برلين ـ جورج كرم
كشف محقّقون وصحافيون ألمان، أنَّ قائد تنظيم "داعش" المتطرف أبو بكر البغدادي، المطلوب الأول دوليًا، بعدما حدد مقابل رأسه 10 ملايين دولار، كان في شبابه تلميذًا من الدرجة الثاني، لم يتجاوز معدل ذكائه "المتوسط".
وبيّن المحققون أنَّ "الرجل، الذي أعلن نفسه (خليفة)، اضطر لإعادة السنة في المدرسة لأنه كان سيئًا للغاية في اللغة الإنجليزية".
وأضاف المحققون أنَّ "البغدادي تحول ضد الجيش العراقي، على الرغم من كونه سني، من الجماعة التي كان يفضلها النظام الدكتاتوري لصدام حسين، لأنه كان قصير النظر. وفشل في الحصول على مكان في الجامعة لدراسة القانون".
وأشاروا إلى أنَّ "زعيم المتطرفين اختار اللاهوت الإسلامي، موضوعًا للدراسة، ما ساهم، ربما جنبًا إلى جنب مع تجاربه السابقة، في التشدد وجهات نظره".
وأجرت صحيفة "وزود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، مقابلات مع سكان سامراء، مسقط رأس البغدادي في العراق، حيث ذهب إلى مدرسته، ولعب كرة القدم في شوارعها الضيقة، وأعطى الأطفال دروس القرآن الكريم. وسمّوه بـ"المؤمن".
وأوضح أحد جيرانه القدامى، في تصريح للصحيفة، أنّ "البغدادي، هو الثالث بين أربعة أبناء، ولدوا لعائلة مسلمة سنية متدينة. كان طموحًا في ذلك الحين". وأضاف "يحب السلطة، وأن يكون مؤثر، لكننا جميعًا شعرنا بالصدمة التامة لرؤيته فجأة تحت اسم (الخليفة)".
وأبرزت الصحيفة أنه "تم تقييم البغدادي كتلميذ بالمتوسط في المدرسة الثانوية. وكانت درجاته منخفضة جدًا للقبول في كلية القانون لدى جامعة بغداد. ولكن بعد ثماني أعوام من الدراسة في الدين الإسلامي، قال إنه حصل على درجة الدكتوراه عام 1999".
وأشارت الصحيفة الألمانية، إلى أنَّ "درجة الدكتوراه قد ساعدته ليصبح زعيم (داعش). ومكنته من بناء (التبرير الديني الفقهي) لوحشية المنظمة".
وأردفت "شهد البغدادي بداية حرب الخليج في سامراء. وفي عام 2004، لأسباب غير واضحة، ألقي القبض عليه من طرف قوات الولايات المتحدة، واحتجز لمدة 10 أشهر، في مركز اعتقال كامب بوكا جنوب العراق. ولا يزال يشار إلى ذلك المخيم باسم (الأكاديمية)، لأنه احتجز الكثير من الإسلاميين المتطرفين والجهاديين والجنود المتمرسين على القتال".
وبيّنت أنه "يعتقد أنّ البغدادي قد انضم لتنظيم القاعدة في هذا الوقت. واعتبارًا من عام 2007 كان مسؤولاً عن الشريعة، مع اختصاص لتقديم التبرير الديني للأعمال الإجرامية التي أقدم عليها المتشدّدون".
ولفتت إلى أنّه "يقول البعض إنه كان تلميذ الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي، الذي كان رائدًا في ممارسة قطع رؤوس الرهائن، وإلباسهم ملابسًا برتقالية اللون".