الرباط - سناء بنصالح
أكّد تقرير مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أنَّ التهديدات المتكررة للمغرب باستهدافه واستهداف قياداته، ورموزه من طرف المقاتلين المغاربة في "داعش" أصبحت النمط المفضل للعديد من أتباع هذا التنظيم الذين يحتلون رتب ومناصب متدنية، إذ يبحث العديد منهم عن أي وسيلة إعلام لإطلاق التهديدات والوعيد، لكسب نقط لدى قيادة تنظيم المتطرَّف والترقي السريع فيه لما يتيحه من منافع مادية ورمزية متعدّدة، وهو الأمر الذي يجب الانتباه إليه وإلى خطورته.
وسجل التقرير، هجرة ستة أفراد ينحدرون من شمال المغرب "ولاية تطوان"، إلى جبهات القتال في سورية والعراق، مبيّنًا أنَّ المعطيات التي حصل عليها المرصد شهرآذار/ مارس الماضي، أظهرت أنَّ الأفراد الستة ينتمون إلى أسرة متكونة من ثلاثة أفراد كانوا يقطنون في مدينة مرتيل مواليد 1982،هم مياوم، وزوجته البالغة من العمر 23 عامًا، وابنته البالغة حوالي أربع سنوات، بالإضافة إلى شابين في أواسط العشرينات من العمر، ينحدران من مدينة تطوان أحدهما موظف في المحكمة الابتدائية في تطوان، وشابًا في أواسط العشرينات من العمر ينحدر من مدينة المضيق.
وأضاف التقرير أنَّ الأشخاص الستة التحقوا بتنظيم "داعش" عن طريق مطار الدار البيضاء الدولي.
وتنوعت مصادر القيادة والزعامة للمقاتلين المغاربة في سورية والعراق إلى صنفين إثنين، الأول، برز من خلال ما أبان عنه من رباطة الجأش، وقوة المواجهة والدفاع في المعارك العسكرية، وهو ما أهله لاحتلال مكانة بارزة في القيادة العسكرية للتنظيم، من بينهم أبو عبد العزيز المحدالي (25 عامًا) المعروف بالأمير أبو أسامة المغربي، من مدينة الفنيدق الذي عين أميرًا عسكريًا (قتل في آذار/ مارس 2014)، وتم رثاؤه من طرف تنظيم "داعش" (مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي)، والأمير أبو البراء المغربي، وينحدر من مدينة الفنيدق، وهو الاسم الحركي الذي يرجح أنّ يكون قد منح لعبد الرحمان العافية، والمنحدر من مدينة الفنيدق، ويرفض أعضاء التنظيم الإدلاء بآي تفاصيل عن شخصيته والأدوار الموكولة إليه داخل "داعش".
وأوضح أنَّ الصنف الثاني برز كوجه إعلامي من خلال توظيفه المتميز لوسائل الإعلام المختلفة وعلى رأسها المواقع الإخبارية الإليكترونية أهله في كسب نقاط قوة كثير، مكنته من التقرب لقيادة تنظيم أبو بكر البغدادي، والترقي السريع في الرتب العسكرية والإعلامية، من بينهم أهمهم أشرف اجويد، المنحدر من المضيق، المعروف حركيًا بأشرف الأندلسي القرشي الحسيني الذي يعمل في الهيئة الإعلامية التي تتكلف بنشر ايديولوجية التنظيم وينشط بشكل مكثف على الموقع الاليكتروني التابع لـ"داعش" المنبر الإعلامي الجهادي وشبكات التواصل الاجتماعي"تويتر"، ومحمد حمدوش، من مدينة الفنيدق، المعروف بكوكيتو أوقاطع الرؤوس، الذي مكنته التهديدات المتطرَّفة المتعددة لكل من المغرب وإسبانيا على "يوتيوب"، إثر تسريب صورة له رفقة رؤوس مقطعة وهو على متن شاحنة وإهداءه للسبتاوية المغربية أسية أحمد كمهر حزامًا ناسفًا، والذي تم ترقيته إلى رتبة أمير، يترأس كتيبة متكونة من حوالي 300 مقاتل في ولاية حلب بعدما كان مجرد مقاتل عادي داخل التنظيم.