المغرب اليوم
الرباط – محمد عبيد كشف الحسين الوردي، وزير الصِّحَّة والبروفيسور والقياديّ في حزب "التقدُّم والاشتراكيَّة" المشارك في الحكومة المغربيَّة، في حديث له لموقع "المغرب اليوم"، عمَّا أسماه "لوبي المقاومة" (المفسدين المقاوِمين للإصلاح)، مؤكِّدًا على أن وزارته قد "قطعت شوطًا مهمًّا في محاربة لوبي مسيطر على أسعار الأدوية في المغرب". وأضاف الوردي، في المقابلة الصحافية ذاتها، التي كانت على هامش فعاليات ندوة دولية، نظمها فرع منظمة "الشفافية" الدولية في المغرب، خلال الأسبوع الماضي، أن الوزارة عملت على استراتيجية وطنية لتعميم الخدمات الصحية على المواطنين، وقطع الطريق أمام لوبيات الفساد، التي تحتكر ثمن الأدوية في المغرب. وعن أبرز الخطوط العريضة لأعطاب قطاع الصِّحَّة في المغرب يذكر الوردي أنه منذ تعيينه على رأس وزارة الصِّحَّة قام بتأسيس استراتيجية لمدّة خمس سنوات لإصلاح قطاع الصِّحَّة، عبر توفير البنيات التحتيّة وتشجيع الاستثمار في مجال الصحيّ، وخفض أسعار الأدوية في المغرب، وتوفير وتعميم الخدمات الصحيّة للفئات الاجتماعية المحدودة الدخل، عبر الإعلام عن مناظرة وطنية للصحة وإيجاد فاعلين وشركاء في مجال بناء الاستراتجية الوطنية للنهوض بقطاع الصِّحَّة. وعما قيل عن تراجعه عن قرار خوصصة مجال الصِّحَّة في المغرب بأوامر من القصر نفى وزير الصّحّة ذلك نفيًا تامًّا، وأكّد أنه من أقاويل الصحافة واللوبيات التي تقف خلفها. وعن الخطط التي يقدّمها داخل الوزارة وهل هي كفيلة بإصلاح قطاع الصِّحَّة، الذي يعدّ من أعقد القطاعات العمومية، أشار الوردي إلى أن قطاع الصِّحَّة كبقيّة القطاعات الحكومية الأخرى المرتبطة بالفئات الاجتماعية، لا يمكن أن نقوم بإصلاحها بالكامل في ظرف ثلاث سنوات فقط، فالقطاع هو جدّ متشعب وله تراكمات من حكومات سابقة، ومعقد، وأكّد أنه عازم على الإصلاح وفق الأولويات الموجودة في الخطة والاستراتيجية المعلن عنها وطنيًّا. كما كشف الوردي عمّا أسماه بـ"لوبيات مقاومة للإصلاح"، وهي بعض اللوبيات المسيطرة والمحتكرة لأسعار الأدوية في المغرب، وليس من مصلحتها، خفض الأسعار، وأوضح أن الوزارة قامت بخفض سعر أكثر من ألف دواء، وكان الخفض لما بين 30 : 40 في المائة من الأسعار، وذلك عبر تخصيص دعم مباشر لمنتجي الدواء لتسديد الفارق، وأشار أنه لأول مرة سيتم نشر لائحة الأدوية المخفض سعرها في الجريدة الرسمية، لتكون متوفرة لدى الرأي العام والصحافة. ورفض وزير الصّحّة المغربيّ الكشف عن هويّة هذه اللوبيات التي تقاوم الإصلاح، وأكّد أنه ليست له وسائل ووثائق ثبوتيّة لأطراف بعينها، غير أنّ ما يعرفه هو أنها جهات موجودة وواقعية تكبّل العمل الحكومي، وتكبل كل محالة لإصلاح قطاعات تمس مصالحها الاقتصادية والسياسية، مشيرًا إلى أن المغاربة أنفسهم يعرفون من يكبل الحكومة ويمنعها من الاشتغال. يشار إلى أن الحسين الوردي (المستجوب)، قد تم تتويجه كأحد الشخصيات التي طبعت سنة 2013، من قبل وكالة الأنباء المغربية الرسمية، اعترافًا لما قدَّمه لقطاع الصِّحَّة من جليل الخدمات.