أوتاوا - المغرب اليوم
كما كان منتظرا، أعلن رئيس الحكومة الكندية، جوستان ترودو، عن التشكيلة الحكومية التي سيقودها خلال السنوات القادمة، وتضم 38 وزيراً بعدد متساو من النساء والرجال؛ وهي حكومة أقلية تعد نتاج انتخابات سابقة لأوانها.وزاوج زعيم الليبراليين ورئيس الحكومة الكندية بين إجراء تعديلات في بعض الحقائب والقيام بتعيينات جديدة، تمثلت في استقدام وجوه جديدة داخل فريقه الوزاري؛ ففي وقت احتفظ بكريستيا فريلاند كنائبة له ووزيرة للمالية، شملت التعديلات وزارات البيئة والصحّة والتنمية الاقتصاديّة والهجرة والعلاقات مع السكّان الأصليّين، والمرأة والمساواة بين الجنسين والشباب. غير أن أبرز ما جاءت به التشكيلة الجديدة إسناد وزارة البيئة للناشط في المجال والرئيس السابق لمنظمة “غرينبيس” ستيفن غيلبو، الذي يعتبر “شخصية بارزة” في مكافحة أزمة المناخ العالمي.
كما اعتبر تولي أنيتا اناند مهام وزارة الدفاع مهما، على اعتبار أن هذه ثاني مرة تتحمل فيها امرأة مهام الوزارة على امتداد التاريخ الكندي.ومن بين أبرز ما جاءت به هذه التشكيلة تعيين ميلاني جولي Mélanie Joly على رأس وزارة الخارجية الكندية، خلفاً لرائد الفضاء مارك غارنو. وتعتبر ميلاني، السياسية والمحامية المزدادة سنة 1979 في مونتريال لعائلة فرنسية الأصل، من أصدقاء الجالية العربية والمغربية على الخصوص، إذ تجمعها علاقات صداقة مع العديد من المغاربة المقيمين بمونتريال، الذين ساندوها واشتغلوا إلى جانبها خلال مسارها السياسي والنيابي.وثمن العديد من المغاربة تعيين ميلاني جولي كوزيرة للخارجية، خصوصا للعلاقة الجيدة التي تربطها بالمغرب والمغاربة، وكذلك لاطلاعها على المكانة المهمة التي يحتلها المغرب في محيطه الإقليمي والدولي، ولقدرتها على تطوير واستثمار العلاقات الطيبة التي تربط المملكة بكندا، لما فيه صالح البلدين والشعبين.
وفي هذا الإطار قال عبد الرحيم خيي بابا، رئيس الغرفة التجارية والصناعية للمغرب بكندا، في تصريح لهسبريس: “إن تعيين ميلاني جولي وزيرة للخارجية مستحق، نظرا للخبرة الكبيرة التي راكمتها هذه المحامية الشابة، خصوصا أنها تدرجت في مسؤوليات وزارية كثيرة، بين الثقافة والسياحة والتطوير الاقتصادي؛ بالإضافة إلى العلاقات الجيدة التي تربطها بمغاربة كندا، سواء على المستوى الفيدرالي أو على مستوى مقاطعة كيبيك”، مضيفا: “نحن على يقين بأن تعيينها كوزيرة للخارجية سيكون له تأثير مهم على العلاقات المغربية الكندية، وعلى مواقف كندا من العديد من القضايا الوطنية المغربية؛ ناهيك عن قدرتها على الدفع بعجلة الاستثمار بين البلدين إلى الأمام من خلال توجيه المستثمرين إلى الاستثمار في المغرب وفي الأقاليم الجنوبية المغربية كالداخلة والعيون”.
أما هشام معتضد، المستشار في السياسات الدولية، والمقيم بكندا، فاعتبر في تصريح لهسبريس أن تواجد ميلاني جولي على رأس قطاع وزارة الخارجية الكندية “مكسب مهم للدبلوماسية الكندية من الناحية الإستراتيجية والسياسية”، مضيفا أن “الوزيرة الجديدة ذات التكوين القانوني ستدفع بتسريع تنزيل العديد من الملفات القانونية المرتبطة بالسياسة الخارجية الكندية، وخلق دينامكية سياسية أكثر إيجابية على صعيد عدة مستويات، خاصة تلك المرتبطة بملفات التعاون الثنائي وتقوية دور كندا في التنمية المستدامة على المستويين الإقليمي والدولي”.
ويضيف الخبير في العلاقات الدولية أن الوزيرة الجديدة “تربطها علاقات جيدة مع الجالية المغربية المقيمة بكندا، ولها اطلاع واسع على انتظاراتها، خصوصا أنها كانت، منذ بدايتها السياسية، تحرص من حين إلى آخر على حضور تظاهرات مختلفة منظمة من طرف الجالية”، وزاد: “إضافة إلى كونها على اطلاع واسع بقضايا المنطقة الإقليمية على مستوى الفضاء المتوسطي، ستعمل من دون شك على تقوية العلاقات الإستراتيجية مع المملكة المغربية في ما يتعلق بالملفات ذات الاهتمام المشترك، والقضايا المرتبطة بالتعاون الدولي وتبادل الخبرات ووجهات النظر في العديد من القضايا التي تهم البلدين”.
قد يهمك أيضَا :
ترودو يتعرض لضغوط خلال آخر مناظرة تلفزيونية قبل الانتخابات الكندية