الدار البيضاء - جميلة عمر
نظّم مركز "كارينغي" للشرق الأوسط، بالتنسيق مع معهد "بروموثيوس" للديمقراطية وحقوق الإنسان، ندوة في الرباط، حول موضوع "تهميش الشباب وتطرفهم في شمال أفريقيا"، بمشاركة خبراء وباحثين من المغرب وخارجه.
وصرَّح منسق معهد "بروموثيوس" ياسين بزاز، خلال كلمة افتتاحية، بأنَّ ثلثي الأشخاص الذين توجهوا نحو القتال في سورية هم من الأشخاص المفرج عنهم، بعد قضائهم عقوبات في السجن.
وأكد بزاز، أنَّ السجن أصبح مرتعا مثاليا لتخصيب الفكر المتطرف، مشيرة إلى أنَّ هناك حالات تحولت بالفعل إلى الفكر المتشدد بسبب غياب الأفق والمعنى، والاعتقاد بعدم إمكانية الاندماج في الحياة العامة.
وأوضح أنَّ السبب يعود إلى عدم وجود مؤطرين داخل السجون، وعدم كفاية المقاربة التي تبناها المغرب للحد من التطرف وتأطير الحقل الديني وضبطه، على الرغم من أنه اعتبرها ناجحة إلى حد ما.
كما أوعز بزاز بأنَّ السبب يعود إلى غياب الحوار الجاد والحقيقي مع السلفيين، وعدم إدماج الشباب في الحياة العامة، لاسيما المعتقلين السابقين منهم.
واعتبر الناشط الحقوقي، أنَّ المقاربة التي اعتمدها المغرب مباشرة عقب الأحداث المتطرفة التي استهدفته، لم تعالج الجذور والمسببات، مشيرًا إلى أن العلاقة الرابطة بين التهميش اﻻجتماعي والاقتصادي والثقافي والتطرف تعد متشابكة ومترابطة.
وأشار إلى أنَّ ما يتغير في الأمر هي البنية التحتية التي يتغذى منها التطرف، فضلا عن النشاط اﻻجتماعي الذي تباشره الحركات المتشددة، لتأطير هذه الفئات من المجتمع، لافتًا إلى أنَّ غالبية الأشخاص الذين يتبعون فكرًا سلفيًا، ينحدرون من هوامش الحواضر الكبرى، مستدلا على ذلك بمنفذي عمليات 16 أيار/ مايو، الذين كانوا كلهم من حي مهمش، حيث يتميزون بالهشاشة وليست لهم أي آليات فكرية لتحليل الواقع بشكل عقلاني.
من جهة أخرى تطرق المشاركون خلال الندوة إلى فهم حالة الإحباط التي دفعت الكثير من الشباب إلى تبني الإيديولوجيات المتطرفة، وتقديم تحليلات حول هذه الظاهرة في المغرب وتونس، اللتين تعتبران منطقتين أساسيتين لتصنيع وتصدير الانتحاريين إلى مناطق النزاع.