أوريد يؤكد أن الثقة تعود بين المؤسسات المغربية والمجتمع وكورونا لحظة مفصلية
آخر تحديث GMT 13:19:44
المغرب اليوم -

كشف أن ما سيأتي سيكون صعبا ويقتضي توسيع دائرة الحوار في ظل غياب الحلول

أوريد يؤكد أن الثقة تعود بين المؤسسات المغربية والمجتمع و"كورونا" لحظة مفصلية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أوريد يؤكد أن الثقة تعود بين المؤسسات المغربية والمجتمع و

حسن أوريد، الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي في المغرب
الرباط ـ المغرب اليوم

أكد حسن أوريد، الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي في المغرب، أن الثقة رأسمال مهم في تدبير الأزمات، مثمنا عودتها بين المجتمع وفعالياته ومؤسسات الدولة إثر بداية الأزمة الحالية المرتبطة بتفشي وباء "كوفيد ـ 19"، معتبرا ذلك أمرا إيجابيا؛ لكن يتعين الحفاظ عليه.وأضاف أوريد، في حوار مع جريدة "هسبريس" الإلكترونية، أن ما سيأتي سيكون صعبا، ويقتضي توسيع دائرة الحوار، خصوصا في ظل غياب حلول جاهزة، مقرا بأن الأمور المصاحبة لتفشي الفيروس (السلوك - المخيال) لن تختفي على المدى المتوسط على الأقل.

إليكم نص الحوار:

منذ بداية النقاش حول جائحة كورونا، لامسنا غيابا شبه تام للمثقف وآرائه المستشرفة.. فهل الأمر مرتبط بضرورة المسافة الزمنية من الحدث للتحليل، أم أن أزمة كبيرة مثل هذه لم تكن في حسبان أحد صعب تفكيكها على المثقف بدوره؟من كان يستطيع أن يتكهن بمضاعفات كورونا قبل ثلاثة أشهر بالشكل الذي أخذته؟ لا أحد. المثقف لا يتكهن، وبالأحرى أن يتنبأ بظواهر طبيعية. المثقف يطرح أسئلة انطلاقا من الحاضر. الباحث في العلوم الإنسانية يرصد الاتجاهات الكبرى أو الثقيلة مثلما تسمى. طبعا، ما يقع حاليا يستلزم طرح أسئلة على قضايا ذات طبيعة عالمية ووطنية. أنا لا أشاطرك الرأي حين تقول إن هناك غيابا شبه تام للمثقف. ظهر وطنيا ودوليا. ويبدو لي بأن هناك اتجاها يريد أن يُحمّل المثقف كل المشاكل. هو المشجب الذي تُعلق عليه كل الإخفاقات. طبعا، حينما لا نستطيع أن ننظر إلى الواقع كما هو، أو حين يتم التضليل بشتى الأسباب، فهي حالة تسمى الاستلاب، وهي حالة غير سويّة Anomalie .

في كل تاريخ الشعوب، لا بد من عامل صدمات تعمل على نهضة الأمم، هل تكون "كورونا" لحظة المغاربة، هل تلامس فهما واستحضارا لهذا الأمر على المستويين النخبوي والشعبي؟طبعا، التفكير ينشأ من خلال التفاعل مع الواقع، وما يجري يطرح على العالم وعلى المغرب تحديات كبيرة. نحن لا نتحدث هنا عن نموذج تنموي، أو قصور في قطاع، نحن هنا أمام تحدّ للبشرية كلها، يطرح ما كان أسماه أمين معلوف باختلال العالم dérèglement du monde ، اقتصاديا، وبيئيا، واجتماعيا، وحتى جيوستراتيجيا، والسؤال هو كيف سيجد العالم توازنه؟.وأرى أنه لا بد من نيوديل جديد على مستوى العالم. البحث عن لقاح يهم البشرية كلها، وليس مختبرا أو بلدا، وكان من المفترض أن تكون آلية تنسيق. ليس هناك تنسيق بل صراع مكشوف. والحال أننا قد نكون على مشارف حرب باردة جديدة.

"كورونا" جاءت بحزمة أسئلة كبيرة للمغاربة في بركة اليقينيات خصوصا الدينية، أمام إغلاق المساجد والبحث عن حلول خارج المنظومة الدينية. هل يمكن أن يخلخل الوضع الحالي من تسليم المغاربة بما يعتبرونه حل دائما لجميع المشاكل، أو أن العكس سيحصل؟التواريخ المفصلية هي تلك التي يكون فيها ما قبل وما بعد، كورونا لحظة مفصلية. لحظة مفصلية مست الناس مباشرة. ليس كما تسونامي يقع بعيدا، أو انهيار بنكي في بلد ما، أو عمل إرهابي بعيد.كورونا أثرت في المواطنين مباشرة. ألزمتهم الحجر. حرمتهم من عوائدهم، فصلتهم عن العمل، قلصت موارد عيشهم، حرمتهم من العبادة في أماكن العبادة، من التنقل من حي إلى حي، فبالأحرى من مدينة إلى مدينة. وهذه أشياء لا تنسى، وتؤثر في السلوك، وفي المخيال. ارتداء الكمامة مثلا تغيير في السلوك.

لا أرى أنه سينسحب في المدى المتوسط. ستتوارى ملامح الوجه، ستتوارى الابتسامة. السلام بالوجه سيختفي. وربما المصافحة. أشياء كثيرة ستتغير. أهم تحدّ ليس بالنسبة للمغاربة وحدهم، بل للبشرية. نتبين أننا ضعاف... ضعاف جدا. لا يمكن النظر إلى الوضع من رؤية قطرية، مخصوصة لبلد. الأزمة عالمية. ينبغي أن نفكر عالميا، ونعمل محليا.هل يمكن استثمار هذه الأزمة من أجل تكريس مدخل آخر لتعزيز عملية التحديث داخل مؤسسات الدولة وكذا في صفوف العموم، وهو العلوم الحقة؟طبعا، رهان التحديث يبقى مطروحا. لا أحد يجادل في التحديث، أي أن يعيش الإنسان عصره. السؤال كيف؟ وهل نجري عملية اختزالية على التحديث، نأخذ بجوانب ونرفض أخرى؟

لكي أجيب عن سؤالك بطريقة أخرى، هل ينبغي أن نرتهن للاقتصاد وحده على حساب العلوم. أحيل إلى كتاب "الرأسمالية في زمن الاحتجاجات الاجتماعية"، الذي صدر منذ حوالي سنة، للاقتصادي جوزيف ستغلتز يقول فيه إن الإنجازات الاقتصادية تحققت بفضل التكنولوجيا وتطور العلاقات الاجتماعية، والذي حصل هو أن الاقتصاد أصبح سيدا، من دون أن يقر بدينه للتكنولوجيا ولا للعلاقات الاجتماعية الجديدة التي قوامها الحرية وسيادة القانون والديمقراطية.تحول من أداة إلى سيد، في خدمة الاقتصاد البنكي، ويتهدد القيم الاجتماعية الجديدة (الحرية، الدمقراطية، سيادة القانون). أرى على مستوى العالم، وليس على مستوى المغرب فقط، أن نُخضع الاقتصاد للتفكير. أضحى الاقتصاد المالي نوعا من كنيسة، وأظن أننا نحتاج أنوارا جديدة للتحرير من ديكتات النزعة الاقتصادية أو الاقتصادوية. بتعبير آخر، ينبغي للاقتصاد أن يكون في خدمة الإنسان، لا الإنسان في خدمة الاقتصاد.

"كورونا" بينت الحاجة الماسة إلى مزيد من الاستدراك للثقة بين الدولة والمواطن، ففي بداية الأزمة واجه المغاربة خطاب المؤسسات بالاستخفاف أو التكذيب، قبل الاضطرار للتدخل المادي عبر السلطات، كيف تفسر ذلك؟ وكيف السبيل للخروج منه؟نعم الثقة رأسمال مهم في تدبير الأزمات. عادت الثقة ما بين المجتمع وفعالياته ومؤسسات الدولة إثر بداية الأزمة. هذا أمر إيجابي؛ لكن يتعين الحفاظ عليه. ما سيأتي سيكون صعبا. لا بد من توسيع الحوار، ولا بد من البيداغوجيا كذلك. ليس هناك حلول جاهزة، والحال أننا لا نحيط بعدُ بآثار الأزمة على أوجه الحياة الاجتماعية. ومن المؤكد أنه سيمكن التغلب على مضاعفات الأزمة طالما بقيت الثقة بين الدولة والمجتمع.

الوضع الحالي قد يفرز جغرافيا سياسية جديدة، هل بإمكان المغرب التعاطي مع الأمر بشكل أكثر استباقية لوضع نفسه في مكان أكثر راحة في خريطة المنظومة الدولية؟الجغرافية السياسة ستتغير. الثقافة السياسة ستتغير؛ لكن لا أستطيع أن أجيب عن ما ينبغي أن تقوم به الدولة بشكل استباقي. نحن أمام أزمة عالمية ستغير القواعد الناظمة، وستغير مواقع الفاعلين الدوليين. لا أدري إن كان الاتحاد الأوروبي سيخرج سالما من الأزمة، ولا يدري أي أحد كيف ستتطور العلاقات ما بين الصين والولايات المتحدة، ولا مآل سعر البترول. هذا عنصر مهم؛ لأنه سيؤثر على الدول المصدرة للبترول، وكانت فاعلة في المنطقة، وسيحد من تأثيرها. حُسن التدبير ليس فقط أن تنتهز الفرصة، بل أن تجعل من التحدي فرصة. هذا هو الرهان.

قد يهمك ايضا:

"العدل والإحسان" في المغرب تُحيي أواخر رمضان بالدّعوة إلى "رِباط عن بُعد"

وثائق تكشف كواليس تعيين عدي وبيهي عاملا على "تافيلالت" المغربية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوريد يؤكد أن الثقة تعود بين المؤسسات المغربية والمجتمع وكورونا لحظة مفصلية أوريد يؤكد أن الثقة تعود بين المؤسسات المغربية والمجتمع وكورونا لحظة مفصلية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib