أغادير- أحمد إدالحاج
الرباط هي عاصمة المغرب، وثالث أكبر مدينة في المملكة، وهي مدينة ساحلية تطل على المحيط الأطلسي، وتقع على الضفة اليسرى لمصب نهر أبي رقراق الفاصل بينها وبين سلا المدينة القديمة. ويبلغ سكانها أكثر من مليون ونصف نسمة. ولعل أكثر ما تشتهر به في الصناعة التقليدية هو صناعة النسيج، وأسست فيها أول جامعة
في المغرب وهي جامعة محمد الخامس.
وتأسست الرباط من قبل الموحدين في أواسط القرن الثاني عشر، وبنى فيها عبد المؤمن "رباط الفتح"، وهي نواة مدينة محصنة شملت بالإضافة إلى القلعة، مسجدا ودارا للخلافة، ويعتبر حفيده يعقوب المنصور، المؤسس الحقيقي لمدينة الرباط، وذكر مؤرخين عدة أن اكتمال بناء المدينة كان على عهد أبي يوسف المنصور، بما في ذلك السور والبوابات. وفازت المدينة بالمرتبة الثانية في قائمة "CNN" لـ"أحسن المقاصد السياحية في 2013 "، كما تم اختيار مدينة الرباط باعتبارها مدينة خضراء من قبل الجمعية الأميركيّة "أورث داي نيويورك"، ضمن احتفالية الذكرى الأربعين ليوم الأرض، لما يشهد لها من تثمين وتهيئة مجالاتها الخضراء سواء داخل المدينة أو في مدارها الحضري.
وتقع الرباط على سهل فسيح وتقترب من مصب واد أبي رقراق وتمتلك واجهة ساحلية عريضة، وتتميز باعتدال الطقس فيها على طول السنة، وتتوفر على 260 هكتارًا من المساحات الخضراء وحزامًا أخضرًا يغطي ما يقارب 1000 هكتارًا.
وأكّدت معلومات أدلت بها بلدية الرباط أنّ المدينة تجاوزت المعايير البيئية العالمية المُحددة من طرف منظمة الصحة العالمية في 10 أمتر مربعة لكل فرد، في حين أن الرباط تتوفر على معدل أكبر يقدر بقرابة 20 مترًا مربعًا للفرد الواحد، ولم تخف البلدية تخوفها من تتأثر هذه المساحات الخضراء بحركات الإعمار وبزحف الأسمنت التي تعرفها مدن المغرب حديثًا رغم أن نتائجه ليست بادية إلا بشكل طفيف، وأكدت ضرورة استحضار الهيئات القائمة على سياسة المدينة للطابع الأخضر والذي ارتأى المغرب أن يجعل مدينة الرباط نموذجًا للمدن المغربيّة في ذلك.
ومن أجل الحفاظ على الطابع الأخضر للمدينة الذي يعد بمثابة رئتها، فإنه تم إعادة وتهيئة العديد من المناطق الخضراء، وتعتبر حديقة التجارب النباتية من أبرزها والتي تبلغ مساحتها 17 هكتارًا، والتي تمت إعادة هيكلتها القديمة التي تعود لعام 1914، وتم افتتاحها من جديد في 2012.