الجزائر ـ سميرة عوام
تُعدّ ظاهرة التبول اللاإراديّ لدى الأطفال الصغار في الجزائر، والذين تعدّوا الخامسة من العمر، هاجسًا يؤرق الأمهات والآباء وحتى المُدرّسين. وأكّد بعض المُختصّين في طب الأطفال في وزارة الصحة الجزائريّة، أن هذه المشكلة تُعتبر من المسائل الصعبة التي تجد فيها الأسرة تعقيدًا في كيفية التعامل مع الصغار، والذين يُفضّلون التبوّل في الفراش بدل من الذهاب
إلى المرحاض، وأن هذه الظاهرة لا تتعلق فقط بالجانب النفسيّ بل تتعداه إلى خلل عضويّ، إلى جانب يتعلق السبب بأمراض عدّة منها ما هو جينيّ مُتعلق بالوراثة بشكل كبير، وقد يكون الأمر مُتعلقًا بخلل عضويّ، وأسباب أخرى تتعلق بزيادة إفراز جسم الطفل للبول أثناء النوم، أو يكون لدى الطفل مشكلة تتعلق بالمثانة البوليّة، بحيث لا يتحمل إمساك الطفل نفسه عن التبوّل لمدة طويلة، أو يكون السبب مُتعلقًا بمعاناة الطفل من مشكلة صحيّة على مستوى الكليتين، أو الالتهابات المستمرة التي تُصيب المثانة، إلا أن هذا الاحتمال يُصيب الفتيات بنسبة 10 في المائة، والذكور بنسبة 8 في المائة.
وأعلن مخبر علم النفس في جامعة الجزائر، أن الأسباب النفسية تدخل في إطار التبول اللاإرادي للأطفال متعلقة بعامل الغيرة الزائدة أو الخوف الشديد الذي يسكن الطفل أو نقص الحنان من طرف الوالدين، إلى جانب ذلك سُجّلت بعض المشاكل الاجتماعية منها الطلاق والذي يزيد من مشكل التبول اللاإرادي بنسبة 18 في المائة، بالإضافة إلى الاختلالات الأخرى داخل الأسرة منها الفقر والظروف الاقتصادية.
ونصح المُختصّون في علم النفس وأطباء الأطفال في المراكز الصحيّة في الجزائر، بضرورة تدريب الطفل على التحكّم في البول لفترات طويلة، وعدم تناوله مشروبات بكثرة قبل النوم، وهي نصائح نافعة للطفل بدل توبيخه، وهو الخطأ الشائع الذي يقع فيه الأباء، رغم أن هذا التصرف لن يحلّ المشكلة بطريقة جذريّة، كون الطفل يحتاج إلى المزيد من الحب والحنان والاحتواء بدل توبيخه أمام العائلة.