الدار البيضاء - جميلة عمر
تمكنت عناصر أمن فاس من اعتقال أكبر شبكة متخصصة في الزواج العرفي، وجاء اعتقال هذه الشبكة بعد اعتقال العقل المدبر لها، رفقة مجموعة من المهووسين بالجنس باسم الدين، في حين لاتزال الأبحاث متواصلة للإيقاع بعدد من الشبان الآخرين الذين لهم صلة بالشبكة، والمقدر عددهم أكثر من 20 شخصا.
وجاء اعتقال الشبكة حسب مصادر أمنية ، بعدما توصلت مصالح الأمن في فاس بشكوى مباشرة من ثلاث ضحايا سقطن في فخ الشبكة، وهي الشكوى التي تكشف مخططات الشبكة التي تحرض على الرذيلة ، كما جاء في الشكوى أسماء بعض الضحايا .
بناء على المعطيات التي جاءت في الشكوى، انطلق البحث الأمني ، حيث تم توقيف بعض المتورطات في هذا الزواج، وعند الاستماع إليهن في محاضر قانونية أكدوا بأنهم كن ضحايا ممارسات جنسية شاذة من قبل شباب تظهر عليهم صفات التدين، قبل أن يكتشفن أنهن وقعن في فخ استغلال واحتيال من طرف مجموعة من المتهمين الذين دأبوا على التحدث باسم الدين الإسلامي لـ"شرعنة" سلوكهم، في حين أن هدفهم حسب الضحايا كان هو "تفريغ شهواتهم الجنسية والتخلي في آخر المطاف عن الضحايا، والانطلاق للبحث عن أخريات.
وحسب نفس المصدر ، أن الشبكة كانت لها علاقات واسعة كانت تستقطب لها الراغبين في الزواج فيتم توهيمهم على أن الزواج الحقيقي هو الفاتحة و أن عقد القران هو بدعة ، و أن على الزوجة الاكتفاء بقول " زوجتك نفسي على سنة الله ورسوله" ، كما استغلت الشبكة الأحياء الهامشية الشعبية للعاصمة العلمية فاس، معظمها تابعة لمقاطعتي زواغة والمرنيين .
كما أظهر البحث على أن أفراد الشبكة ينتمون إلى تيار ديني متشدد، استغلوا فقر عدد من الشباب لأجل إيهامهم بـ"قدرتهم على الزواج دون أن تواجههم أية أعباء مادية خاصة ما يتعلق بمصاريف توثيق عقد القران والمهر وإقامة حفل الزفاف"، ما جعل بعض الشباب المقبلين على الزواج يقتنعون بفكرة عقد القران بالطريقة المعروفة بـ"زوجتك نفسي" المستمدة من الشرق، والمنتشرة هناك لدى بعض الجماعات الأصولية، والتي سعت الشبكة المفككة إلى تطبيقها، مقابل إغراءات قدمتها لمن استقطبتهم، وتتمحور حول تمكينهم من فرص عمل ميسرة، ومساعدات عينية، ومساكن للاستقرار الأسري.