمارات تعتبرها نقطة انطلاق مهمة
وقال يوسف العتيبة سفير دولة الإمارات في واشنطن، في بيان الثلاثاء، "إن دولة الإمارات تعتقد أن بإمكان الفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق سلام دائم وتعايش حقيقي بدعم من المجتمع الدولي"، وذلك حسبما قالت سفارة دولة الإمارات بواشنطن على حسابها في "تويتر".
وأعلن العتيبي أيضاً تقدير دولة الإمارات لجهود الولايات المتحدة المستمرة للتوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واعتبرت الإمارات أن خطة السلام التي كشف عنها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، "نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى طاولة المفاوضات"، مؤكدةً ترحيبها بهذه "المبادرة الجادة".
ردود فعل دولية متباينة
وتباينت ردود الفعل الدولية على الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، للسلام بالشرق الأوسط.، حيث اعتبرها البعض خطوة إيجابية ورأى آخرون ضرورة العودة إلى المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
بريطانيا تعتبرها "إيجابية"
وقال المتحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، بعد اتصال هاتفي بين جونسون وترمب، اليوم الثلاثاء، إن الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط يمكن أن تكون خطوة إيجابية، وأضاف المتحدث، "ناقش الزعيمان اقتراح الولايات المتحدة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي يمكن أن يثبت أنه خطوة إيجابية للأمام".
كما وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أن خطة السلام هي "بكل وضوح اقتراح جدي". وأكد في بيان أن "اتفاقاً للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يؤدي إلى تعايش سلمي يمكن أن يفتح آفاق المنطقة برمّتها، وأن يمنح الجانبين فرصة لمستقبل أفضل".
وحث راب الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين على النظر بإنصاف في الخطة. وقال راب "هذا اقتراح جاد بكل وضوح ويعكس الوقت والجهد المكثف"، وأضاف أن "الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين هم وحدهم الذين يمكنهم تحديد ما إذا كانت هذه المقترحات تفي باحتياجات شعبيهما".
وقال "نشجع على بحث هذه الخطط بشكل حقيقي ومنصف واستكشاف ما إذا كانت تبرهن على أنها خطوة أولى على طريق العودة للمفاوضات".
روسيا تدعو لمفاوضات
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن "اقتراحات الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط هي واحدة من المبادرات"، مضيفة: "ليست واشنطن من يتخذ قرار التسوية"، وشددت موسكو على أنه "يجب أولا على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يبدوا رأيهم".
ودعت روسيا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الشروع في "مفاوضات مباشرة" لإيجاد "تسوية مقبولة للطرفين"، وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، لوكالات أنباء روسية "يجب الشروع بمفاوضات مباشرة للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين. لا نعرف ما إذا كان المقترح الأميركي مقبولاً للطرفين أو لا. علينا أن ننتظر ردود فعل الأطراف المعنية"، وأضاف "المهم هو أن يعبر الفلسطينيون والعرب عن آرائهم"، مشيراً إلى أن موسكو ستقوم بـ"دراسة" الخطة الأميركية.
ويتقرر أن يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إلى موسكو لعرض الخطة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأعربت روسيا أكثر من مرة عن استعدادها لاستقبال مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
تركيا "خطة ولدت ميتة"
ورفضت تركيا خطة ترمب للسلام بوصفها محاولة لسرقة الأراضي الفلسطينية والقضاء على احتمالات إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن "هذه الخطة تهدف إلى القضاء على حل الدولتين وسرقة الأراضي الفلسطينية"، وأضافت أن مقترحات ترمب "ولدت ميتة".
من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية على "تويتر" تعليقاً على خطة ترمب للشرق الأوسط: "يجب أن تحفظ أي خطة للسلام حقوق الفلسطينيين والإسرائيليين"، وتابعت، "يجب أن تحفظ أي خطة للسلام حقوق الضحايا في العدالة والتعويضات وغيرها من حقوق الإنسان بما في ذلك حق العودة".
ألمانيا تدعو لـ"حل يقبله الطرفان"
وقال وزير الخارجية الالماني هايكو ماس إن الحل "المقبول من الطرفين" هو وحده يمكن أن "يؤدي إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، واعتبر أن "الاقتراح الأميركي الذي طال انتظاره أصبح ماثلاً أمامناً. سندرس الاقتراح بشكل مكثف انطلاقاً من مبدأ أن كل الشركاء سيفعلون ذلك"، وشدد الوزير الألماني على أن السبيل الوحيد لإنهاء النزاع وإرساء سلام دائم بين الجانبين هو "حل يقبله الطرفان".
وتابع ماس أنه يجب الترحيب بكل مبادرة "تهدف إلى إعادة عملية السلام في الشرق الأوسط، المتوقفة منذ زمن، إلى مسارها"، وأضاف في بيان أن "الاقتراح الأميركي يثير أسئلة سنناقشها الآن مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي"، معدداً ضمن هذه الأسئلة "مشاركة أطراف النزاع في عملية تفاوض"، وفقاً "للمعاير الدولية" و"للأسس القانونية المتعارف عليها".
الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه بالتفاوض
وأكد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء التزامه "الثابت" بـ"حل الدولتين عن طريق التفاوض وقابل للتطبيق"، وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان باسم دول التكتل إن الاتحاد "سيدرس ويجري تقييما للمقترحات المقدمة".
وأضاف أنه سيفعل ذلك على أساس ما أعرب عنه سابقا، داعياً إلى "إعادة إحياء الجهود اللازمة بشكل عاجل"، بهدف تحقيق هذا الحل التفاوضي، ودعا إلى "ضرورة مراعاة التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، مع احترام جميع قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية ذات الصلة"، وتابع "يؤكد الاتحاد الأوروبي مجدداً استعداده للعمل من أجل استئناف مفاوضات جادة بهدف حل جميع المسائل المتعلقة بالوضع الدائم وتحقيق سلام عادل ودائم".
تعهُّد أممي بدعم السلام
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن الأمين العام، أنطونيو غوتيريس، يتعهد بمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على التوصل إلى سلام قائم على قرارات المنظمة الدولية والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية ورؤية الدولتين بناء على حدود ما قبل 1967.
وقال ستيفان دوجاريك، "لقد تم تحديد موقف الأمم المتحدة من حل الدولتين على مر السنين بموجب القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة التي تلتزم بها الأمانة العامة"، وأضاف، "إن الأمم المتحدة تظل ملتزمة بمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على حل النزاع على أساس قرارات الامم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية".
حل واقعي للدولتين
ويذكر أن ترمب وبعد أكثر من سنتين من العمل بتكتُّم وتأجيل إعلان الخطّة مرارًا، كشف، مساء الثلاثاء، خطّته للسلام في الشرق الأوسط والتي تقترح ما وصف بـ"الحل الواقعي بدولتَين"، قائلا إن "الفلسطينيين يستحقّون حياةً أفضل بكثير"، ومساحة الدولة الفلسطينية الموعودة في خطة ترمب هي أصغر من مساحة الأراضي التي احتلّتها إسرائيل في حرب 1967 والتي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.
الاتفاقات الدولية
وبعد كلمة ترمب، أكدت الأمم المتحدة أنها تبقى ملتزمة بحدود عام 1967، كما اعتبرت الخارجية الفرنسية في وقت سابق الأربعاء أنها "ستبقى متنبهة لاحترام التطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين وأخذها بالاعتبار"، معربة عن "قناعتها بأن حل الدولتين طبقا للقانون الدولي والمعايير الدولية المعترف بها، ضروري لقيام سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط".
وأكد الاتحاد الأوروبي التزامه "الثابت حل الدولتين عن طريق التفاوض". وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان أنس، باسم دول التكتل إن الاتحاد "سيدرس ويجري تقييما للمقترحات المقدمة"، دعا البيان إلى "ضرورة مراعاة التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين ، مع احترام جميع قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية ذات الصلة".
قد يهمك ايضا
قوات الأمن العراقية تداهم ساحات الحراك وسقوط قتلى وعشرات الجرحى
إصابات في صفوف المتظاهرين باشتباكات مع قوات الأمن العراقية