الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
حسن أوريد، الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي في المغرب

الرباط ـ المغرب اليوم

أكد حسن أوريد، الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي في المغرب، أن الثقة رأسمال مهم في تدبير الأزمات، مثمنا عودتها بين المجتمع وفعالياته ومؤسسات الدولة إثر بداية الأزمة الحالية المرتبطة بتفشي وباء "كوفيد ـ 19"، معتبرا ذلك أمرا إيجابيا؛ لكن يتعين الحفاظ عليه.وأضاف أوريد، في حوار مع جريدة "هسبريس" الإلكترونية، أن ما سيأتي سيكون صعبا، ويقتضي توسيع دائرة الحوار، خصوصا في ظل غياب حلول جاهزة، مقرا بأن الأمور المصاحبة لتفشي الفيروس (السلوك - المخيال) لن تختفي على المدى المتوسط على الأقل.

إليكم نص الحوار:

منذ بداية النقاش حول جائحة كورونا، لامسنا غيابا شبه تام للمثقف وآرائه المستشرفة.. فهل الأمر مرتبط بضرورة المسافة الزمنية من الحدث للتحليل، أم أن أزمة كبيرة مثل هذه لم تكن في حسبان أحد صعب تفكيكها على المثقف بدوره؟من كان يستطيع أن يتكهن بمضاعفات كورونا قبل ثلاثة أشهر بالشكل الذي أخذته؟ لا أحد. المثقف لا يتكهن، وبالأحرى أن يتنبأ بظواهر طبيعية. المثقف يطرح أسئلة انطلاقا من الحاضر. الباحث في العلوم الإنسانية يرصد الاتجاهات الكبرى أو الثقيلة مثلما تسمى. طبعا، ما يقع حاليا يستلزم طرح أسئلة على قضايا ذات طبيعة عالمية ووطنية. أنا لا أشاطرك الرأي حين تقول إن هناك غيابا شبه تام للمثقف. ظهر وطنيا ودوليا. ويبدو لي بأن هناك اتجاها يريد أن يُحمّل المثقف كل المشاكل. هو المشجب الذي تُعلق عليه كل الإخفاقات. طبعا، حينما لا نستطيع أن ننظر إلى الواقع كما هو، أو حين يتم التضليل بشتى الأسباب، فهي حالة تسمى الاستلاب، وهي حالة غير سويّة Anomalie .

في كل تاريخ الشعوب، لا بد من عامل صدمات تعمل على نهضة الأمم، هل تكون "كورونا" لحظة المغاربة، هل تلامس فهما واستحضارا لهذا الأمر على المستويين النخبوي والشعبي؟طبعا، التفكير ينشأ من خلال التفاعل مع الواقع، وما يجري يطرح على العالم وعلى المغرب تحديات كبيرة. نحن لا نتحدث هنا عن نموذج تنموي، أو قصور في قطاع، نحن هنا أمام تحدّ للبشرية كلها، يطرح ما كان أسماه أمين معلوف باختلال العالم dérèglement du monde ، اقتصاديا، وبيئيا، واجتماعيا، وحتى جيوستراتيجيا، والسؤال هو كيف سيجد العالم توازنه؟.وأرى أنه لا بد من نيوديل جديد على مستوى العالم. البحث عن لقاح يهم البشرية كلها، وليس مختبرا أو بلدا، وكان من المفترض أن تكون آلية تنسيق. ليس هناك تنسيق بل صراع مكشوف. والحال أننا قد نكون على مشارف حرب باردة جديدة.

"كورونا" جاءت بحزمة أسئلة كبيرة للمغاربة في بركة اليقينيات خصوصا الدينية، أمام إغلاق المساجد والبحث عن حلول خارج المنظومة الدينية. هل يمكن أن يخلخل الوضع الحالي من تسليم المغاربة بما يعتبرونه حل دائما لجميع المشاكل، أو أن العكس سيحصل؟التواريخ المفصلية هي تلك التي يكون فيها ما قبل وما بعد، كورونا لحظة مفصلية. لحظة مفصلية مست الناس مباشرة. ليس كما تسونامي يقع بعيدا، أو انهيار بنكي في بلد ما، أو عمل إرهابي بعيد.كورونا أثرت في المواطنين مباشرة. ألزمتهم الحجر. حرمتهم من عوائدهم، فصلتهم عن العمل، قلصت موارد عيشهم، حرمتهم من العبادة في أماكن العبادة، من التنقل من حي إلى حي، فبالأحرى من مدينة إلى مدينة. وهذه أشياء لا تنسى، وتؤثر في السلوك، وفي المخيال. ارتداء الكمامة مثلا تغيير في السلوك.

لا أرى أنه سينسحب في المدى المتوسط. ستتوارى ملامح الوجه، ستتوارى الابتسامة. السلام بالوجه سيختفي. وربما المصافحة. أشياء كثيرة ستتغير. أهم تحدّ ليس بالنسبة للمغاربة وحدهم، بل للبشرية. نتبين أننا ضعاف... ضعاف جدا. لا يمكن النظر إلى الوضع من رؤية قطرية، مخصوصة لبلد. الأزمة عالمية. ينبغي أن نفكر عالميا، ونعمل محليا.هل يمكن استثمار هذه الأزمة من أجل تكريس مدخل آخر لتعزيز عملية التحديث داخل مؤسسات الدولة وكذا في صفوف العموم، وهو العلوم الحقة؟طبعا، رهان التحديث يبقى مطروحا. لا أحد يجادل في التحديث، أي أن يعيش الإنسان عصره. السؤال كيف؟ وهل نجري عملية اختزالية على التحديث، نأخذ بجوانب ونرفض أخرى؟

لكي أجيب عن سؤالك بطريقة أخرى، هل ينبغي أن نرتهن للاقتصاد وحده على حساب العلوم. أحيل إلى كتاب "الرأسمالية في زمن الاحتجاجات الاجتماعية"، الذي صدر منذ حوالي سنة، للاقتصادي جوزيف ستغلتز يقول فيه إن الإنجازات الاقتصادية تحققت بفضل التكنولوجيا وتطور العلاقات الاجتماعية، والذي حصل هو أن الاقتصاد أصبح سيدا، من دون أن يقر بدينه للتكنولوجيا ولا للعلاقات الاجتماعية الجديدة التي قوامها الحرية وسيادة القانون والديمقراطية.تحول من أداة إلى سيد، في خدمة الاقتصاد البنكي، ويتهدد القيم الاجتماعية الجديدة (الحرية، الدمقراطية، سيادة القانون). أرى على مستوى العالم، وليس على مستوى المغرب فقط، أن نُخضع الاقتصاد للتفكير. أضحى الاقتصاد المالي نوعا من كنيسة، وأظن أننا نحتاج أنوارا جديدة للتحرير من ديكتات النزعة الاقتصادية أو الاقتصادوية. بتعبير آخر، ينبغي للاقتصاد أن يكون في خدمة الإنسان، لا الإنسان في خدمة الاقتصاد.

"كورونا" بينت الحاجة الماسة إلى مزيد من الاستدراك للثقة بين الدولة والمواطن، ففي بداية الأزمة واجه المغاربة خطاب المؤسسات بالاستخفاف أو التكذيب، قبل الاضطرار للتدخل المادي عبر السلطات، كيف تفسر ذلك؟ وكيف السبيل للخروج منه؟نعم الثقة رأسمال مهم في تدبير الأزمات. عادت الثقة ما بين المجتمع وفعالياته ومؤسسات الدولة إثر بداية الأزمة. هذا أمر إيجابي؛ لكن يتعين الحفاظ عليه. ما سيأتي سيكون صعبا. لا بد من توسيع الحوار، ولا بد من البيداغوجيا كذلك. ليس هناك حلول جاهزة، والحال أننا لا نحيط بعدُ بآثار الأزمة على أوجه الحياة الاجتماعية. ومن المؤكد أنه سيمكن التغلب على مضاعفات الأزمة طالما بقيت الثقة بين الدولة والمجتمع.

الوضع الحالي قد يفرز جغرافيا سياسية جديدة، هل بإمكان المغرب التعاطي مع الأمر بشكل أكثر استباقية لوضع نفسه في مكان أكثر راحة في خريطة المنظومة الدولية؟الجغرافية السياسة ستتغير. الثقافة السياسة ستتغير؛ لكن لا أستطيع أن أجيب عن ما ينبغي أن تقوم به الدولة بشكل استباقي. نحن أمام أزمة عالمية ستغير القواعد الناظمة، وستغير مواقع الفاعلين الدوليين. لا أدري إن كان الاتحاد الأوروبي سيخرج سالما من الأزمة، ولا يدري أي أحد كيف ستتطور العلاقات ما بين الصين والولايات المتحدة، ولا مآل سعر البترول. هذا عنصر مهم؛ لأنه سيؤثر على الدول المصدرة للبترول، وكانت فاعلة في المنطقة، وسيحد من تأثيرها. حُسن التدبير ليس فقط أن تنتهز الفرصة، بل أن تجعل من التحدي فرصة. هذا هو الرهان.

قد يهمك ايضا:

"العدل والإحسان" في المغرب تُحيي أواخر رمضان بالدّعوة إلى "رِباط عن بُعد"

وثائق تكشف كواليس تعيين عدي وبيهي عاملا على "تافيلالت" المغربية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تحالف دعم الشرعية يُعلن ان سقوط قتيلين وجريح من…
اتفاق إسرائيلي مع بوينغ الأميركية لشراء 25 طائرة حربية…
أوساط ترامب تكشف أسماء فريقه للحكم و قرارات جاهزة…
بايدن يهنئ ترامب ويدعوه لمناقشة انتقال السلطة و هاريس…
حملة هاريس تُحذّر معسكر المرشّح الجمهوري ترمب من نشر…

اخر الاخبار

الحكومة المغربية تُعزز قطاع الدفاع الوطني بإعفاءات ضريبية جديدة
بوريطة يُؤكد أن وزارة الخارجية ساهمت في تطور التجارة…
اتهام موظف أميركي بتسريب خطط إسرائيل لضرب إيران
مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…

صحة وتغذية

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…

الأخبار الأكثر قراءة

صحيفة أميركية تؤكد أن الصواريخ الإيرانيه كشفت ضعف الدفاعات…
أعنف الغارات بهدف إغتيال صفي الدّين في الضاحية وانفجارات…
نتنياهو يعد النصر الكامل من نيويورك وفود تنسحب من…
حماس تكشف عن تفاهم مع فتح على إدارة غزة…
إسرائيل تشن غارات جوية ضد أهداف في لبنان و…