الرئيسية » التحقيقات السياحية
البحر يعتبر الملاذ الوحيد للأسر المغربية الفقيرة ومتوسطة الدخل

 الدار البيضاء - سعيد بونوار

 الدار البيضاء - سعيد بونوار يُعد مصطفى المثقل بالديون واحدًا من آلاف أرباب الأسر المغربية الذين يختارون البحر لقضاء العطلة الصيفية، إذ لا تسمح لهم أوضاعهم المادية والديون المتراكمة عليهم بارتياد الفنادق الكبرى أو السفر خارج المغرب، ويختار هؤلاء أقرب شاطئ لمقر سكناهم اقتصادًا للمصاريف، فيما تؤكد تقارير صادرة عن مديرية التخطيط أن نسب الاصطياف لدى المغاربة ضئيلة جدًا، وأن هؤلاء يفضلون "البقاء في البيت" ومتابعة البرامج التلفزيونية على تضييع المال في اصطياف لا يعود عليهم إلا بالندم.
ويستيقظ مصطفى كل صباح باكرًا، يوقظ الأبناء والزوجة ويحضر مستلزمات قضاء اليوم في الشاطئ، اصطياف يومي لا يخلو من معاناة، تبدأ من الحافلة العمومية المكتظة وتنتهي عند وضع القدم في الرمل بحثًا عن مكان آمن في الشاطئ لا تصله "الكرات" أو "قارورات المشروبات الغازية"، ولا تلسع الكلمات النابية آذان أطفاله.
ولم يسبق لمصطفى، الموظف البسيط، أن قضى عطلة الصيف في فندق أو منتجع أو حتى زار مسبحًا خاصًا، وأحلى سهرات الصيف هي تلك التي يقضيها مع الأصدقاء في المقهى الشعبي في الحي الذي يقطنه، كل ما يعرفه عن العطلة هو حمل "الشمسية" و"قفة" فيها "سندويتشات" وقارورة ماء مثلج، وقضاء اليوم بأكمله في الشاطئ ليعود منهك القُوى في المساء بعد أن يكون التعب قد هدّه جراء ملاحقة أبنائه خوفًا من الغرق أو التيه بين الأجساد البشرية.
وإذا كانت العطلة الصيفية مثار سعادة الكثيرين فإنها تتحول إلى هم كبير لدى آلاف الأسر غير القادرة على تأمين اصطياف لأبنائها الباحثين عن اللعب والمتعة.
يقول عبد الواحد المقروفي (معلم) لـ "المغرب اليوم": "الإقامة في فندق متوسط معناها إنفاق أكثر من 1200 درهم مغربي (حوالي 130 دولارًا) يوميًا رفقة أبنائي الثلاثة وزوجتي من دون احتساب الوجبات وأثمان المشروبات ومستلزمات أخرى، لذلك أختار ارتياد الشاطئ الذي يكلفني حوالي 200 درهم مغربي (حوالي 23 دولارًا) يوميًا، لذلك أتظاهر بالعمل أمام الأبناء لأحملهم إلى الشاطئ يومًا أو يومين في الأسبوع، ومع ذلك أشعر أن مصروفي يهتز في هذا الشهر الحارق".
وعلى عكس عدد من البلدان التي يقوم جزء من اقتصادها على السياحة كما هو الشأن بالنسبة إلى المغرب، فإن المغاربة لا يتمتعون بالسياحة في بلدهم، فالفنادق مرتفعة الثمن والمنتجعات "الغابوية" مثلاً حكرٌ على الأثرياء، والسفر إلى الخارج من المستحيلات.
يأتي هذا في الوقت الذي تظهر فيه أرقام للمرصدُ الوطني للسياحة أن حوالي 4.3 ملايين سائح أجنبي تدفقوا على المغرب، الذي أعدّ أشكالاً جديدة من السياحة الراقية في الصحراء.
بيد أن تقارير صادرة عن مديرية التخطيط تؤكد أن نسب الاصطياف لدى المغاربة ضئيلة جدًا، وأن هؤلاء يفضلون "البقاء في البيت" ومتابعة البرامج التلفزيونية على تضييع المال في اصطياف لا يعود إلا بالندم.
وقال مصدر مسؤول من وزارة السياحة المغربية إن الحكومة تراجعت عن مشروع "كنوز بلادي"، وهو المشروع الذي كان يهدف إلى دفع المغاربة إلى الاصطياف في الفنادق المغربية، إذ تتكفل الحكومة بأداء نسبة من الثمن، وتلزم أرباب الفنادق ووكالات الأسفار على تقديم أثمان مخفضة وتشجيعية، إلا أن المشروع الذي أنفقت عليه الحكومة الملايين فشل في تعويد المغاربة على الاصطياف.
ويقول الباحث الاجتماعي أحمد الأسدي: "غالب الأسر المغربية لها ديون والاصطياف معناه التبذير، والكثيرون يُفضّلون زيارة آبائهم في البوادي".
وإذا كان البحر يعتبر الملاذ الوحيد للأسر المغربية الفقيرة ومتوسطة الدخل، فإن أُسرًا أخرى تفضل الاصطياف في الغابات إلا أن هذا النوع من "الاصطياف" لا ينتشر كثيرًا بالنظر إلى أن هذه الغابات غير محروسة، ولا تتوفّر على المرافق الضرورية.
إلا أن هناك نخبة الأثرياء الذين يختارون السفر إلى الجنوب الإسباني الذي لا يبعد إلا بـ 13 كيلومترًا عن شمال المغرب، ويختار آخرون الاصطياف بمنتجعات راقية في شمال المملكة، إذ يملكون إقامات ويخوتًا.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مطارات المملكة المغربية تستقبل كأس العالم لكرة القدم 2030…
رحلات جوية إلى مطارات المغرب تشهد اضطراباً بتغيير وجهاتها…
أبرز النشاطات التي يمكن الاستمتاع بها في بوسطن بميزانية…
التقدم والاشتراكية يستدعي وزيرة السياحة المغربية للبرلمان بسبب فوضى…
استكشف الطبيعة والمناظر الخلابة في إيبيزا الإسبانية "جزيرة الحفلات"

اخر الاخبار

الملك محمد السادس يُهنئ مارك روته بمناسبة توليه منصب…
نزار بركة يكشف عن لائحة أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة…
سفير بكين في الرباط يؤكد أن الصين تعي أهمية…
هولندا تُجدد تشبثها الراسخ بالشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي…

فن وموسيقى

مصطفى شعبان يُعيد تعاونه مع نجوم "المعلم" ويقدم "حكيم…
شيرين عبدالوهاب تساند بيروت على طريقتها وتعيد نشر أغنيتها…
يحيى الفخراني يُعيد تقديم مسرحية "الملك لير" للمرة الثالثة…
منال بنشليخة تحتل الترند المغربي بثلاث أغاني من ألبوم "قلب…

أخبار النجوم

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
أحمد مكي يخوض تجربة جديدة في رمضان
ماجدة الرومي تُعلق على الهجوم الذي يتعرض عليه جنوب…
ماغي بوغصن تُطلق مبادرة لدعم النازحين في لبنان

رياضة

وليد الركراكي يكشف أسباب عدم استدعاء حكيم زياش إلى…
الإعلان عن قوائم المرشحين لجوائز الأفضل في آسيا 2023
الفيفا يكشف عن الملاعب المستضيفة لكأس العالم للأندية 2025
المغربي ياسين بونو ضمن قائمة أغلى 10 حراس مرمى…

صحة وتغذية

نزيف الأنف لدى الأطفال قد يكون من أعراض سرطان…
العنب الغامق يُطيل متوسط عمر الإنسان ويمنع تطور الأورام…
الكشف عن نظام "مايند" الغذائي لحل مشاكل التركيز والذاكرة…
ممارسة الرياضة في عطلات نهاية الأسبوع بُقلل خطر الإصابة…

الأخبار الأكثر قراءة

بيان رسمي عقب بلبلة في مطار بيروت يؤكد أنه…
كشف حقيقة العثور على صراصير بعنبر أمتعة طائرة تابعة…
سنغافورة تعتبر واحدة من أفضل الوجهات السياحية في آسيا…
إلغاء 36 رحلة جوية في أحد مطارات اليابان بسبب…
كوريا الشمالية تُعلن إستئناف الرحلات السياحية بعد حظر دام…